يا أيها القلب الخفوق بجانبي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا أيها القلب الخفوق بجانبي لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة يا أيها القلب الخفوق بجانبي لـ ناصيف اليازجي

يا أيُّها القلبُ الخَفوقُ بجانبي

قد صِرتَ وَيحْكَ حاضراً كالغائِبِ

الحَقْ بأهلِكَ في العِراقِ وخَلِّني

بالشأمِ في أهلي فلستَ بصاحبي

فَتَنَتكَ أفئِدةُ الرِّجالِ فلم تكن

مِمَّنْ أُصيبَ بأعيُنٍ وحواجبِ

عاطيتَ لكنْ لا بكأسِ مُنادمٍ

فَسكِرتَ لكِنْ لا بخَمرةِ شاربِ

ذُقتَ الهَوَى صِرْفاً وما كُلُّ الهَوَى

يَجِدُ الفتى فيهِ السبيلَ لعائبِ

حُبُّ الكريمِ كَرامةٌ لمُحِبِّهِ

ونَباهةُ المطلوبِ مجدُ الطالبِ

قد شاقَكَ العُمَرِيُّ قُطبُ زَمانهِ

مُتباعداً في صُورةِ المُتقاربِ

مُتَواترُ الآثارِ أردَفَ كُتْبَهُ

فأتَتْ كتزكيةِ الشُّهودِ لكاتبِ

هذا إمامٌ في الأئمَّةِ ذِكرُهُ

قد شاعَ بينَ مَشارقٍ ومَغاربِ

ولَئنْ تأخَّرَ في الزَّمانِ فإنَّهُ

عَقْدٌ يلي الآحادَ عندَ الحاسبِ

نَجْني الفرائدَ من بحارِ قريضِهِ

منظومةً من صُنعِ فِكرٍ ثاقبِ

من كلِّ قافيةٍ شَرُودٍ بيتُها

ضُربَتْ لهُ الأوتادُ بينَ ترائبِ

أثْنى جميلاً مَن تَعوَّدَ سَمْعَهُ

فيهِ ولكن بالخَليقِ الواجبِ

أثْنى بما هُوَ أهلُهُ فكأنَّما

أهدَى لنا من نفسِهِ بمناقبِ

شَرَفٌ لَبِستُ طِرازَهُ فاهتزَّني

عُجباً إلى ما فوقَ فوقِ مراتبي

فإذا ادَّعيتُ جعلتُ ذلكَ شاهدي

وإذا افتخرتُ جعلتُ ذلكَ ناسبي

يا جابرَ القلبِ الكسيرِ بلُطفهِ

ماذا تَرَى في أمرِ قلبٍ ذائبِ

ما زالَ يقُعِدُهُ الهَوَى ويُقيمهُ

كالفعلِ بينَ جوازمٍ ونواصبِ

أُردُدْ فُؤاداً لي أراك غَصَبتَهُ

مني فإنَّ الرَدَّ حُكمُ الغاصبِ

ما كانَ أسمَحَني به لكنَّهُ

وَقفُ العِراقِ فلا يَصِحُّ لِواهبِ

شَوْقي إلى من لم تَراهُ نواظري

في قُطرِ أرضٍ لم تَطأهُ ركائبي

أحببتُ زَوراءَ العِراقِ لأجلِهِ

ولأجلِها أطرافَ ذاكَ الجانبِ

حَقُّ المحبَّةِ للقُلوبِ فقد أرَى

حُبَّ الوُجوهِ عليهِ لَمْحةُ كاذبِ

وإذا تَعرَّضَ دُونَ عينٍ حاجبٌ

فهُناكَ قلبٌ لا يُرَدُّ بحاجبِ

أفديكَ يا مَن ليسَ لي في حُبّهِ

فضلٌ فذاكَ علَيَّ ضَربةُ لازبِ

أحسنتَ في قَولٍ وفِعلٍ بارعاً

وكِلاهُما للنَّفسِ أكبرُ جاذبِ

أنتَ الذي نالَ الكمالَ موفَّقاً

مَن رازقٍ من شاءَ غيرَ مُحاسبِ

فإذا نظمتَ فأنتَ أبلغُ شاعرٍ

وإذا نثرتَ فأنتَ أفصحُ خاطبِ

وإذا نظرتَ فعن شِهابٍ ثاقبٍ

وإذا فَكَرْتَ فعن حُسامٍ قاضبِ

وإذا جَرَتْ لكَ في الطُروسِ يَراعةٌ

فسوادُ وَشمٍ في مَعاصِمِ كاعبِ

هذِهْ رَسولٌ لي إليكَ وليتني

كُنتُ الرَسولَ لها بَمعْرِضِ نائبِ

شاميَّةٌ من آلِ عيسى أقبلَتْ

في ذِمَّةِ العُمَريِّ تحتَ مَضاربِ

عذراءُ يَثْنيها الحَياءُ مهَابةً

وتَقُودُها الأشواقُ قَوْدَ جنائبِ

نَزَعتْ إلى ماءِ الفُراتِ وما دَرَتْ

كم أغْرَقَتْ صَهَواتُهُ من راكبِ

تلكَ البقيَّةُ من ذخائرِ أعجَمٍ

تَلقَى البقيَّةَ من كِرامِ أعاربِ

من كل نابغةٍ يُفيضُ كأنَّما

نُشِرَ الفَرَزْدَقُ في تميمَ لغالبِ

ماذا يقومُ ولو تَطاوَلَ قاصرٌ

بِمَدىً تُقصِّرُ فيهِ جُرْدُ سَلاهبِ

فلكَ الجميلُ إذا عَذَرتَ وإن تَلُمْ

فلقد أصَبْتَ وما المَلُومُ بعاتبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا أيها القلب الخفوق بجانبي

قصيدة يا أيها القلب الخفوق بجانبي لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي