يا خليلي خلياني وما بي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا خليلي خلياني وما بي لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة يا خليلي خلياني وما بي لـ علي الجارم

يا خَلِيلَيّ خَلِّيانِي ومَا بي

أَوْ أعِيدَا إِلَيَّ عَهْدَ الشَّبابِ

حُلمٌ قد مَضَى وَأَيّامُ أُنْسٍ

ذَهبتْ غيرَ مُزْمِعاتِ الإِيَابِ

وَأَزَاهِيرُ كُنَّ تَاجَ عَرُوسٍ

عُفِّرَتْ بَعدَ لَيْلةٍ في التُّرابِ

وبِساطٌ للشَّاربينَ يُصَلِّي

فيه إِبْريقُهم بلا مِحْراب

في حَدِيثٍ أَحْلَى من الأَمَلِ الْحُلْوِ

وَأَصْفَى دِيباجَةً مِنْ شَرابِ

كلُّ فَصْلٍ كأَنه صَفْحَةُ الرَّوْ

ضِ وَعِنْد العُقَارِ فَصْلُ الْخِطابِ

ومُجُون يَحُوطُه الأَدَبُ الْجَمُّ

فما رَاعَه اللّسانُ بِعَاب

يَتَغَنَّوْنَ بالنُّواسِيِّ حِيناً

وَبِشِعْر الفَتَى أَبي الْخَطَّابِ

كُلَّما هَزَّتِ المُدَامُ يَدَيْهِمْ

قَهْقَهَتْ ثُلَّةٌ مِنَ الأكْوَاب

صاحَ فيهم دِيكُ الصَّباحِ فَطارُوا

كلُّ جَمْعٍ لفُرْقَةٍ واغْتِرابِ

يا شَباباً أَقام أَقْصَرَ مِنْ حَسْوَةِ

طَيْرٍ عَلَى وَحىً وَارْتِيابِ

لَكَ عُمْرُ النَّدَى يَطِيرُ مَعَ الشَّمْسِ

وَعُمْرُ الْبُرُوقِ بَيْنَ السَّحابِ

كُنْتَ فِينا كما لَمَحْنَا حَباباً

فَنَظَرْنَا فَلمْ نَجِدْ مِن حَبَاب

وَعَرَفْناكَ مُذْ ذَهَبْتَ كما يُعْرَفُ

فَضْلث النُّبُوغِ بعدَ الذَّهَابِ

مُذْ خَلَعْنا ثِيابَكَ القُشْبَ لم نَنْعَمْ

بِشَيءٍ مِنْ مُنْفِساتِ الثّيابِ

وَرَأَيْنا في لَوْنِك الفَاحِمِ اللمّا

حِ هُزْواً بلَوْنِ كلِّ خِضَاب

أَيْنَ لَوْنُ الْحَيَاةِ والقَهْرِ والقُوَّةِ

مِنْ لَوْنِ ناصِل الأعْشاب

يا سَوَادَ العُيُونِ يا حَبَّةَ القَلْبِ

ويا خَالَ كُلِّ خَوْدٍ كَعَابِ

سَرَقَ اللَّيْلُ مِنْك لَوْناً فأمْسَى

مَسْرَحَ اللَّهْوِ مَوْطِنَ الإِطْرَابِ

وَرَأَى فيك أَحْمَدٌ لَوْنَ كافُو

رٍ فَغَنَّى خَوالِدَ الآدَابِ

بَسْمَةٌ للزَّمَانِ أَنْتَ ثلَتْها

كَشْرَةٌ للزَّمَانِ عَنْ أَنْياب

كُلَّما رُمْتُ خَدْعَ نَفْسِي بنفْسِي

كَشَفَتْ لي المِرْآةُ وَجْهَ الصَّوَابِ

رُبَّ صِدْقٍ تَوَدُّ لو كَانَ كِذْباً

وكِذَابٍ لو كانَ غَيْرَ كِذَاب

لَيْتَ لي لَمْحَةً أُعِيدُ بها مِنْكَ

بَقَايا تِلكَ الأَمَانِي العِذَابِ

حَيْثُ أَخْتَال ناضِرَ العُودِ بَسَّا

ماً كَثيرَ الهَوَى قَلِيلَ العِتَابِ

في صِحَابٍ مِثْلِ الدَّنانِيرِ لا تبْلَى

مَودّاتُهم بطُولِ الصِّحَابِ

بوُجُوهٍ غُرٍّ تَرَاها فَتَتْلُو

في أَسَارِيرِها سُطُورَ كِتَاب

نَسْبِق الْخطْوَ للسُّرُور وِثاباً

لا تُنَال المُنَى بغَيْر الوِثَاب

وَنَجُرُّ الذُّيولَ في غَيْرِ نُكْرٍ

طَاهِرِي النَّفْسِ طاهِري الْجِلْبابِ

إِنْ دَعَانا الهَوَى لغَيْرِ سَدِيدٍ

سَدَّدَتْنا كَرَائمُ الأَحْسَاب

زَيْنَبٌ أَيْنَ مِنْك زَيْنَبُ والشَّملُ

جَميعٌ والعَيْشُ خِصْبُ الْجَنَاب

وَبنَاتُ الثُّغُورِ يَلْعَبْن بالأَلْبابِ

لِعْبَ الشَّمُولِ بالأَلْبابِ

يَتَظَاهَرْن بالْحِجَأب وَهَلْ أَذ

كَى الجَوَى غَيْرُ لُؤْمِ ذاك الحِجابِ

كَم وُجوهٍ تَنَقَّبَتْ بسُفُورٍ

ووُجُوهٍ قد أَسْفَرت بِنقَاب

أَيْنَ تِلْك الأَيّام بَانَتْ وبنّا

وَتَوَلَّتْ بَشَاشَةُ الأَحْباب

لَيْتَ شِعْري أَيَرْجعُ الأَمسُ عَهْداً

غَصَبتْه الأيَّامُ أيَّ اغْتِصابِ

عَهْدَ دارِ العُلومِ أَنْتَ يَدَ الدَّهْر

جَمَالُ الدُّهُورِ والأَحْقَاب

إنْ ذَكَرْناكَ هَزَّنا الشَّوْق للشَّوْ

قِ وَلَهْوِ اللِّدّاتِ وَالأَترَاب

أَنْتَ خِدْنُ الشَّبابِ بَيْنكما في الْوَهمِ

قُرْبَى وَشِيجةُ الأَنْسابِ

فكأنِّي أَرَى الزَّمَانَ وَقَدْ دَا

رَ وَعادَ الصِّبا نَضِيرَ الإِهَاب

وَأرَى الْجَارِمَ الفَتِيَّ يَقُودُ الْحَشْدَ

في جَحْفَلٍ مِنَ الطُّلاَّب

وَاثِباً لاهِياً لَعُوباً ضَحوكاً

غيْرَ مَا وَاجلٍ وَلا هَيَّابِ

وَاثقاً بالإِله لَيْسَ يَرَى الصَّعْبَ

سِوَى أَن تَهابَ خَوْضَ الصِّعَاب

فَهْوَ كالطَّائرِ الطَّلِيقِ فَحِيناً

في وِهَاد وَمَرَّةً في هِضَاب

عابِثٌ بالغُصُونِ في ظِلِّ رَوْضٍ

حَاكَ أَفْوافَه مُلِثُّ الرَّبَاب

يَحْمِل الكُتْبَ في الصَّبَاحِ وَلِلآ

مالِ في صَدْرِه نَئِيجُ العُبَاب

رَأْسُه رَأْسُ مالِه وامتِلاءُ الرَّأْ

س خَيْرٌ من امْتِلاء الوِطَاب

كُلُّ يَوْمٍ في الامْتِحاناتِ هَيْنٌ

خَطْبُهُ غَيْرَ خَطْبِ يَوْمِ الْحِسَاب

إِيهِ دارَ العُلُوم كُنْتِ بِمصْرٍ

في ظَلامِ الدُّجَى ضِيَاءَ الشِّهَاب

في زَمانٍ مَنْ كَانَ يُمْسكُ فِيه

قَلَماً عُدَّ أَكْتَب الكُتَّاب

أَنْتِ أُمُّ الأَشْبالِ إنْ غَابَ لَيْثٌ

صالَ لِلْحَقِّ بَعْدَه لَيْثُ غَابِ

تَلدين البَنِينَ مِنْ كُلِّ ماضٍ

شَمَّرِيٍ مُزَاحِمٍ وَثَّاب

شاعِرٍ يُنْصِتُ الوُجُودُ إذا قَا

لَ وَيَهْتَزُّ هِزَّةَ الإِعْجَاب

شِعْره زَفْرَةُ الغرَامِ تَعالَتْ

عن قُيُود الأَوْتَأدِ والأَسْبَاب

تَتَغَنّى به العَذَارَى فَيْبعَثْن

الهَوَى بعد صَحْوةٍ وَمَتَاب

تَخِذَتْ فيكِ بِنْتُ عَدْنَانَ داراً

ذَكَّرَتْها بَدَاوَةَ الأَعْرَاب

عَادَها الْحُسْنُ في ذَرَاكِ ورَوَّا

هَا عَلَى غُلَّةٍ نَمِيرُ الشَّبَابِ

وَغَدَتْ في عُطَاظَ بَيْنَ شُيُوخٍ

فَتَنَتْهم بسِحْرِها الْخلاَّب

خَلَعُوا في طِلابِها جِدَّة العُمْرِ

وقَدْرُ المَطْلوبِ قَدْرُ الطّلاَب

وَدَنَوْا من خِبَائها فَأَرَتْهم

ثَمَراتِ النُّهَى وَسِرَّ الكِتَاب

لَكِ دَارَ العُلومِ في كُلِّ نَفْسٍ

أَثَرُ القَيْنِ في صِقَال الْحِرَابِ

حَسْبُ مُطْرِيك أَنَّ كلَّ نَجيبٍ

نَفْحَةٌ مِنْ رِجَالِكِ الأَنْجَاب

أنْتِ كالنِّيلِ كُلَّما مَسَّ جَدْباً

هَزَّهُ بالنَّمَاءِ والإِخْصَاب

كِيمِياءُ العُقُولِ أنتِ تصوغِينَ

نضاراً من النُحاسِ المُذَابِ

إنَّ خَمسِينَ حِجَّةً قد كَفَتْ مِنْكِ

لِمَلْءِ الدُنْيا بكلِّ عُجاب

نَهَضَتْ مِصْرُ نَهْضَةَ النَسْرِ فيها

واسْتَوَتْ فوْقَ مُسْتَقرِّ العُقاب

كُلُّ عامٍ كأنَّهُ خُطْوَةُ الْجَبارِ

أو وَثْبَةُ الأُسُودِ الغِضاب

كُلُّ عام كأنَّه عَلَمُ النَصْرِ

بِكَفِّ المُظَفَّرِ الغَلاَّب

كُلُّ عَامٍ كَطَالِعِ السَعِدْ شِمْنَا

هُ عَلَآ طُولِ غَيْبةٍ وَاْحِتجاب

كُلُّ عامٍ كالفَجْرِ يَهْزِمُ لَيْلا

نَابِغِيَّ الهُمُومِ والأَوْصاب

كُلُّ عامٍ كأنَّهُ الأَمَلُ الضَا

حِكُ وافاكَ بعدَ طُولِ ارْتقابِ

كُلُّ عامٍ كَوَافِدِ الْغَيْثِ تَلْقَا

هُ وُجُوهُ الرِّياضِ بالترْحابِ

لا تَهابِي دارَ العُلُومِ مُلِمّاً

آفةُ المجدِ والعُلاَ أَنْ تَهابي

إنّ ف مِصْرَ لو عَلِمْتِ قُلُوباً

وَاجِفَاتٍ لقَلْبِكِ الوَجَّاب

سَتَنَالِينَ بالمَليكِ فؤادٍ

كلَّ ما تَرْتَجينَ مِنْ آرَاب

لا تُرَاعِي وفي الكِنَانةِ سَعْدٌ

بَيْنَ أشْبَالِهِ الشِدَادِ الصِلاب

واطلبي الْخَيْرَ والمُنَى مِنْ فُؤادٍ

ناشرِ الفَضْلِ ناصِرِ الآداب

لا خَلَتْ مِصْرُ مِنْ نَدَاهُ فَقَدْ صا

رَ عِنَانَ القُلوبِ طَوْقَ الرِقاب

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا خليلي خلياني وما بي

قصيدة يا خليلي خلياني وما بي لـ علي الجارم وعدد أبياتها ثمانية و سبعون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي