يا راكب الريح حي النيل والهرما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا راكب الريح حي النيل والهرما لـ أحمد شوقي

اقتباس من قصيدة يا راكب الريح حي النيل والهرما لـ أحمد شوقي

يا راكِبَ الريحِ حَيِّ النيلَ وَالهَرَما

وَعَظِّمِ السَفحَ مِن سيناءَ وَالحَرَما

وَقِف عَلى أَثَرٍ مَرَّ الزَمانُ بِهِ

فَكانَ أَثبَتَ مِن أَطوادِهِ قِمَما

وَاِخفِض جَناحَكَ في الأَرضِ الَّتي حَمَلَت

موسى رَضيعاً وَعيسى الطُهرَ مُنفَطِما

وَأَخرَجَت حِكمَةَ الأَجيالِ خالِدَةً

وَبَيَّنَت لِلعِبادِ السَيفَ وَالقَلَما

وَشُرِّفَت بِمُلوكٍ طالَما اِتَّخَذوا

مَطِيَّهُم مِن مُلوكِ الأَرضِ وَالخَدَما

هَذا فَضاءٌ تُلِمُّ الريحُ خاشِعَةً

بِهِ وَيَمشي عَلَيهِ الدَهرُ مُحتَشِما

فَمَرحَباً بِكُما مِن طالِعينَ بِهِ

عَلى سِوى الطائِرِ المَيمونِ ما قَدِما

عادَ الزَمانُ فَأَعطى بَعدَما حَرَما

وَتابَ في أُذُنِ المَحزونِ فَاِبتَسَما

فَيا رَعى اللَهُ وَفداً بَينَ أَعيُنِنا

وَيَرحَمُ اللَهُ ذاكَ الوَفدُ ما رَحِما

هُم أَقسَموا لِتَدينَنَّ السَماءُ لَهُم

وَاليَومَ قَد صَدَّقوا في قَبرِهِم قَسَما

وَالناسُ باني بِناءٍ أَو مُتَمِّمُهُ

وَثالِثٌ يَتَلافى مِنهُ ما اِنهَدَما

تَعاوُنٌ لا يُحِلُّ المَوتُ عُروَتَهُ

وَلا يُرى بِيَدِ الأَرزاءِ مُنفَصِما

يا صاحِبي أَدرَميدٍ حَسبُها شَرَفاً

أَنَّ الرِياحَ إِلَيها أَلقَتِ اللُجُما

وَأَنَّها جاوَزَت في القُدسِ مِنطَقَةً

جَرى البِساطُ فَلَم يَجتَز لَها حَرَما

مَشَت عَلى أُفقٍ مَرَّ البُراقُ بِهِ

فَقَبَّلَت أَثَراً لِلخُفِّ مُرتَسِما

وَمَسَّحَت بِالمُصَلّى فَاِكتَسَت شَرَفاً

وَبِالمَغارِ المُعَلّى فَاِكتَسَت عِظَما

وَكُلَّما شاقَها حادٍ عَلى أُفُقٍ

كانَت مَزاميرُ داوُدٍ هِيَ النَغَما

جَشَّمتُماها مِنَ الأَهوالِ أَربَعَةً

الرَعدَ وَالبَرقَ وَالإِعصارَ وَالظُلَما

حَتّى حَوَتها سَماءُ النيلِ فَاِنحَدَرَت

كَالنَسرِ أَعيا فَوافى الوَكرَ فَاِعتَصَما

يا آلَ عُثمانَ أَبناءَ العُمومَةِ هَل

تَشكونَ جُرحاً وَلا نَشكو لَهُ أَلَما

إِذا حَزِنتُم حَزِنّا في القُلوبِ لَكُم

كَالأُمِّ تَحمِلُ مِن هَمِّ اِبنِها سَقَما

وَكَم نَظَرنا بِكُم نُعمى فَجَسَّمَها

لَنا السُرورُ فَكانَت عِندَنا نِعَما

وَنَبذُلُ المالَ لَم نُحمَل عَلَيهِ كَما

يَقضي الكَريمُ حُقوقَ الأَهلِ وَالذِمَما

صَبراً عَلى الدَهرِ إِن جَلَّت مَصائِبُهُ

إِنَّ المَصائِبَ مِمّا يوقِظُ الأُمَما

إِذا المُقاتِلُ مِن أَخلاقِهِم سَلَمَت

فَكُلُّ شَيءٍ عَلى آثارِها سَلَما

وَإِنَّما الأُمَمُ الأَخلاقُ ما بَقِيَت

فَإِن تَوَلَّت مَضَوا في إِثرِها قُدُما

نِمتُم عَلى كُلِّ ثارٍ لا قَرارَ لَهُ

وَهَل يَنامُ مُصيبٌ في الشُعوبِ دَما

فَنالَ مِن سَيفِكُم مَن كانَ ساقِيَهُ

كَما تَنالُ المُدامُ الباسِلَ القَدَما

قالَ العَذولُ خَرَجنا في مَحَبَّتِكُم

مِنَ الوَقارِ فَيا صِدقَ الَّذي زَعَما

فَما عَلى المَرءِ في الأَخلاقِ مِن حَرَجٍ

إِذا رَعى صِلَةً في اللَهِ أَو رَحِما

وَلَو وَهَبتُم لَنا عُليا سِيادَتِكُم

ما زادَنا الفَضلُ في إِخلاصِنا قُدُما

نَحنو عَلَيكُم وَلا نَنسى لَنا وَطَناً

وَلا سَريراً وَلا تاجاً وَلا عَلَما

هَذي كَرائِمُ أَشياءِ الشُعوبِ فَإِن

ماتَت فَكُلُّ وُجودٍ يُشبِهُ العَدَما

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا راكب الريح حي النيل والهرما

قصيدة يا راكب الريح حي النيل والهرما لـ أحمد شوقي وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن أحمد شوقي

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.[١]

تعريف أحمد شوقي في ويكيبيديا

أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك (16 أكتوبر 1868 - 14 أكتوبر 1932)، كاتب وشاعر مصري يعد أعظم شعراء العربية في العصور الحديثة، يلقب بـ «أمير الشعراء».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد شوقي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي