يا دار جيرتنا بسفح الأجرع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا دار جيرتنا بسفح الأجرع لـ ابن نباتة المصري

اقتباس من قصيدة يا دار جيرتنا بسفح الأجرع لـ ابن نباتة المصري

يا دارَ جيرتنا بسفح الأجرع

ذكرتك أفواه الغيوث الهمَّع

وكستك أنواءُ الربيع مطارفاً

موشيةً بسنا البروق اللمَّع

تتحلَّب الأنواء فيك على الرّبى

بسحائبٍ تحنو حنوّ المرضع

فلكلّ قطرة وابلٍ فمُ زهرةٍ

مفترّةٍ عن باسمٍ متضوّع

تزهى لوامع ربعها وربيعها

بمنوّر في الحالتين منوّع

فعسى يعود الحيّ فيك كما بدا

في خير مرتادٍ وأخصب مرْبع

عهدِي بسفحِك مرتعاً لأوانسٍ

كم في محاسنها لنا من مرتع

من كلّ دائرة القناع على سنا

بدرٍ يراغم بدر كلّ مقنّع

شقَّ الأسى قلبي الصريع فيا له

بيتاً أبت سكناه غير مصرّع

بالنازعات ومهجتي عوّذتها

وحجبتها بالمرسلاتِ وأدمعي

آهاً لعهد الرقمتين وعهدها

لو أنَّ عهدهما قريبُ المرجع

ولطيفها كم هاجَ لوعةَ بينها

فالويل إن أهجع وإن لم أهجع

بانت سعادُ فليتَ يومَ رحيلها

فسح اللقا فلثمت كعبَ موَدعي

وضممت بدر ركابها فعساه أن

تُعديه رقةُ قلبيَ المتوجّع

إني وإن لم أقض نحبي بعدها

فليقضينّ بكايَ حق الأربع

ولأختمنّ بموضعِ التقبيل ما

ضمّ الثرى من قلبيَ المستودع

وأحمّل الهمّ الذي حملته

نجباً تقيس ليَ الفلا بالأذرع

من كلِّ حرفٍ وفقها للساكني

تلك الرّبوع وعطفها للموضع

مشتاقة تسري بمشتاقٍ كما

رجع المدامع وجنة المسترجع

كادت من الذكرى تطير نسوعها

وتقوم من صدري حواني الأضلع

ولقد يذكرني حنين سواجعٍ

بالقلب كم هاجت على غصن معي

شتَّان ما بيني وبين حمامةٍ

صدحت فمن مسترجعٍ ومرَجَّع

غصني بعيدٌ عن يديّ وغصنها

ضمت عليه أنامل المستمتع

لا طوْقَ لي بالصبر عنه وطوْقها

بالزّهر بين مدبَّجٍ وموشّع

إن لم تعرني للحنين جناحها

فلقد أعرت حد الركاب مسمعي

يطفو بنا عند النجود مديدها

طلاّعة ويسيل عند البلقع

حتى إذا شمنا لطيبةَ معلماً

عجَّلت قبل الحجّ طيب تمتعي

ونزلت عن ظهر المطية لاثماً

وجه الثرى فرحاً بنثر الأدمع

وإذا المطيّ بنا بلغْنَ محمداً

فلها رعايةُ خير حقٍّ قد رُعي

ولها بآثارِ المناسمِ في السرى

شرفٌ على شرف البدور الطلّع

يا زائد الأشواق زائر قبره

سلّم على خير البرية يسمع

والجأ إلى الحرم الذي جبريل من

زوَّارِه من ساجدين وركّع

بين الملائك والملوك تزاحمٌ

من حول منهله اللذيذ المكرَع

فوفودها من أرضها وسمائها

في مطمحٍ يسعى إليه ومطمع

تدعو منازله سراة وفوده

لجناب من في ليلة الإسرا دُعي

حتى تقلد بالرِّسالة حافظاً

ضَوَّاع نشر الفضل غير مضيَّع

وترٌ يقال له غداً قلْ يُستمع

يا خيرَ مشفوعٍ وخير مشفَّع

كان الورى في حيرةٍ حتى أتى

بجليّ أخبارٍ دعاها من يعي

شرع الهدى ووصفت شارع فضله

أكرمْ بفضليْ مشرعٍ ومشرع

من سفح عدنان التي شرفت به

من ذلك الشرف القديم المهيع

بطباعه يزكو فكيف بطابعٍ

لثبوت أعناء على المتطبع

ألف الندى حتى بدا في كفه

نبع الزّلال فيا له من منبع

والبدر شقّ لقربه متهللاً

والجذع حنّ لبعده بتفجّع

والشمس شاهدةٌ بأنَّ غمامةً

كانت تظلّل من سواء المطلع

شهدت بإمكانٍ له ومكانةٍ

وعلى كمثل الشمس فاشهد أو دع

والوصف ملتمع النجوم يجل أن

يحصى وإن شئت الحديث فألمع

واذكر ببدر طلعةً نبويةً

من مفردٍ يسمو ابنَ عشرَ وأربع

ما البدر في كبد السما كسناه في

قلبِ الخميس ولا بصدر المجمع

تفدي البدورُ بيوم بدرٍ وجهه

ما بين معشره البدور الطلّع

المعرقين سماحةً وحماسةً

يوم الفخار دُعوا ويوم المفزع

من كلِّ مفترسٍ الليوث بثعلب

من رمحه في صدر كلّ مسبّع

وقضيبْ سيفٍ إن يهزّ تساقطت

ثمراتُ هامٍ كانَ منه لتبّع

ورثوا الشجاعة والعلى يروونها

قرشيةً عن غالبٍ ومجمَّع

وبه اهتدوا فتتابعوا في نصره

من طائعٍ وافى إليه ومهطع

حتى إذا صلّى الحسام بطوعهم

صلَّت رؤوس عدًى بغير تطوع

حمدوا الوغى في حبِّ أحمدهم فما

يتفيأون سوى الطوال الشرع

هذا وكانوا يتقون به إذا

حميَ الوطيس فيتقون بأشجع

بأشدّ من شهد الوغى وأرقّ من

وقعت عواطف حلمه في موقع

بكليل جفنٍ عن معائب مخطئٍ

وحديد سيفٍ في فؤاد مدرّع

بالمجتدي في يسره وخصاصة

والمجتلي في حلّةٍ ومرَفَّع

ذو المعجزات الباقيات وحسبه

سوَرٌ مسوَّرةٌ تصدّ المدعي

هديت قروم ذوي الفصاحة قبلها

وتقاعسوا عنها لأوَّل منزع

كم مدّعٍ نظماً يحاول حيه

في سورة منها فيسلى مدّعي

قال الكلاميون صرفة خاطر

قلنا ونثرة كوكب متشعشع

يا سيدَ الخلق الذي مدَحته من

آي الكتاب فواصلٌ لم تقطع

ماذا عسى المدحُ الطهور يدير من

كأس الثنا بعد الكتاب المترع

بعد الحواميم التي بثنائها

هبطت إليك من المحلّ الأرفع

من كل حرفٍ عن سواك بمدحها

ورقاء ذات تعزّزٍ وتمنّع

أرجو لفهمي بامتداحك يقظةً

من غفلتي وشهادةً في مصرعي

وإليك أشكو صدر حالٍ ضيقٍ

بالمؤلماتِ وحال همٍّ مولع

وتذللاً في الخلق بعد تعززٍ

وتحيراً في الأمر قبل توقع

حتى كأنَّ العقلَ ليس بعاقلٍ

إياك أن تعي بأمرٍ مفضع

إن تستبنْ لك حيلة في الأمر لا

تعجزْ وإنْ لم تستبن لا نجزع

ولقد أراعي الصبر فيما أشتكي

من مؤلمٍ والصبر بعض تجزعي

شيبت حياتي ثم شابت لمتي

في غير ذخرٍ للمعاد مجمّع

فالرأس مشتعلٌ بشيبٍ أبيضٍ

والقلب مشتعلٌ بشيبٍ أسفع

ومع المشيب ففي من سنّ الصبى

جهلٌ وضرسُ غوايةٍ لم يقلع

أوَّاهُ من سنٍ وأسنانٍ مضت

في فعليَ العاصي وقولي الطيّع

سنٌّ علا كبراً وسنّ قد هوى

تلفاً ولسنٌ إن يؤخر يفزع

وتشاغلي فيما يضر وحسبه

لو لم يضرّ بأيّه لم ينفع

همَّان من دنيا وآخرةٍ فيا

للحيرتين بمعضل وبمُضلع

وبلية الإنسان منه وإنما

بك يا شفيع المذنبين تشفعي

سارت إليك صلاةُ ربك ما سرت

لحماك ناجيةُ المحبّ الموضع

وتوسَّلت بك مدحةٌ سيارةٌ

سيرَ النجوم من ابتداءِ المطلع

ونظيمة من طيّب الكلمِ الذي

لسوى مقامك في الورى لم ترفع

عوَّذتُ من عين الحسود عيونها

من حرف مطلعها بحرف المقطع

وتخذتها عيناً ترَوّيني غداً

وترى لذي الدارين منجاً منجعي

إن كنتُ حساناً بمدحك نائباً

فسناك أرشده وقال ليَ اتبع

سجعت لك المداح في طرق الهدى

والمكرمات ومن تطوّق يسجع

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا دار جيرتنا بسفح الأجرع

قصيدة يا دار جيرتنا بسفح الأجرع لـ ابن نباتة المصري وعدد أبياتها تسعة و ثمانون.

عن ابن نباتة المصري

محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين. شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة. وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة. سكن الشام سنة 715هـ‍ وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود. ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن. وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة. له (ديوان شعر -ط) و (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط) . (سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.[١]

تعريف ابن نباتة المصري في ويكيبيديا

ابن نُباتة (686-768ه‍ = 1287-1366م) محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري، أبو بكر، جمال الدين، ابن نُباتة: شاعر، وكاتب، وأديب، ويرجع أصله إلى ميافارقين، ومولده ووفاته في مدينة القاهرة، وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نُباتة، ولقد سكن الشام سنة 715 هـ (تقريباً) وولي نظارة القمامة في مدينة القدس أيام زيارة المسيحيين لها، فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود، ورجع إلى القاهرة (سنة 761) فكان بها صاحب سر السلطان، وله ديوان شعر و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون) وغيرها.وكان شاعراً ناظماً لهُ ديوان شعر كبير مرتب حسب الحروف الهجائية وأشهر قصيدة لهُ بعنوان (سوق الرقيق) ولهُ العديد من الكتب منها كتاب (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون)، وكتاب (تلطيف المزاج في شعر ابن الحجاج)، وكتاب (مطلع الفرائد)، وسير دول الملوك وغيرها.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة المصري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي