يا سماء تزهى على الكائنات

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا سماء تزهى على الكائنات لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة يا سماء تزهى على الكائنات لـ أحمد تقي الدين

يا سماءً تُزهى على الكائناتِ

خفّفي العُجبَ في سَنى النيِّراتِ

إنما الشمس أُضرمتْ في حشاها

فأَذابتْ في قلبها الجامدات

وسرى البدر في الدجى كرقيبٍ

يتخطّى الأبراجَ والسافرات

فتبدتْ زُهرُ النجوم حَيارى

كظباء تَهيمُ في الفَلَوات

وعيوني ترمي شِراكَ جفوني

فتصيدُ الدموعَ من زفراتي

فانتضيتُ اليراع من غِمد فكري

لأَصوغَ النجومَ في أَبياتي

فترآتْ في أُفقها كعقود

لنحور الحسان منظومات

أيها الحسن كم سلبتَ قلوباً

وجيوباً فجُرتَ مثل البغاة

أَمِنَ العدلِ أن تسودَ ونشقى

وتَرانا لديكَ مثلَ العُفاة

لا وربِّ الجمالِ نحن سَواءٌ

فلنثلّم جفونَك القاتلات

ثم أَرقى مِنطاد فكري إلى با

ريسَ أَمْ المدائن الزاهراتِ

فالمساواةُ فالإخاءُ فحريةُ

قولٍ دوافع البينات

كلُّ هذا ليتَهُ في بلادي

لأَراها بالعزِّ بعد الممات

ثم أَرقى منطاد فكري إلى اليا

بانِ مأوى أُسْدِ الفلا والبُزاةِ

دولةٌ لا تُداالُ بالسيف قسراً

وهي في الشرق صخرة بالثباتِ

عشقتْ جندَها الظبي واستعاضت

عن جمال الظّبا بلمع القَناة

جددتْ بالحسام للشرق مجداً

كان من قبلها بسيف العُداة

ليرى الغربُ أن فينا حياةً

ونفوساً ليست بقيد الممات

ولنا همةٌ إذا ما استفقنا

من كَرانا تُزعزع الراسيات

ثم أرقى منطاد فكري إلى

مصرٍ ديارِ العلوم والمكرماتِ

حيث سال النُّضار والنيل

فياضٌ بماء القرائح السائلات

وصريرُ الأقلام يشبه في

الطرس صليلَ الظبي بهام الكُماة

ومدادُ اليراعِ يحكي شذاه

نُقط المِسك في خدود المَهاة

كل امرىءٍ لمصرَ يحفظ شوقاً

ويزجي لنيلها الراحلات

في ضياء الهلال يسري

إلى أهرامها قاطفاً من الثمرات

ثم آتي لبنانَ مجلى عروس

الشرق بين العرائس الفاتناتِ

حيث حاك الربيعُ فيه بساطاً

من حرير يُزري بغزل البنات

وكسته يدُ الطبيعةِ بُرداً

نمنمته بالزَّهر أيدي النبات

ورنا العصرُ نحوه بابتهاجٍ

بين حُسنِ الوِهاد والراسيات

ثم ناداه كي يهبَّ من الغفلة

والجهلُ سابلُ الظُّلُمات

لا حياةٌ لمن تنادي وكلّ

راقدُ الطرف غارقٌ في سُبات

في ربيع الزمان نحن وكلُّ

في خريف الفَلاح والخيرات

ليس يَحْلَى زهرُ الربيعِ إذا لم

تَكنِ النفسُ في ربيعِ الحياة

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا سماء تزهى على الكائنات

قصيدة يا سماء تزهى على الكائنات لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي