يا حار إن الركب قد حاروا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا حار إن الركب قد حاروا لـ ابن غلبون الصوري

اقتباس من قصيدة يا حار إن الركب قد حاروا لـ ابن غلبون الصوري

يا حار إنَّ الركبَ قد حاروا

فاذهَب تحسَّس لمن النارُ

تَبدو وتَخبو إن خَبت عرّسوا

وإن أَضاءَت لَهُم ساروا

كأنَّها تجمعُ أوطارَهُم

فكيفَ والأَوطارُ أطوارُ

قام عليها موقِدٌ مرشِدٌ

له بفضلِ الزادِ إيثارُ

رحب فناءِ البيت ينتابهُ

في الليل حُرَّاس وسُمارُ

في جانبٍ من بيتِه قبَّةٌ

تحفُّها حُجبٌ وأستارُ

دارَت على بعضِ لباناتِكم

ممَّن نأت عنكم به الدارُ

لكن عليها طائفٌ خائفٌ

في طول هذا الليل سَهَّارُ

فلا تَلوموني إذا مسَّكم

من قَربها أو مَسَّها عارُ

ومرسلٍ يسألُ عن حالتي

قلتُ كما تَهوى وتختارُ

صبٌّ على ما تَشتَهي مدنَفٌ

أو تَنتَهي العلَّةُ خوَّارُ

وكيفَ أعتدُّ عليكَ الضَّنى

أليسَ من جَفنيك أمتارُ

ما نظرةٌ إلا لَها سَكرةٌ

كأنَّما طرفُكَ خمَّارُ

وأين ما أسررتَ في لحظِهِ

مما أسرَّ الطينُ والقارُ

هذا هوىً يصدرُ عنه جَوىً

تَتلوهُ لَوعاتٌ وأفكارُ

وهذه أفعالُها هذه

ما بعدَ رأي العَينِ إنكارُ

ولم يكن أوَّلَ من غرَّني

كلُّ غرير الطرفِ غرارُ

كأنهم لم يَسمعوا عندَما

جاروا بعوفيٍّ له جارُ

يَمشي الهَوى من خَوفه القَهقَرى

عنه وتُغضي عنه أبصارُ

هناك ما سقَّيتني دائرٌ

عندكَ والكاساتُ أدوارُ

ما أثقلَ الغَيرةَ من معشرٍ

إذا أَغاروا كلَّما غاروا

لا يقبلونَ الضيمَ لكنَّهُ

يُقبلُ منهم أينَما ثاروا

كلٌّ على كلٍّ له نعمةٌ

كما لكلٍّ عِنده ثارُ

إن طالَ ليلي لا الدُّجى مُنجلٍ

عنهم ولا الكَوكَبُ غوَّارُ

فالبيضُ وصلُ البيضِ ما بينَهم

في طولِه والسمرُ أسمارُ

ما شاجروا إلا أظلَّتهُم

من قَصب المُرَّان أشجارُ

وأظهَروا نَوراً لهُ أرزقاً

له من الأنفسِ أثمارُ

وحامدٌ منهم عَلى ما تَرى

ومُلهمٌ كانَ ودينارُ

ربَّ عِتاقٍ ضمَّرٍ قادَها

حقدٌ له في النَّفس إضمارُ

إذ يَقصِم الطعنُ القَنا فالقَنا

كأنَّها الأشطانُ أشطارُ

مصطَبحاً غراءَ مَكدورةً

يحثُّها أبيضُ بتَّارُ

ويَنثَني من سُكرها سالِماً

حيثُ عقولُ الشربِ أغمارُ

مغتبقاً أُخرى كأخلاقِه

يحثُّها نايٌ وأَوتارُ

عَجبتُ كيفَ استعبدَتكَ العُلى

والناسُ من ذلكَ أحرارُ

وكيفَ ساجلَت الغمام الذي

ليس له في الصيفِ أمطارُ

ولَّى ولِلأرضِ على أنَّها

لم يحتَملها قطُّ مِقدارُ

أدنيتُ في مَدحِكَ أقطارها

منِّي فما للأرضِ أقطارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا حار إن الركب قد حاروا

قصيدة يا حار إن الركب قد حاروا لـ ابن غلبون الصوري وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن ابن غلبون الصوري

عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري أبو محمد ابن غلبون. شاعر، حسن المعاني. من أهل صور، في بلاد الشام. مولده ووفاته فيها. وهو صاحب البيت: بالذي ألهم ثناياك العذابا ما الذي قالته عيناك لقلبي فأجابا له (ديوان شعر) .[١]

تعريف ابن غلبون الصوري في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب بن غلبون، أبو محمد الصوري، هو شاعر شيعي من شعراء العصر العباسي. ولد ومات في صور. وهو شاعر بديع الألفاظ حسن المعاني رائق الكلام مليح النظام مشهور بالإجادة بين شعراء أهل الشام، من حسنات القرن الرابع الهجري. جمع شعره بين جزالة اللفظ وفخامة المعنى. وله ديوان شعر يحتوي على خمسة آلاف بيت تقريباً، وهو من أقوى النصوص على تشيعه وعده ابن شهر آشوب من شعراء أهل البيت المجاهدين. عاش في القرن الرابع الهجري وحتى بدايات القرن الخامس.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن غلبون الصوري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي