يا سائلي عن الكلام المنتظم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا سائلي عن الكلام المنتظم لـ ابن الوردي

اقتباس من قصيدة يا سائلي عن الكلام المنتظم لـ ابن الوردي

يا سائلي عن الكلام المنتظمْ

ذاكَ كلامُ مَنْ هويتُ لا عُدِمْ

فكلُّ ما يقولُ فيهِ العذّل

فإنَّهُ منكَّرٌ يا رجلُ

في صدغِهِ للحسْنِ آياتٌ تُخَطّ

وقال قومٌ إنها اللامُ فقطْ

رمَّانُهُ غضٌّ فلا يمشي فرطْ

إذْ ألفُ الوصلِ متى يدرجْ سقطْ

بسيفِ جفنيهِ قتلتُ نفسي

فإنَّهُ ماضٍ بغيرِ لبْسِ

فينا غزالٌ إنْ أبيت ما اعتدى

فأسقطِ الحرفَ الأخيرَ أبدا

قلْ لمذكرٍ لحا خلِّ الفندْ

واسعَ إلى الخيراتِ لُقِّيتَ الرشدْ

وإنْ يكنْ عذلُكَ منْ مؤنثِ

فقلْ لها خافي رجالَ العبثِ

يا خصرَهُ مِنْ ردفِهِ فزْ بالمنحْ

ولا تُبَلْ أخفَّ وزناً أمْ رجحْ

قوامُهُ أشبهُ شيءٍ بالألفْ

كمثلِ ما تكتبُهُ لا يختلفْ

لما شكوتُ صدَّهُ رثى لي

وأقبلَ الغلامُ كالغزالِ

أسنانُهُ كاللؤلؤِ المفتنِّ

منَ المفاريدِ لجبرِ الوهنِ

قبلَ ازديادِ لامِهِ أكابدُهْ

ثمَّ أتى بعدَ التناهي زائدُهْ

ما مثلُهُ في الحسنِ والذكاءِ

عندَ جميعِ العربِ العرباءِ

اعجبْ لنونِ حاجبيهِ تنصرُ

والنونُ في كلِّ مثنى تكسرُ

إذا رأيتَ وجههُ فكبِّرا

معظماً لقدرِهِ مكبِّرا

خوَّفَ فيه بالأميرِ العاذلُ

والصلحُ خيرٌ والأميرُ عادلُ

سؤالُهُ عني حياةٌ تسعفُ

ومثلُهُ كيفَ المريضُ المدنفُ

الخدُّ والقوامُ منهُ فاعلُ

نحو جرى الماءُ وجارَ العاملُ

واقضِ قضاءً لا يُرَدُّ قائلُهُ

بأنَّ منْ يهوى فتى يواصلُهْ

أفعالُهُ تكسرني ذا عجبُ

وكلُّ فعلٍ متعدٍّ ينصبُ

يا منْ رأى منهُ جيناً واضحاً

تقولُ قدْ خلتُ الهلالَ لائحا

فغضَّ مِنْ طرفِكَ وانجُ رابحاً

وقدْ وجدتُ المستشارَ ناصحاً

ابدأ بذكرِ حاجبينِ حُسِّنا

وإنْ ذكرتَ فاعلاً منونا

فالطرفُ سيفٌ قتْلَنا تضمَّنا

فهْوَ كما لو كانَ فعلاً بيِّنا

كنْ فيهِ بالعفافِ مرفوعَ الرتبْ

واضربْ أشدَّ الضربِ مَنْ يغشى الريبْ

فعاذري سقياً لهُ ورعياً

وعاذلي جدعاً لهُ وكيّا

أوهمتُهُ برشْفِ ريقِ الثغرِ

وغصتُ في البحر ابتغاءَ الدرِّ

وإنْ أقمتَ الواوَ في الكلامِ

مِنْ صدغهِ نابتْ منابَ اللاّمِ

في قدِّه ما هوَ في الأغصانِ

على اختلافِ الوضعِ والمباني

إذا لمستَ خدَّهُ والنهدا

تقولُ عندي مَنَوانِ زُبدا

إنْ ترهُ بينَ ذويهِ في الحمى

فانصبْ وقلْ كمْ كوكباً تحوي السما

أصبحتُ منهُ في ارتقابِ الوصلِ

والزرع تلقاءَ الحيا المنهلِّ

ما للصبا يا جسمَ ذياكَ الصبي

وقيمةُ الفضَّةِ دونَ الذهب

مَنْ تلقَهُ إلى سواهُ صابي

فأوِّلْهُ الإبدالَ في الإعرابِ

قلبُ الذي يحبُّ ليسَ يبغضُ

وإنْ بدا بينها معترضُ

إذا رأيتَ عنقَهُ الطويلا

وشعرَهُ مِنْ فوقهِ محلولا

تقولُ ما أنقى بياضَ العاجِ

وما أشدَّ ظلمةَ الدّياجي

بطرفِهِ في العاشقينَ سُلِّطا

وما أحدَّ سيفِهِ حينَ سطا

حاشاهُ مِنْ عيبٍ ومِنْ نقصانِ

أو عاهةٍ تحدثُ في الأبدانِ

لا تطلبوا لحسنِهِ مضاهي

اللّهَ اللّهَ عبادَ اللَّهِ

ليسَ قفاءُ عاذلي العسوفِ

إلاّ معَ المجرورِ والظّروفِ

يا قائلاً كانَ مليحاً وانفصلْ

كانَ وما انفكَّ الفتى ولمْ يزلْ

أبدتْ لهمْ وجنتُهُ ضِراما

كما تَلَوا يا حسرةً على ما

عذارهُ الرقيمُ كهفُ لثمِهِ

فلا تغيِّرْ ما بقي عن رسمِهِ

تقولُ فيهِ خضرةٌ يسيرهْ

كما تقولُ نارُهُ منيرَهْ

دينارُ وجههِ بهِ شححتُ

وكمْ دُنَينيرٍ بهِ سمحتُ

إني إلى العفافِ منهُ شيِّق

وكلُّ لهوٍ دنيويٍّ موبقُ

إنْ يبتسمْ لي ضوَّأ الحجونا

وأقبلَ الحجاجُ أجمعونا

يا ليتهُ يعطفُ بالوصالِ

والعطفُ قدْ يدخلُ في الأفعالِ

لا ما حلا لي في هواهُ العذّلُ

لشبهِهِ الفعلَ الذي يستثقلُ

قلبي وعيني عن سناهُ لا يردْ

إذْ ما رأى صرفَهما قطُّ أحدْ

ألفاظهُ عقودُ درٍّ منتقدْ

وإن نطقتَ بالعقودِ في العددْ

يا صاحِ لا تدمِ الفؤادَ بالدما

وعاصِ أسبابَ الهوى لتسلَما

ولا تمارِ عاشقاً فتتعبا

وما عليكَ عَتبُهُ فتُعْتَبا

ولا تزدني بالملامِ ضررا

ولا تحاضرْ وتسيءَ المحضرا

إنْ قلتَ رشفُ ريقهِ ما حُلِّلا

تقلْ بلا علمٍ ولا تحسُ الطلا

أقسمتُ لا ألومُ في العشقِ أحدْ

ومنْ يودَّ فليواصلْ مَنْ يوَدْ

خذْ أدواتِ الحسنِ عنهُ منصتا

واحفظ جميعَ الأدواتِ يا فتى

عيناهُ أفنتْ أكثرَ العشاقِ

وهكذا تصنعُ في البواقي

في ثغرِهِ جواهرٌ غوالي

جلوتُها منظومةَ اللآلي

قلبي الذي يسكنُ للتنائي

كأمسِ في الكسرِ والبناءِ

بلبالُهُ مخلَّدٌ في بالي

فما لهُ مغيِّرٌ بحالِ

صوتُهُ كالبدرِ فوقَ الغصنِ

فانظرْ إليها نظرَ المستحسنِ

وخلِّ عني يا عذولُ العذلا

وإنْ تجدْ عيباً فسدَّ الخللا

فقد رثى لي وألانَ القولا

والحمدُ للهِ على ما أولى

فديتُ لونَ خدِّهِ من خدِّ

كان حريرياً فصارَ وردي

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا سائلي عن الكلام المنتظم

قصيدة يا سائلي عن الكلام المنتظم لـ ابن الوردي وعدد أبياتها سبعة و ستون.

عن ابن الوردي

عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس أبو حفص زين الدين بن الوردي المعري الكندي. شاعر أديب مؤرخ، ولد في معرة النعمان (بسورية) وولي القضاء بمنبج وتوفي بحلب. وتنسب إليه اللامية التي أولها: (اعتزل ذكر الأغاني والغزل) ولم تكن في ديوانه، فأضيفت إلى المطبوع منه، وكانت بينه وبين صلاح الدين الصفدي مناقضات شعرية لطيفة وردت في مخطوطة ألحان السواجع. من كتبه (ديوان شعر - ط) ، فيه بعض نظمه ونثره. و (تتمة المختصر -ط) تاريخ مجلدان، يعرف بتاريخ ابن الوردي جعله ذيلاً، لتاريخ أبي الفداء وخلاصة له. و (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة - خ) نثر فيه ألفية ابن مالك في النحو، و (الشهاب الثاقب - خ) تصوف. وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن الوردي في ويكيبيديا

زين الدين أبو حفص عمر بن المظفَّر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس المعرّي الكِندي، المعروف بابن الوَرْدي (691-749هـ / 1292-1349م) أديب وشاعر مشهور، ومؤرخ، وفقيه شافعي. ولد في معرة النعمان في بلاد الشام، وولي القضاء بمنبج، وتوفي بحلب.نَشأ ابن الوردي بحلب، وتفقه بهَا، ففاق الأقران، وَأخذ عَن القَاضِي شرف الدّين الْبَارِزِيّ بحماة، وَعَن الْفَخر خطيب جبرين بحلب. وَكَانَ يَنُوب فِي الحكم فِي كثير من معاملات حلب، وَولي قَضَاء منبج فتسخطها، وعاتب ابْن الزملكاني بقصيدة مَشْهُورَة على ذَلِك، ورام الْعود إلى نِيَابَة الحكم بحلب فَتعذر، ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام آخر سنة 749هـ، بعد أَن عمل فِيهِ مقامة سَمَّاهَا «النبا فِي الوباء» ملكت ديوَان شعره فِي مُجَلد لطيف. ويُروى أنه قال:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الوردي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي