يا سلم هل لك في الوجود حقيقة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا سلم هل لك في الوجود حقيقة لـ خالد الفرج

اقتباس من قصيدة يا سلم هل لك في الوجود حقيقة لـ خالد الفرج

يا سلمُ هل لك في الوجود حقيقة

حتى يُسَطَّر باسمك الميثاقُ

بالله قُلْ لي أين كنتَ مُذِ أعْتَدى

قابيل حين جرى الدمُ المهراق

كم أَلف عام أَنت فيها مُختف

والقتلُ جار والدماءُ تراق

أَتراكَ كنتَ نفيسةً مخبؤة

صِينَت كما قد صينت الأعلاق

أَمْ كنت في الفردوس تصحب آدما

فبقيت حين هوى وكان فراق

بقِيتْ لك الذكرى لدى أَبنائه

عمّا رواه أَبوهم المشتاق

مهما تكت فَلْتَحْيَ إِنك آيةٌ

مُلِئَت بنور جمالها الآفاق

بل أنت من تلك العناصر عنصر

عجزت أمام خفائه الحذاق

فَأَذالَ سِرَّكَ قَرْنُنا العشرونَ في

ما قد أَذال وفُكَّتِ الأَغلاق

فالعلم أَضحى واسعاً ميدانُه

وبه جرى للعالمين سباق

يا سلمُ قُلْ هَلْ أَنتَ آلة صانع

قد صاغك الإنسانُ لا الخلاق

أَزِفَت بباريسَ الجميلةِ ساعة

لك وسْطَ قاعتها الهنا دقاق

دارتْ على نعل الحصان جهابذ

ولديهم الأقلامُ والأَوراق

هم وقعوا ولعلهم لم يفطنوا

أَنَّ الحذاءَ بوقعه خراق

لله مهزلةٌ ولعبةُ لاعب

جَلَّى بها الزعماءُ والحذاق

أَتراهُمُ حلموا بحرب فارْتَأَوْا

تفسيرهُ بالعكس حين أَفاقوا

ولو انهم كبحوا جماح نفوسهم

لخبثْ بهم فِتَنٌ وزالَ شقاق

لكنهم جعلوا الخداع ستارهُمْ

فالجسم قاس والثياب رقاق

مهلا جهابذةَ السياسةِ قد مضى

زمنٌ به لكم العقول تساق

إن النفوسَ يزيدُها استعمارُكمْ

غِلاَّ فلا يَغْرُرْكمُ الإطراق

فالسلم إن لم تعدلوا عن بغيكم

عددٌ أَصَمُّ ماله إِنطاق

والحقُّ حقٌ واضحات سُبْلُهُ

كالشمس عمَّ بنورها الإشراق

أَوما كفتْكُمْ في جنيفَ عِصابةٌ

تسعى له ونصيُبهَا الإخفاق

أَوْثَقْتُمُ الأُممَ الضعيفةَ باسمها

ولبغيكم بسلاحها إِطلاق

العدلُ فيها دُميةٌ جوفاءُ لا

روحٌ بها ودِهَانُها براق

تشدو بتحرير العبيد طغاتُها

وبها لأَحرار العلى استرقاق

يا سلم مالك ملاكُكَ صَوًّروه مُجَنَّحا

فإِلى متى وجناحه خفاق

لك من نواقيس الكنائس رنَّةٌ

ومن الجيوش دوت لك الأبواق

وبك الوثائقُ حُبِّرتْ مَمضِيَّة

ناؤوا بها الطبّاع والوراق

والناسُ بين مغفّل متفائل

ومحنك متشائم عشاق

أَنت الأَثير لك الوجود ضرورة

وعلى وجودك ضدك المصداق

كتبوا لك الميثاقَ طِلَّسماً كما

للبخت خطّ وجمجم الطرَّاق

رن الدعاءُ من الصلاة تُجلُّهُ

سُحُب البًّخُورِ وسَحَّت الآماق

تالله إنك كِدتَ تِنْزِلُ باسماً

لولا خبائثُ اسمها الأخلاق

لو طهروا الأَهواءَ من أَطماعها

لغدا شِقاقُ القوم وهو وِفَاق

والآن لا سلمٌ يجيءُ ولا هَنَا

ما لم يُسَاو القزم والعملاق

فالحقُّ في جَنبِ المدِلِّ ببأَسِه

أَما الضعيف فحقُّه الإِرهاق

والجارُ أَكبرُ خوفه من جاره

تُقصيهما الأَحقاد والاحناق

قالوا السلام وفوَّقوا أَطوابهم

فعلام ذا الارعاد والابراق

ويلٌ لأَهلِ الشرقِ إن لم ينهضوا

من ذُلِّ رِقِّ ما له إِعتاق

يا شرقٌ مالك هادئ مستسلم

لعواطف أَودى بها الإِخلاق

أَو ما ترى الغربَ النشيطَ بجده

أَنحَى عليكَ فضاق منك خناق

تشكو إِليه ظُلمَه فَيَبَشَّ من

هُزْءٍ ودمعُكَ سائلٌ رقراق

شكوى الشياه يقودها الجزار

لا يصغي إِليها إِنها أرزاق

هزئ القويُّ بسيفر وعهودِها

ولوعدِ بِلفور بنا أطواق

صُمٌّ ولكن إن تكلَّمَ مِدفَع

سمعوا وبانَ العدلُ والإشفاق

ميثاقُهُم إِن كان سلم بينهم

أما لأهل الشرق فهو وثاق

نْمَنا وهم قطعوا المهامِه بالسرى

حتى ندمنا حين عَزَّ لحاق

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا سلم هل لك في الوجود حقيقة

قصيدة يا سلم هل لك في الوجود حقيقة لـ خالد الفرج وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن خالد الفرج

خالد الفرج

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي