يا بريد النيل إن جئت الشآما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا بريد النيل إن جئت الشآما لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة يا بريد النيل إن جئت الشآما لـ أحمد محرم

يا بريدَ النّيل إن جئتَ الشآما

فاقضِ للأهلين عن مصرَ الذِّماما

إنّ في تلك المغانِي لَهَوىً

صادِقَ العهدِ وأحباباً كِراما

عَقَدَ الحُبُّ المُصفَّى بيننا

عُروةً تأبى مَدى الدّهرِ انفصاما

ما ترى الأُردُنَّ بالنّيلِ احتفَى

وترى النّيلَ على الأُرْدُنِّ حاما

للشَّآمينَ منّا ولنا

منهمُ العهدُ الذي يَبقَى لِزاما

ضمّنا للدّهرِ ساقٍ حُوَّلٌ

يَخدعُ الشَّرْبَ ويلهو بالنَّدامى

فَشربْنا الصَّفوَ من راوُوقهِ

وتساقينا القَذَى جَاماً فجاما

نحن في القُطريْنِ إخوانُ الهَوى

نَردُ النَّهرَيْنِ شَهداً وسِماما

أَلْبَستْنا الضَّادُ في عَليائها

من سَنَى الأنسابِ ما يجلو الظَّلاما

فطلعنا في بني الدُّنيا هُدىً

وسطعنا في نواحيها سلاما

أممُ المشرقِ لولا ما بِنا

من حياةٍ أصبحت مَوْتَى رمِاما

والزّمانُ الضّخمُ لولا أنّنا

من بنيهِ هَانَ قدراً ومَقاما

نحن سُسْنا الأمرَ سِلماً ووغىً

وملكنا الدَّهرَ شيخاً وغُلاما

أُمّةٌ للخلدِ تستعصي على

عِزَّةِ الموتِ وتأبى أن تُضاما

طاولت فِرعونَ في سُلطانِه

وابتنت في تاجهِ المُلكَ الجُساما

ومضتْ تعلو فلمّا زُوحِمَتْ

طاولت هارونَ عِزّاً وهِشاما

راعتِ الأملاكَ في أجنادهم

وَانْتحَتْ تغزو الخواقينَ العِظاما

يا بني الآدابِ حَيُّوا عَلَماً

تسكتُ الأعلامُ إن قال احتشاما

إن ذكرتم دولةَ الضادِ فلا

تَنْسَوُا التّاجَ ولا الشّيخَ الإِماما

إنّ جَبْراً والدَّعاوَى جمّةٌ

لَفَتاها حين لا ترجو اعتصاما

عبقريُّ ذادَ عن أحسابِها

فتجلّتْ عبقرياتٍ وِساما

تَبهرُ الأرضَ وتعلو صُعُداً

فَتُضيءُ الشُّهبَ أو تَسقِي الغماما

دولةٌ تعتزُّ منه في حِمَى

مَلِكٍ يُلقي له الشَّعبُ الزِّعاما

غُودِرَتْ في الشّرق فوضى فانبرى

ينشرُ الدُّستورَ فيها والنّظاما

بعث القُوّادَ في أقطارهِ

يأخذون الموقعَ الأقصَى اقتحاما

رِيعَ جيشُ الجهلِ لمّا جَرَّدُوا

من سَنَى عرفانِه الجيشَ اللُّهاما

مُرهَفُ الأقلامِ يأتي في الوغَى

من جليل الفتحِ ما يُعيِي الحُساما

أدبٌ ينسابُ من معسولهِ

في رُبوع الشرقِ ما يَشفي السَّقاما

مثلُ عين الخِضرِ من يظفرْ بهِ

لا يَذُقْ داءً ولا يُطعَمْ حمِاما

إنّ للعلم لَسِرّاً جللاً

نستفيدُ الخُلدَ منه والدّواما

غاب عن عِلمِ الفراعين الأُلَى

زَلزلوا الأقطار بأساً واعتزاما

فَتِّش الأجداثَ عن تيجانهم

واسْألِ الأحجارَ والصّخرَ المُقاما

هل ترى عيناك إلا حُفَراً

تلفظُ القومَ جُلوداً وعِظاما

عاث رَيْبُ الدّهرِ فيما جمعوا

من كنوزٍ كُنَّ في التُّربِ رُكاما

حَلَّ للمُغْتالِ في رَأدِ الضُّحَى

من غَواليهنَّ ما كان حَراما

رُبَّ جيشٍ بات يقظانَ القَنَا

ساهِرَ الأسيافِ يخشَى أن تُراما

سُؤدُدٌ زُورٌ ومجدٌ باطلٌ

وحياةٌ تُورِثُ الداءَ العُقاما

إن وصفتَ المُلكَ يطويه البلَى

فَصِفِ الأحلامَ تستهوي النِّياما

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا بريد النيل إن جئت الشآما

قصيدة يا بريد النيل إن جئت الشآما لـ أحمد محرم وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي