يا أيها الريح الجنوب تحملي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا أيها الريح الجنوب تحملي لـ عبد القادر الجزائري

اقتباس من قصيدة يا أيها الريح الجنوب تحملي لـ عبد القادر الجزائري

يا أيها الريح الجنوب تحمّلي

منّي تحيّة مغرم وتجمّلي

واقر السلام أهيل ودّي وانثري

من طيب ما حمّلت ريح قرنقل

خلّي خيام بني الكرام وخبّري

أني أبيتُ بحرقة وتبلبل

جفناي قد ألفا السهاد لبينكم

فلذا غدا طيبُ المنام بمعزل

كم ليلةٍ قد بتّها متحسّرا

كمبيت أرمدَ في شقا وتململ

سهران ذا حزنٍ تطاول ليله

فمتى أرى ليلي بوصلي ينجلي

ماذا يضرّ أحبّتي لو أرسلوا

طيف المنام يزورني بتمثّل

كلّ الذي ألقاه في جنب الهوى

سهلٌ سوى بين الحبيب الأفضل

أدّي الأمانة يا جنوب وغايتي

في جمع شملي يا نسيم الشمأل

واهدي إلى من بالرياض حديثهم

أذكى وأحلى من عبير قرنفُل

تهدي إلي طرائفا وظرائفا

ولطائفاً بتعطّر وتعسّل

حاولتُ نفسي الصبر عنهم قيل لي

مه ذا محالٌ ويك عنه تحوّل

كيف التصبّر عنهم وهم همُ

أربابُ عهدي بالعقود الكمّل

أيحلّ ريب الدهر ما عقدوا وكم

حلّت عقودي بالمنى المتخيّل

تفديهم نفسي وتفدي أرضهم

أزكى المنازل يا لها من منزل

أفدي أناساً ليس يدعى غيرهم

حاشا العصابة والطراز الأول

يكفيهم شرفا وفخراً باقيا

حمل اللواء الهاشمي الأطول

قد خصّهم واختصّهم واختارهم

رب الأنام لذا بغير تعمّل

هم بالمديح أحق لكن ربما

ضاعت حقوق بالعدا والعذل

إن غيرهم بالمال شحّ وما سخا

جادوا ببذل النفس دون تعلّل

الباذلون نفوسهم ونفيسهم

في حبّ مالكنا العظيم الأجلل

كم يضحك الرحمن من فعلاتهم

يوم الكريهة نعم فعل الكمّل

الصادقون الصابرون لدى الوغى

الحاملون لكلّ ما لم يحمل

إن غيرهم نال اللذائذ مسرفاً

هم يبتغون قراع كتب الجحفل

وألذّ شيء عندهم لحم العدا

ودماؤهم كزلال عذب المنهل

النازلون بكلّ ضنك ضيّق

رغما على الاعدا بغير تهوّل

لا يعرف الشكوى صغيرٌ منهم

ابدا ولا البلوى إذا ما يصطلي

ما منهم إلا شجاعٌ قارعٌ

أو بارعٌ في كل فعل مجمل

كم نافسوا كم سارعوا كم سابقوا

من سابق لفضائل وتفضل

كم حاربوا كم ضاربوا كم غالبوا

أقوى العداة بكثرة وتموّل

كم صابروا كم كابروا كم غادروا

أعتى أعاديهم كعصف مؤكل

كم جاهدوا كم طاردوا وتجلّدوا

للنائبات بصارم وبمقول

كم قاتلوا كم طاولوا كم ما حلوا

من جيش كفرٍ باقتحام الجحفل

كم أدلجوا كم أزعجوا كم أسرجوا

بتسارعٍ للموت لا بتمهّل

كم شرّدوا كم بدّدوا وتعوّدوا

تشتيت كل كتيبةٍ بالصيقل

يوم الوغى يوم المسرّة عندهم

عند الصياح له مشوا بتهلّل

فدماؤهم وسيوفهم مسفوحةٌ

ممسوحة بثياب كل مجندل

لا يحزنون لهالك بل عندهم

موت الشهادة غبطة المتحوّل

ما الموت بالبيض الرقاق نقيصةٌ

والنقص عندهم بموت الهمّل

يا ربّ إنّك في الجهاد أقمتم

فبكلّ خيرٍ عنهم فتفضّل

يا رب يا ربّ البرايا زدهم

صبرا ونصرا دائما بتكمّل

وافتح لهم مولاي فتحا بيتنا

واغفر وسامح يا إلهي عجّل

يا رب يا مولاي وابقهم قذي

في عين من هو كافرٌ بالمرسل

وتجاوزن مولاي عن هفواتهم

والطف بهم في كل أمر منزل

يا رب واشملهم بعفوٍ دائم

كن راضيا عنهم رضا المتفضل

يا ربّ لا تترك وضيعاً فيهم

يا رب واشملهم بخير تشمّل

متوسلا مولاي في ذا كلّه

متشفعا بشفيع كل مكمّل

وجهت وجهي في الأمور جميعها

لمحمّد غيث الندا المسترسل

صلى عليه الله ما سحّ الحيا

والآل ما سيف سطا في الجحفل

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا أيها الريح الجنوب تحملي

قصيدة يا أيها الريح الجنوب تحملي لـ عبد القادر الجزائري وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن عبد القادر الجزائري

عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري. أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين. وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و (ديوان شعره-ط) و (المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.[١]

تعريف عبد القادر الجزائري في ويكيبيديا

الأمير عبد القادر بن محي الدين المعروف بـ عبد القادر الجزائري ولد في قرية القيطنة قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 1808 الموافق لـ 15 رجب 1223 هـ هو قائد سياسي وعسكري مجاهد عرف بمحاربته للاحتلال الفرنسي للجزائر قاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عاما أثناء بدايات غزو فرنسا للجزائر، يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي، نفي إلى دمشق حيث تفرغ للتصوف والفلسفة والكتابة والشعر وتوفي فيها يوم 26 مايو 1883.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي