يا راكبا وصل الوجيف ذميله

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا راكبا وصل الوجيف ذميله لـ الشريف المرتضى

اقتباس من قصيدة يا راكبا وصل الوجيف ذميله لـ الشريف المرتضى

يا راكباً وصل الوجيفَ ذميلُهُ

هل زال من وادي الأراك حُمولُهُ

عُجنا عليه وللقلوب بلابلٌ

هيّجنَهُنّ ربوعُهُ وطلولُهُ

فخشوعنا لخشوعِهِ ونحولُنا

إن كنت تُنكره جناه نحولُهُ

من أجلِ دارٍ فوقَ وَجْرَةَ أقفرتْ

سيلٌ من العينين لجّ همولُهُ

نبكي وما أجدى على متتبّعٍ

أثَرَ الدّيارِ بكاؤه وعويلُهُ

يا وحشَ وَجْرَةَ هل أراكَ على ثرىً

غضِّ النّباتِ تحومُهُ وتجولُهُ

وهل الأراكُ وإنْ تقادم عهده

أغنى به فأظلُّه وأقيلُهُ

وهل الكثيبُ بحاله أم رُفّعتْ

بالرّامساتِ عن الكثيب ذُيولُهُ

أهْواكَ يا شجرَ الأراكِ وبيننا

عرضُ الحجازِ لمن بغاك وطُولُهُ

إِنّ الزّمان جميعَه بك طيّبٌ

إصباحُهُ وظلامُهُ وأصيلُهُ

زمنُ اللّوى لم أدرِ كيف قصيرُهُ

حَتّى اِنقضى فدريتُ كيف طويلُهُ

إنّ الأُلى حلّوا اللّوى وتحمّلوا

وَضَحَ الضُّحى فيهمْ لقلبِك سُولُهُ

ضنّوا عليك من النّدى بقليله

وكثيرُ حبّك عندهمْ وقليلُهُ

ووراءهمْ قَرِمٌ إلى أزوادهمْ

ظامٍ إِليهمْ لا يَبُلُّ غليلُهُ

ترجو معاودَةَ الوِصالِ كما بدا

إِبّانَ جاد به عليه بخيلُهُ

يا ردَّ ربّكُمُ إليَّ بعيدكمْ

وأَمال قلبكُمُ عليَّ يُميلُهُ

ومزوّدٍ ماءَ الشّبابِ كأنّهُ

قَمَرُ الدُّجُنَّةِ حُسنُهُ ومُثولُهُ

أَظْما إِلى تَقبيله ولو اِنّني

قبّلتُهُ لم يَروِني تقبيلُهُ

ضاقتْ به أقطارُهُ وأُقضَّ حت

تى زارني صُبحاً عليه مَقِيلُهُ

من بعد ما كان الوصالُ سبيلنا

فيه وكان الهجر منه سبيلُهُ

وكأنّما هو نعمةً ولُدونَةً

نشوانُ دبّتْ في العظامِ شَمولُهُ

مَنْ مانعٌ عنّي وقد شَحَطَ الصِّبا

شيباً عَلى الفَوْدَين آن نزولُهُ

وافى هَوِيَّ السِّلْكِ خرّ نظامُهُ

والشِعْبُ سال على الدّيار مَسيلُهُ

سبقَ اِحتِراسي مِن أذاه بطيئُهُ

لمّا تجلّلنِي فكيف عجولُهُ

ما ضرّه لمّا أراد زيارةً

لو كان بالإيذانِ جاء رسولُهُ

لا مرحباً ببياضِ رأسي زائراً

أعيا عليَّ حلولُهُ ورحيلُهُ

مَن كان يرقُبُ صحّةً مِن مُدْنفٍ

فالشّيبُ داءٌ لا يَبُلُّ عليلُهُ

نَصَل الشّبابُ إلى المشيب وإنّما

صِبْغُ المشيبِ إلى الفناءِ نُصولُهُ

إنَّ البَهيم من الشّباب ألَذُّ لِي

فلتَعْدُني أوضاحُهُ وحُجولُهُ

أعجبْ به صبحاً يُوَدُّ ظلامُهُ

وشهابُ داجيةٍ يُحَبُّ أفولُهُ

قالوا المشيبُ نَباهةٌ وأوَدّ أنْ

باقٍ عليَّ منَ الشّبابِ خُمولُهُ

والفضلُ في الشَّعَرِ البياض وليتَهُ

لم يَشجِنِي بفراقهِ مفضولُهُ

ولقد عجبتُ لمعشرٍ صانوا الغِنى

وأَذَالَ منهم ما سواه مُذيلُهُ

ظلُّ الغني يا ساكني ظلِّ الغنى

يُخشى عليه زوالُهُ وحُؤولُهُ

لم يثرِ مَن لم يُغنِ مفتقراً ولمْ

يَنَلِ الغِنى من لا تراه ينيلُهُ

والجودُ لا يُبقي التِّلادَ على الفتى

والبخلُ عنوانُ الغِنى ودليلُهُ

لا يفضُلُ الأقوامَ إلّا ماجدٌ

دبّتْ إلى أيدي الرّجال فُضولُهُ

للبِرِّ ما كسبتْ يداهُ وللنّدى

منه الغَداةَ حُزونُهُ وسهولُهُ

متلهِّبٌ فإذا علا قِمَمَ العِدا

بسيوفِه ماتتْ هناك ذُحولُهُ

سائلْ لتعرفني ففيك جهالةٌ

خطباً تراه يطولني وأطولُهُ

لمّا اِلتَوَتْ عنه كواهلُ معشرٍ

أضحى عليَّ دقيقُهُ وجليلُهُ

فَلّتْ مقارعةُ الزّمانِ مضاربِي

والسّيفُ تشهد بالمَضاءِ فُلولُهُ

وتبيّنتْ بدمِ الرّجال صرامتي

واليوم تجري بالدّماءِ سيولُهُ

وبصيرتي يوم الهياجِ بصيرةٌ

والنَّقْعُ مُرْخىً في الوجوه سُدولُهُ

يومٌ يكُرّ عزيزهُ يبغي الرّدى

ويفرّ يستبقي الحياةَ ذليلُهُ

وَأَنا الّذي فضَلَ العشائرَ قومُه

بِعلاه واِستَلب الفخارَ قبيلُهُ

ومتى تأمّلتَ الزّمانَ فإنّه

وادٍ بغُرِّ المكرُماتِ أسيلُهُ

إنّ الفتى ما إنْ تطيب فروعُه

لمجرّبٍ حتّى تطيب أُصولُهُ

والنّاسُ في الدّنيا إذا جرّبْتْهَمْ

بين الملا طاشت هناك عقولُهُ

كم طالبٍ ما لا يُنال وراكبٍ

من سيّئٍ ما لا يُقال زَليلُهُ

ومزاولٍ تعجيل أمرٍ لو أتى

عَجِلاً إِليه لساءَه تعجيلُهُ

ومُرَقِّحٍ نَشَباً حواه غيرُهُ

ومؤمّلٍ ولغيره مأمولُهُ

والرّزقُ يُحْرَمه الخبيرُ ويهتدي

عفواً إليه عَقولُهُ وجَهولُهُ

لا ذاك يدري كيف خاب ولا درى

هذا عليهِ كيف كان حصولُهُ

وأخٍ بدا منه القبيح عقيب ما

فعل الجميلَ فضاع منه جميلُهُ

شَفَعَ الزّيارةَ هجرُهُ وبِعادُهُ

وتلا الوِصالَ صدودُهُ وعُدولُهُ

ما إنْ يروعُك قصدُهُ مستشعراً

نَسْجَ الدُّجى حتّى يروع قفولُهُ

متلوّنٌ إعطاؤه حرمانُهُ

متقلّبٌ ممنوعُهُ مبذولُهُ

مَن عاذري مِن مُرهِقِي أو مُعلقِي

من وُدِّهِ عِلْقاً يُرادُ بديلُهُ

دَنِساً كرَيْطِ الحائضاتِ لبِسْنَهُ

فلَزِمْنَهُ حتّى اِستطارَ نَسيلُهُ

علّلْ برفقك مَن لقيتَ من الورى

إنّ العليلَ شفاؤه تعليلُهُ

ودعِ القلوبَ بغِلِّها مطويّةً

ما السّرُّ إلّا ما إِليك وصولُهُ

وَاِنصَحْ لنَفسك إنْ نصحتَ فكلُّ مَن

تلقاه في الدّنيا يقلُّ قبولُهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا راكبا وصل الوجيف ذميله

قصيدة يا راكبا وصل الوجيف ذميله لـ الشريف المرتضى وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن الشريف المرتضى

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد. وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين. له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و (الشهاب بالشيب والشباب -ط) ، و (تنزيه الأنبياء -ط) و (الانتصار -ط) فقه، و (تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و (ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.[١]

تعريف الشريف المرتضى في ويكيبيديا

الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد الموسوي (355 هـ - 436 هـ / 966 - 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف المرتضى - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي