يا دار لهوي بالنجيل من قطن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا دار لهوي بالنجيل من قطن لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة يا دار لهوي بالنجيل من قطن لـ مهيار الديلمي

يا دار لهوِي بالنُّجَيل مَن قطَنْ

جنَّتَكِ الفيحاءَ بعدَ مَن ظعنْ

أصامتٌ بناطقِ ونافرٌ

بآنسٍ وذو خلاً بذي شجنْ

سِرْنا وعهدي بكِ مغنَى غِبطةٍ

أمسِ وعدنا اليومَ في مغنَى حَزَنْ

تشبَّهتْ حورُ الظباءِ بهمُ

أن سكنتْ فيكِ ولا مثل سكنْ

مشتبِهٌ أعرفُه وإنما

مغالطا قلت لصحبي دارُ مَنْ

يا صاحبي عونا وإن أشفني

مع جلدي قولي لخوّارٍ أعِنْ

قف باكيا فيها وإن كنت أخاً

مواسياً فبكِّها عنك وعنْ

لم يبق لي يوم الفراق فضلة

من دمعة أبكي بها يوم الدمَنْ

يازمناً مرَّ كما اقترحته

بالنعف إن عاد الصبا فعد إذنْ

والعيش في كف المراح ذاهب

برأسه يقتاده بلا رسنْ

وصاحبي كل فتىً مساعد

ما فطن الدهر له وقد فطنْ

معي إلى ما سَرَّه أو ضَرَّه

حبّاً لأن يقال خِلٌّ مؤتمنْ

ما فِيَّ من صالحةٍ أذاعَها

بجهدهِ أوتكُ عوراءُ دفَنْ

وحاملٍ على الشرور حاملٍ

في طرفه وكفّه سيفَ الفتنْ

قد كتبَ الشعْر على عارضِه

ما أقبح الإعراضَ بالوجه الحسنْ

يدير مما اختار عسجديةً

ما قُطِعتْ عن مثلها هامةُ دَنّْ

صيغت وسحرَ عينه من طينةٍ

واحدةٍ وبابلٌ أمُّ المدنْ

تفترُّ عن فأرةِ مسكٍ كأسُها

إذا انتشى وثغره إذا أذِنْ

كأنما أعداهما بخُلقِه

محمدُ بنُ جعفرٍ أبو الحسَنْ

قالوا الرحيلُ فمسحتُ عَبرةً

زادت على بلِّ الرداء والرُّدُنْ

في كلّ يوم عزمةٌ يُعلمني

شقاؤها أن النعيمَ في الوطنْ

يا رِحلتي أين يُريد الدهرُ بي

ومَن من الناس تُرى قالت تَمَنّْ

قلت الذي جاد لي دهريَ به

فما أبالي بسواه كيف ضنّْ

من بان بالمجد على اتّحاده

كم من كثيرٍ جمعُه ولم يَبِنْ

يدٌ تُصيب حيثُ سَالَ صَوبُها

قصدا وكم قد أخطأتْ به المُزُنْ

تَجمَعُ بين الفتك والجودِ له

وقلّما يبخلُ إلا من جَبُنْ

خَفَّ نوالا ونِزالا وله

حِلمٌ إذا وازنَ ثهلانَ وزَنْ

يا نفس بشرَى إنه محمدٌ

والمشرَبُ السائغُ والمغنَى الأغَنّْ

لا حقَّ لي عند بخيلٍ ناقِص ال

فضل وإن جمَّع مالاً واختزنْ

يجهلني بديهةً وإنه

يزداد جهلا بِيَ كُلَّما امتَحَنْ

لا أحسدُ المثري على ما عنده

من خيره وعِرضُه فيما وهَنْ

ولا أحطُّ الدهرَ كعبا أن أُرَى

وهو سواءً إن صفِرتُ واحتجَنْ

لي عفَّتي عنه وما نال له

وخيرُنا مَن عارك العيشَ الخشِنْ

والمالُ حلو والذي يُحيلُه

عندِيَ مرّاً أنه يتلوه منّْ

قَناعةٌ صانت لوجهي ماءَه

كم من حريصٍ لم يجُدْ ولم يصنْ

يخدعُني دهري بتسويفاته

عنها وهل يُخدَعُ جفنٌ عن وسَنْ

ما أكثرَ الشاكين من دنياهُمُ

فليت شعري هذه الدنيا لمَنْ

وقد قلَبتُ الناسَ في حالاتهم

فما وجدتُ راضيا عن الزمنْ

قد جعلوا الشكوى طريقَ بُخلهم

يعتذرون في النعيم بالمِحَنْ

لذاك ما صبَّحتُ منهم بَرقةً

تخطِف بالشام ويوما باليمنْ

أقلُّ خوفي أن أضلّ بينهم

والماءُ إن أزمن في الحوض أجَنْ

لولاك ما حثَّ رجائي طمَعٌ

في مطلبٍ محا اليقينُ كلَّ ظنّْ

جئتك أُهديها على ضنِّي بها

عذراءَ لا تُفتضُّ إلا بالفطنْ

ناشزة لم ترضَ لولاك فتىً

بعَلاً ولم أَرض لها قطُّ خَتَنْ

مما ابتكرتُ لم تكن مجلوبةً

بغارةٍ أضحت على الشعرِ تُشَنّْ

إذا امرؤ قال لراويها أعدْ

أطرَبه كأنما قال تَغَنّْ

فخلّها ما شئتَ واقسِمْ شرفَاً

أذخَرُ منه لهزالي ما سَمِنْ

مكارمٌ أوجبَها حبُّك لي

وسنَّها والحرُّ يمضي حيثُ سَنّْ

فإنها في الناس بين مؤْثرٍ

لم يجتهِد وذي اجتهاد لم يُعَنْ

تكلَّفوها بعد ما قد هرِموا

وإنما رضعتها مع اللّبنْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا دار لهوي بالنجيل من قطن

قصيدة يا دار لهوي بالنجيل من قطن لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها خمسون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي