يا بدر بادر إلى المنادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا بدر بادر إلى المنادي لـ محي الدين بن عربي

اقتباس من قصيدة يا بدر بادر إلى المنادي لـ محي الدين بن عربي

يا بدرُ بادر إلى المنادي

كَفيتَ فاشكر ضُرّ الأعادي

قد جاءك النور فاقتبسه

ولا تُعرِّج على السوادِ

فمن أتاه النُّضارُ يوماً

يزهد في الخط بالمدادِ

فقم بوصف الإله وانظر

إليه فرداً على انفرادِ

وحصن السَّمع إذ تنادي

وخلص القول إذ تنادى

والبس لمولاك ثوبَ فقرٍ

كي تحظى بالواهب الجوادِ

وقل إذا جئته فقيراً

يا سّيداً ودّه اعتمادي

اسق شرابَ الوصال صباً

ما زال يشكو صدى البعاد

تاه زماناً بغير قوتٍ

إذ لم يشاهد سوى العباد

فكن له القوتَ ما استمرت

أيّامه الغرُّ باقتصادِ

حتى يموت العذول صبراً

وتنطفي جمرة البعادِ

ويعجب الناس من شخيصٍ

يكون بعد الضلال هادي

من كان ميتاً فصار حياً

فقد تعالى عن النفاد

ما خلع النعل غير موسى

بشرطها عند بطن وادِ

من خلعتَ نعله تناهت

رتبة أقواله السَّداد

فإن تكن هاشميّ ورثٍ

فاسلك بها منهج السَّداد

والبس نعاليك إن من لم

يلبس نعاليه في وهادِ

فهل يساوي المحيط حالاً

من لم ير العينَ في الرمادِ

فميز الحال إذ تراه

في مركب القدس في الغوادي

ورتب العلم إذ يناجي

سرك بالسرِّ في الهوادي

وارقبه في وهم كل سرٍّ

في ساتر إن أتى وبادي

ولا تشتِّت ولا تفرِّق

عبديه من حاضر وبادي

فإن وهبتَ الرجوع فرِّق

بين الحواضر والبوادي

واحذر بأنْ تركب المهارى

إذ تقرن العير بالجواد

لا يحجبنك الشخوصُ واصبر

على مَهماته الشدادِ

وانظر إلى واهبِ المعاني

وقارنِ العينَ بالفؤاد

وأسند الأمر في التلقي

له تكن صاحبَ استناد

و لايغرّنك قولُ عبدي

فالحقُّ في الجمعِ لا ينادي

وإنّ هذا المقام أخفى

من عدم المثلِ للجوادِ

فكنه علماً وكنه حالاً

مع رائح إن أتى و غادي

وكنه نعتاً و لا تكنه

ذاتاً فعين المحال بادي

ولا تكن ذا هوى وحب

فيه فقلب المحب صادي

من بات ذا لوعةٍ محباً

شكا له حرقةَ الجواد

وانظر بعينِ الفراق أيضاً

فيه ترى حكمةَ العِناد

وحكمةُ الحزمِ والتواني

وحكمة السِّلم والجِلاد

فحكمةُ الصدِّ لا يراها

سوى حكيم لها وسادي

وانظر إلى ضاربٍ بعود

صفاة يبس فانساب وادي

واعجبْ له واتخذه حالاً

تجده كالنارِ في الزناد

فالماءُ للروحِ قوتُ علم

والجسم للنار كالمزاد

فإن مضى الماء لم تجده

بدارِ دنياك في المعاد

وإن خَبت ناره عشاءً

فسوّ من مات في المهاد

أوضحتُ سرّاً إن كنتُ حرّاً

كنتُ به واري الزناد

من علم الحقَّ علمَ ذَوقٍ

لم يُقرن الغيّ بالرشاد

فمن أتاه الحبيبُ كشفاً

لم يدر ما لذة الرقاد

مثل رسول الإله إذ لم

يسكن له النومُ في فؤاد

لو بلغَ الزرعُ منتهاه

اشتغل القومُ بالحصاد

أو نازلَ الحصنَ قومُ حربٍ

لبادر الناسُ للجِهادِ

ناشدتك الله يا خليلي

هل فُرش الخزِّ كالقتاد

لا والذي أمرنا إليه

ما عنده الخير كالفساد

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا بدر بادر إلى المنادي

قصيدة يا بدر بادر إلى المنادي لـ محي الدين بن عربي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن محي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود. له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و (فصوص الحكم ـ ط) وغيرها الكثير الكثير.[١]

تعريف محي الدين بن عربي في ويكيبيديا

محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بـ محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين «بالشيخ الأكبر»، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني. وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون. وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبيرٍ حتى خارج العالم العربي. تزيد مؤلفاته عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100. كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.لقبه أتباعه ومريدوه من الصوفية بألقاب عديدة، منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محي الدين بن عربي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي