يا سعد لو كنت امرءا مسعودا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا سعد لو كنت امرءا مسعودا لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة يا سعد لو كنت امرءا مسعودا لـ ابن حجر العسقلاني

يا سَعدُ لَو كُنتُ اِمرءاً مَسعودا

ما كانَ صَبري في النَوى مَفقودا

وَسَهِرتُ أَرتَقِبُ النُجومَ كَأَنَّني

في الأُفقِ أَطلُبُ لِلحَبيبِ عُهودا

وَأَعُدُّ أَيّامَ الجَفاءِ مُعدّداً

حَتّى مَللتُ الحُزنَ وَالتَعديدا

قولوا لِمَن ملكَ الفؤادَ بِأَسرِهِ

فَغَدا بِقَيدِ غَرامِهِ مَصفودا

هَلّا مَنَنتَ عَلى أَسيركَ بِاللِقا

لِيَنالَ في دارِ الوِصالِ خُلودا

وَبثغركَ الماءُ الزُلالُ فَما لَهُ

ما كانَ للظامي بِهِ مورودا

وأَسَرتَهُ وَحُجِبتَ عَنهُ فَيا له

وَهوَ الشَقيُّ مقرّباً مَطرودا

أَهوى الَّذي أَقسَمتُ أَنّي لا أَعي

في حُبِّهِ لَوماً وَلا تَفنيدا

مَلكَ الفؤادَ وَساقه لِهَلاكِهِ

فرأيت منّا سائِقاً وَشَهيدا

لا عَطفَ لي مِنهُ وَلا أَبغي بِهِ

بَدَلاً وَأَكّدتُ الهَوى تَأكيدا

وَإِذا بَدا ذابَ الفؤادُ صَبابَةً

وَالشَمسُ ما زالَت تُذيبُ جَليدا

وَإِذا نَظَرتَ إِلى اللِحاظِ وَجدتَها

في الفَتكِ بيضاً وَهيَ تُنعَتُ سودا

بِالسَيف يسمى طَرفُهُ فَلَقَد غَدا

بصرُ الحَبيبِ كَما يُقالُ حَديدا

يا قَلب بِالزفراتِ لا تَبخَل وَيا

عينيَّ بالعبراتِ حُزناً جودا

يا صاحِبيَّ مِنَ الهَوى أَنا واجِدٌ

وَفَقَدتُ صَبري إِذ وَجَدتُ فَقيدا

عودا صَديقَكُما لكي ترياهُ من

بريِ النحولِ لما يُقاسي عودا

حَتّى مَتى أُبدي الوَفاءَ لِغادِرٍ

وَإِلى مَتى أَصِلُ المُحبَّ صدودا

هَيهاتَ صمتُ عَن الغَرامِ فَلَم أُعِد

قَلبي السَليمَ مِن الغوايَةِ عيدا

وَذَمَمتُ مَن يَهوى جَفاءَ محبّهِ

وَسَلَكتُ مَدحاً في النَبيِّ حَميدا

إِصدَح بِمَدحِ المُصطَفى واِصدَع بِهِ

قَلبَ الحَسودِ وَلا تَخَف تَفنيدا

وَاِقصِد لَهُ وَاِسأَل بِهِ تُعطَ المنى

وَتَعيشُ مَهما عشت فيهِ سَعيدا

خَيرُ الأَنامِ ومن لَجا لِجنابِهِ

لا بِدعَ أَن أَضحى بِهِ مَسعودا

المُجتَبى الهادي الَّذي مِنهاجُهُ

حازَ الكَمالَ وَمهَّد التَميهدا

قَد خُصَّ بِالتَقريبِ بالإِسراءِ إِذ

عادَ الَّذي عادى الحَبيبَ بَعيدا

وَسَما فأُبصِرَتِ السَما مِن دونِهِ

أَرضاً وَحازَ بِهِ الصُعودُ سُعودا

وَعَلا مَحلّاً دونَهُ جِبريلُ قَد

أَمسى وَقَد وَرَدَ الحَبيبُ مذودا

بِالحَقِّ أَرسَلَهُ الإِلَهُ إِلى الوَرى

فَغدَا المُطيعُ لما يَقولُ رَشيدا

وَثَنى عَن الغيّ العِبادَ لِرُشدِهِم

إِلّا شَقيّاً هالِكاً وَعَنيدا

كَم شَيخِ إِشراكٍ مَضى في غَيِّهِ

وَغَدا لِشَيطانِ الضَلالِ مريدا

وَطَغى وَمَدَّ لَهُ الرَجيمُ بِشركِهِ

شرَكاً فعاد بِعَكسِهِ مَطرودا

وَلَكم فَتى لاحَ الرشادُ لَهُ رَجا

بنبيّهِ وَعداً وَخافَ وَعيدا

نالَ الأَمانَ المؤمِنونَ بِهِ إِذا

شَبَّت جِهَنَّمُ بِالطُغاةِ وَقودا

يردونَ إِذ ظَمِئوا عَلى الحوضِ الَّذي

يَروي الغَليلَ فَيا لَهُ مورودا

وَهوَ المشَفّعُ في العُصاةِ إِذا طَمى

عَرَقٌ وَأَلجَمَ في الورودِ وَريدا

يأتي لِساقِ العَرشِ يَسجُدُ سائِلاً

لِلَّهِ فينا حبّذاكَ سُجودا

وَعَلَيهِ يَفتَحُ رَبُّهُ بمحامِدٍ

لَم يُعطِ خلقاً ذَلِكَ التَحميدا

وَيَقولُ قُل تسمَع وَسَل تُعطَ المنى

وَاِشفَع تُشَفَّع وَاِنتجِز مَوعودا

فَهُناكَ يَشفَعُ في الوَرى مِن مَوقِفٍ

لا تَرتَجي العَينان فيهِ هُجودا

ذاكَ المقامُ بِهِ يُخَصُّ مُحَمَّدٌ

وَالرُسلُ فيهِ يَحضُرونَ شُهودا

ثُمَّ الشَفاعَةُ في العُصاةِ فَإِنَّهُ

فيهِ المقدَّمُ لا يَخافُ ردودا

والأنبيا نَطَقوا بِحَمدِ مَقامِهِ

وَمَقامُ أَحمَدَ لَم يَزَل مَحمودا

يا سَيِّدَ الرُسلِ الَّذي فاقَ الوَرى

بأساً سَما كُلَّ الوجودِ وجودا

هذي ضَراعَةُ مُذنِبٍ مُتَمَسِّكٍ

بِوَلائِكُم مِن يَومِ كانَ وَليدا

يَرجو بِكَ المَحيا السَعيدَ وَبَعثَهُ

بَعدَ المَماتِ إِلى النَعيمِ شَهيدا

صَلّى عَلَيكَ وَسَلَّم اللَهُ الَّذي

أَحيا بِكَ الإِيمانَ وَالتَوحيدا

والآل ما هَبَّ النَسيمُ فَحَلَّ مِن

أَزرارِ أَزهارِ الربى المَعقودا

وَعلى صَحابَتِكَ الَّذينَ سموا عُلىً

وَهُدىً وَآباءً رقوا وَجدودا

مِن مَعشَرٍ كانوا الأَئمّةَ لِلوَرى

فاقوا البَريَّةَ سَيِّداً ومسودا

فَإِذا سَخَوا كانوا البِحارَ وَإِن سَطوا

كانوا الأسودَ أَو السُراة الصيدا

ما طُوِّقَت مُدّاحُهُم بِحَلاهُمُ

فلأجلِ ذَلِكَ لازَموا التَغريدا

وَعلى الأُلى تبعوا بإِحسانٍ ومن

حفظَ الشَريعةَ شاهِداً مَشهودا

مِن كُلِّ حَبرٍ تابِعٍ سنَنَ الهُدى

وَلّى عَلى أثرِ الهُداةِ حَميدا

مِثل البُخاري ثُمَّ مُسلِمٍ الَّذي

يَتلوهُ في العليا أَبو داودا

فاقَ التَصانيفَ الكِبارَ بِجَمعِهِ ال

أَحكامَ فيها يَبذُلُ المَجهودا

قَد كانَ أَقوى ما رأى في بابِهِ

يأتي بِهِ وَيحرّرُ التَجويدا

فَجَزاهُ عَنّا اللَهُ أَفضَلَ ما جَزى

مَن في الديانَةِ أَبطلَ التَرديدا

ثُمَّ الصَلاةُ عَلى النَبيِّ وَآلِهِ

أَبَداً إِلى يَومِ الجَزاءِ أَبيدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا سعد لو كنت امرءا مسعودا

قصيدة يا سعد لو كنت امرءا مسعودا لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي