يا أم كلثوم غني فالهوى نغم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا أم كلثوم غني فالهوى نغم لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة يا أم كلثوم غني فالهوى نغم لـ جميل صدقي الزهاوي

يا أم كلثوم غني فالهوى نغم

تلذه الشيب والشبان كلهمُ

غني وغني على الأوتار صادحةً

فإنما بالأغاني تنهض الأممُ

من أجل صوتٍ رخيمٍ منك يسمعه

يا أم كلثوم جاء الجمع يزدحمُ

قد هزه صوتك الموَّارُ يطربه

فهاج كالبحر ذي الأمواج يلتطمُ

غني فليلتنا من بعد حلكتها

فيها بأوجهنا الأنوار تبتسمُ

كأنما نحن في حربٍ تهاجمنا

فيها المسراتُ والأحزانُ تنهزمُ

غني لنا ثم غني إن ليلتنا

فيها العواطف بالألباب تصطدمُ

إنَّ الغناء إلى محياي يجذبني

وإن مشت في طريق الموت بي القدمُ

الحسن تسمعه كالحسن تبصره

ما عنهما من غنىً يأتي به السأمُ

كلاهما يبتغي قلباً ليملكه

والقلب بينهما في المرءِ منقسمُ

لا يبلغ المرء من لذاته وطرا

حتى يمتع منه السمع والبصرا

افرح بدنياك واشبع من مشاهدها

فبعدها لا ترى شمساً ولا قمرا

ماذا يريبك في عصرٍ نعيش به

من شاعرٍ بالذي في قلبه جهرا

قالوا كفرت ولم أكفر كما زعموا

أكلُّ من قال حقّا بيننا كفرا

يا حبّذا الحسن يهدي زهره عبقاً

وحبذا الحبُّ تلقي نارهُ شررا

يا أم كلثوم إنا أمةٌ رزحت

تحت المصائب أحقاباً فسلينا

يا أم كلثوم إن اليأس يقتلنا

إذا تأبيتِ والآمال تحيينا

إني دخلت جحيمي قبل آخرتي

وذقت في العيش زقوماً وغسلينا

يا نجمةً في سماء الرافدين بدت

إنا نحييك أفواجاً فحيينا

أرسلت نوراً بهياً في أشعته

نرى الجمال أفانيناً أفانينا

يا أم كلثوم حيينا مغردةً

حيي الملائكَ منا والشياطينا

بلى جُننا بلحنٍ قد شدوت به

وقبل ذلك ما كنا مجانينا

ماذا عليَّ إذا آليتُ في كبري

أن لا أغازل إلا الربرب العينا

لي في الحياة احترامٌ للنواميس

فلا أبدِّلُ موهوماً بمحسوس

إني امرؤُ الشكِّ لا إيمان يربطني

بالخير إن كان شيئاً غير ملموس

إني لفي جنةٍ للفن دانيةٌ

قطافها ولها حمدي وتقديسي

وكم هنالك إبليساً يحاول أن

يزيحني بخداعٍ من فراديسي

أعوذ بالله ربي فهو يعصمني

إذا استعنت به من كل إبليس

يا أم كلثوم إن الشعر ذو نسبٍ

إلى الغناء كمثل الشمس قُدموس

غني وغني إلى أن يظهر الفلقُ

ويذهب الليل كل الليل والغسقُ

يا أم كلثوم إنَّ الأمر مشتركٌ

فإن سكت فلسنا فيه نتفقُ

طلعت بعد انتظار كاد يقتلنا

ككوكب في سماء الفن يأتلقُ

ما أجمل الفن قد أرخى ذوائبه

وكوكب الفن منه النور ينبثقُ

قد انتظرنا ونار الوجد واقدةٌ

نكاد من حرها اللذاع نحترقُ

غني لنا ثم غني إننا فئةٌ

إلى الغناء إذا ما طاب نستبقُ

ولنغتنم هذه الساعات سانحةً

فإنني بصفاءِ الدهر لا أثقُ

قالوا الغناء غذاءُ الروح ينعشه

والحق فيما به في وصفه نطقوا

أميرةَ الفن إنا من رعاياك

نصبو لشدوك هذا الضاحك الباكي

في صوتك الفن قد لاقى سعادته

فإنه كل يومٍ لاثمٌ فاك

كنا إذا ما تمنينا لعاطفةٍ

في النفس لا نتمنّى غير لقياك

وتلك أمنية تغري الشكوك بها

كوردةٍ ذات حسنٍ بين أشواك

ورب سائلة لي وهي باكية

وقد رأتني أبكي بعد إمساك

تقول ماذا الذي أبكاك خاطره

فقلت هذا الذي في النفس أبكاكِ

ماذا سيحكم قاضي الحب بينهما

غداً إذا اجتمع المشكو والشاكي

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا أم كلثوم غني فالهوى نغم

قصيدة يا أم كلثوم غني فالهوى نغم لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي