يا سليل المجد يا ذا الهمم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا سليل المجد يا ذا الهمم لـ حماد علي الباصوني

اقتباس من قصيدة يا سليل المجد يا ذا الهمم لـ حماد علي الباصوني

يا سَليلَ المَجدِ يا ذا الهِمَمِ

يا رَيبَ النيلِ وَاِبنَ الكَرَمِ

أَنتَ رَبُّ الفَضلِ فيكَ المُرتَجى

وَحِمى الأَوطانِ مِن مُحتَكِمِ

مِصرُ تَرجو مِنكَ عَوناً وَيَداً

وَبِناءً طالَ فَوقَ الهَرَمِ

فَأَبِن لِلغَربِ أَنّا أُمَّةٌ

تَبتَني اِستِقلالَها بِالهَيلَمِ

وَبِفِتيانٍ أَبَت نَخوَتُهُم

هينَةً في كُلِّ قَصدٍ قَيِّمِ

جَعَلوها نَصبَ عَينٍ كَعبَةً

وَبِها هاموا هُيامَ المُغرَمِ

وَهَبوها حُبَّهُم وَاِتَّحَدوا

بُغيَةَ النُجحِ وَنيلِ المَغنَمِ

فَاِستَوَت هِمَّتُهُم في رَفعِها

وَاِنبَرى القبطِيُّ جَنبَ المُسلِمِ

نَشَروا المَشروعَ ثُمَّ اِنتَشَروا

يَجمَعونَ القِرشَ مِن مُبتَسِمِ

لا يُبالونَ بِما يَلقَونَهُ

مِن شَحيحٍ أَو جَوّادٍ مُعدمِ

هَيتَ ياِ ابنَ النيلِ هَيِّتْ بِالعُلا

واسَبقِ الغَربِيَّ نَحوَ الأَلزَمِ

دونَكَ اليابانَ في نَهضَتِها

فَاِحتَذيها في بِناءِ المُحكَمِ

وَاِمتَثِلها إِنَّها شَرقِيَّةٌ

بَلَغَت بِالصُنعِ هامَ الأَنجُمُ

إِنَّما الطَربوشُ أَسمى كُمَّةً

فَاِبدأ الآنَ بِأَسمى الكُمَمِ

وَاِدأَبِ الدَهرَ وَكُن مُعتَصِماً

بِالتَأَنّي لا تَمِل لِلسَأَمِ

نافِسِ الأَعجَمَ في مَصنوعِهِ

وَاِستَبِق بِالحُسنِ صُنعَ الأَعجَمِ

حُثَّ لِلإِتقانِ دَوماً هِمَّةً

وَاِحتَذِر كَيدَ العَدوِّ الأَرقَمِ

وَتَقَدَّم بِاِحتِراسٍ لا تَكُن

ناسِياً إِصرَ اِنزِلاجِ القَدَمِ

وَاِعرِضِ المَصنوعَ بِالراحِ هُنا

في فَمِ الأَسواقِ أَو في المَوسِمِ

وَاِفهَمِ الماضي لِأَجدادٍ هُمُ

فَخرُ أَجيالٍ بِرَغمِ الأَرغَمِ

وَاِحتَفِظ بِالذِكرِ لا تَنسَ الأُلى

عَلَّموا الدُنيا نَسيجَ الشِيَمِ

عَلَّموها كَيفَ تَبني مَجدَها

فَوقَ أَرضٍ أَو بِمَتنِ المِرزَمِ

يَومَ كانَ الكَهفُ يَبدو مَسكَناً

وَلَبوسُ القَومِ جِلدُ البَهَمِ

يَومَ كانوا في ظَلامٍ حالِكٍ

وَمَراحُ الكُلِّ خيسُ العُصُمِ

قَد نَسونا أَنَّنا قُدوَتُهُم

فَأَذاقونا مَريرَ العَلقَمِ

لَيسَتِ الدُنيا كَما كانَت تُرى

لَيسَ فيها ذاكِرٌ لِلقِدَمِ

لَيسَ فيها قائِلٌ كانَ أَبي

كُلُّ قَولٍ صائِرٌ لِلعدَمِ

إِنَّما الناسُ بَنو العَصرِ الَّذي

فيهِ يُملي السَيفُ وَحيَ القَلمِ

مَصنَعٌ إِن لَم يَصُنهُ مِدفَعٌ

في جوارٍ مَعْ مَطارِ المُعلَمِ

فَهوَ رَهنُ الدَهرِ في تَصريفِهِ

صانَهُ المَقدورُ أَو عَنهُ عَمي

لَكِنِ الأَعجَزُ مَن قَد يَنثَني

فَكُنِ الأَلبَقَ وَاِعزِم وَاِحزِمِ

واعتقد أن الإلهَ شأنُهُ

خفضُ من يغمِطُ حقَّ الأممِ

وَتَدَبَّر يا أَخي في خَلقِهِ

فَهوَ بِالمِرصادِ لِلمُستَعظِمِ

سالِبُ القُدرَةِ أَسمى لَقَبٍ

إِنَّها تَسلِبُهُ أَقوى كَمي

فَاِرتَقِب إِن أُمَّة قَد عَظُمَت

وَتَناسَت دينَها تُلتَهَمِ

جاءَ يَأجوجٌ إِلَينا وافِداً

فَجَرى كَالسُلِّ في مَجرى الدَمِ

أَلَّفوا في كُلِّ مَنحىً شِركَةً

تَسلِبُ المِصرِيَّ أَغلى النِعَمِ

كُلَّما رُمنا الحَياةَ قِسمَةً

نَهَبوا قوتَ المُقِّلِ المُعدِمِ

يا شَبابَ النيلِ لَستُم وَكلاً

أَنتُمُ الحُذّاقُ عِندَ المُبهَمِ

ادعموا بِالمالِ مَشروعاتِكُم

فَرُؤوسُ المالِ رَأسُ المُدعِمِ

ساهِموا في كُلِّ أَمرٍ نافِعٍ

وَاِستَقِلّوا في شِراءِ الأَسهُمِ

وَاِمنَعوهُ شِركَةَ الرَأيِ فَقَد

تُفسِدُ الشِركَةُ رَأيَ الأَعلَمِ

فَيَدِرُّ الرِبحُ مِنكُم وَلَكُم

وَيَعيشُ الأَهلُ عَيشَ المُنعَمِ

وَيَدورُ القِرشُ فيها بَينَنا

وَبِهِ نُبرِمُ ما لَم يُبرَمِ

فَرُبوعُ النيلِ تَسمو بِكُمُ

وَإِلَيكُم في نَجاحٍ تَنتَمي

فَاِرفَعوا فَوقَ الرُبى أَعلامَها

ثُمَّ حَيّوا خَفَقاتِ العَلَمِ

إِنَّما مِصرُ بِكُم قَد أَزهَرَت

وَأَذاها دونَهُ سَفكُ دَمي

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا سليل المجد يا ذا الهمم

قصيدة يا سليل المجد يا ذا الهمم لـ حماد علي الباصوني وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن حماد علي الباصوني

حماد علي الباصوني

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي