يا أخا العصر وابن هذا الزمان
أبيات قصيدة يا أخا العصر وابن هذا الزمان لـ محمد عبد الوهاب القاضي

يا أَخا العَصرِ وَاِبنَ هَذا الزَمانِ
وَرَبيبِ العُلومِ وَالعِرفانِ
يا فَتى اليَومِ لي إِليكَ حَديثٌ
عَبقَريٌّ أَصوغُهُ مِن جَناني
لَكَ عِندي ما شئتَه مِن عِظاتٍ
حازَها مَنطِقِي وَضَمَّ بياني
لَيسَ إِلّا الرَشادُ فيهِ مَجالٍ
لا وَلا فيهِ غَير وَقعِ السِنانِ
وَقعُها في النُفوسِ أَعظَمُ مِما
لَو تَمَزَقَت في الوَغى وَالطِّعانِ
فَإِذا شئتَ فَاِتَّخِذ لَكَ قَلباً
حاضرَ الوَعيِ دائمَ الخَفَقانِ
وَإِذا لَم تَشَأ فَلَست أَخا العَل
يا وَلَستُ الجَديرَ بِالحَيوانِ
لَكَ يا اِبنَ الزَمانِ شَأنٌ عَجيبٌ
لا تَقُل لي وَما تَريدُ بَشَأني
فَلَعَلِّي أَريدُ إِصلاحَ قَومي
وَلَعَلِّي أُعزَّهُم مِن هَوانِ
وَلَعَلِّي مِن بَعد أُفهِمكَ الدَن
يا عَلى غَيرِ فِهمكِ الخَطآنِ
رَأيُكَ اليَوم في الحَياةِ غَريبٌ
ظاهرُ الضَعفِ واضحُ الخَذلانِ
وَاِتجاهاتُكَ العَجيبةُ كُثرٌ
وافِراتُ الضُروبِ وَالآلوانِ
كُلُّ يَومٍ تُبدي هَوىً يَقتُلُ النَف
سَ وَضَعفاً في الخَلقِ وَالإَيمانِ
كُلُ يَومٍ لَكَ اتِّجاهٌ بَغيضٌ
يَدعُ الذُل ضارِباً بِجرانِ
كُلُّ يَومٍ تُمسي وَتُصبحُ لِلضَع
فِ أَسيراً وَلِلمَذَلَةِ عانِ
قُلت أَني الطَليق مِن غَيرِ قَيدٍ
لَستُ عَبدَ العاداتِ وَالأَديانِ
أَنتَ حُرٌ أَلَست حُراً طَليقاً
ما بَقاءُ الطَليقِ في الأَدرانِ
أَنتَ حيٌّ أَلَستَ حَيّاً فَتِيّاً
ما بَقاءُ الفَتى في الأَكفانِ
أَنتَ لَو تَعلَمُ الحَقيقةَ عَبدٌ
ضائِعٌ بَينَ زُمرَةِ الغِلمانِ
إِنَّ سُلطانَكَ الهَوى ذُو مَضاءٍ
لَستَ تَقوى عَلى يَد السُلطانِ
يا شَبابَ البِلادِ فيكُم خِلالٌ
هِيَ وَاللَهِ خُصلةُ النِسوانِ
فَإِذا ما اِدعيتمُ غَيرَ هَذا
فَاِقنَعوا يا قَوم بِالبُرهانِ
ربِّ اِن السودانَ شَعبٌ ضَعيفٌ
فَتَرحَّم وَأَعطف عَلى السُودانِ
أَيُّها الناشئُ الجَديدُ أَناةً
وَرُوَيداً وَأَنتَ في العُنفُوانِ
خَلِّ عَنكَ الغُرورَ وَأَطفر عَلى الدُن
يا بِعَزمِ المُجَرّبِ اليَقَظانِ
فَإِذا خُضتَ في عَبابِكَ هَذا
كُنت نَهبَ الأَسماكِ وَالحيتانِ
وَإِذا رُحتَ في مَجالِكَ هَذا
مُسرعَ الخَطوِ مُستَطيلَ العَنانِ
فَاِعتِقادي أَن سَوفَ يُعوِزَُُ ال
مجدُ فَتَشكو مِن ضَربَةِ الحَدَثانِ
وَاِعتِقادي أَن سَوفَ تَغدو ذَليلاً
هائِماً في مَسارحِ الطَيرانِ
بَعضُ هَذا الغَرورِ يا ناشئَ الجي
لِ وَبَعضُ الخُروجِ وَالعصيانِ
وَإِذا قُلتَ شاعرٌ هائج النَف
س كَثير الهَياجِ وَالثَورانِ
قُلتُ فَإِذكُر عَلام كانَ هِياجي
وَلِماذا اِنفَجَرَتُ كَالبُركانِ
وَإِذا اِستَأتَ مِن حَديثيَ هَذا
فَأَعِنّيى بِالعَفوِ وَالغُفرانِ
أَو فَدَعني أَقُل لَكَ اليَومَ قَولاً
رُبَّما خِلتَهُ بروقَ الأَماني
إِنَّ هَذا قُرآنُ نَفسي تَبَدَّى
لَكَ فَاِرجِع وَاُسجُد لَدى قُرآني
شرح ومعاني كلمات قصيدة يا أخا العصر وابن هذا الزمان
قصيدة يا أخا العصر وابن هذا الزمان لـ محمد عبد الوهاب القاضي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.