يا دعاة الدستور الف تحية
أبيات قصيدة يا دعاة الدستور الف تحية لـ طانيوس عبده

يا دعاة الدستور الف تحية
وسلاماً يا دولة الحرية
هكذا هكذا بني الوطنية
هكذا تصبر النفوس الابية
فهنيئاً يا أمنا سورية
أنت علمتنا المبادىء حقا
أنت علمتنا نجدُّ ونشقي
فضربنا في الأرض غرباً وشرقا
وصبرنا للدين حتى استحقا
وبلغنا بصبرنا الأمنية
ما رضينا طوعاً بذاك البعاد
بل كرهنا الحياة باستعباد
فعقدنا على الجهاد الايادي
وجعلنا شعارنا بالجهاد
يا بني قومنا منًى أو منية
أو لم نمزج المدامع بالدم
لنوى الوالدين والخال والعم
واعتسافٍ من ظالم ليس يرحم
وحنينٍ لبائس يتظلم
من ذنوبٍ تشوه البشرية
او لم ينقض الشباب جهادا
أو لم نملأ الطروس انتقادا
أو لم نجعلَ النفوس مدادا
لا نعادي قوماً ولكن نعادي
في سبيل الدستور والحرية
إن غصبناه فهو بالشعب أخلق
أو يكن عن رضًى فباملك أليق
وهو في الحالتين صيغَ من الحق
وحدوه فالحق ليس يفرقَّ
واجعلوا دينكم به الوطنية
ذاك ما طالما كتبناه قبلا
فجزينا عنه اغتراباً وذلا
وسجوناَ ضاقت ونفياً وقتلا
فغدا القولُ نفسه حين يتلى
يتلقونه تلقي التحية
ذلك اليوم يوم نلنا الفخارا
وشمخنا بانفنا استكبارا
يوم بات الظلام فينا نهارا
يوم كنا نرى الجميع سكارى
لا بخمرٍ بل من حميّا الحمية
قد رأينا الفتاة ذات الطهارة
خرجت من وراءِ تلك الستاره
شغلتها عن النقاب البشاره
فاستعاضت عنه بتلك الشاره
شارة للهلال عثمانية
ورأينا الأتراك اهلَ الحماسه
ادهشوا الأرض بالدها والسياسه
واستطالوا إِلى مقام الرياسه
فقضوا مأرباً اطالوا التماسه
دون ان يسفكوا دماءً زكيه
ورأينا بيروت ترقص تيها
وبنوها يعانقون بنيها
بعد أن كانت التحيات فيها
بالمدى أصبحت كأن ذويها
اخوة بالسلام والمدنية
ورأينا القلوب قبل الأيادي
نزعت للسلام والاتحادِ
فغدا الآن كل حرٍ ينادي
يا لقومي نفسي فداءُ بلادي
فلنكن واحداً جموع الرعية
هوذا الخاطبون حطوا الرئيسا
جعلوه بفضلهم مرؤوسا
هوذا الكاتبون اعلوا النفوسا
هوذا الشيخُ صافح القسيسا
واصطفاه بقبلةٍ اخويه
يا بني قومنا هناءً هناءَ
انبذوا ما مضى وحيوا اللواء
قد تحررتُم وبتم سواءَ
فاضيفوا للمبدئين الإخاء
واجتنوا هذه الثمار الجنيه
يا بني قومنا إذا ما ظفرتم
فبذاك الجيش المظفرَ فزتم
ولحزب الأحرار فضلٌ عليكم
فاذكروا الفضل واعجبوا ما حييتم
بجلال الحمية التركية
يا بني قومنا الهلالُ تلالا
وهو في أفق مجده قد تعالى
فاجعلوا ذكره المقدس فالا
واحفروه بقلبكم تمثالا
يهدكم خطةَ الإخاءِ السوية
بني قومنا سلامُ غيورِ
ما اشتهى غير نعمة الدستور
أمنَّا بظله المنشور
فهنيئاً لكل حرٍ سوري
وهنيئاً يا أمنا سورية
شرح ومعاني كلمات قصيدة يا دعاة الدستور الف تحية
قصيدة يا دعاة الدستور الف تحية لـ طانيوس عبده وعدد أبياتها واحد و خمسون.
عن طانيوس عبده
طانيوس بن متري عبده. من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً. ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل. من قصصه المترجمة (البؤساء -ط) ، و (عشاق فينيسيا -ط) ، و (مروضة الأسود -ط) ، و (جاسوسة الكردينال -ط) ، و (عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و (الساحر العظيم -ط) ، وغير ذلك وهو كثير.[١]
تعريف طانيوس عبده في ويكيبيديا
طانيوس أفندي عبده (1869م-1926م) أديب وصحفي وروائي ومترجم لبناني، من رعيل مثقفي التنوير الأوائل، أنشأ في الإسكندرية صحيفة فصل الخطاب، وأصدر سلسلة الروايات القصصية فظهر منها أربعون عددا، وأصدر جريدة الشرق اليومية ومجلة الراوي الأسبوعية، وله مجموعة كبيرة من الروايات المؤلفة والمترجمة.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ طانيوس عبده - ويكيبيديا