يا شاعرين تساقيا الشعرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا شاعرين تساقيا الشعرا لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة يا شاعرين تساقيا الشعرا لـ أحمد الكاشف

يا شاعرينِ تساقيا الشعرا

وتهاديا الآراء والفكْرا

وتجادلا في الخمر واختلفا

في شربها أم تركها أحرى

هذا يحسنها فقام بها

يغري وذاك يقدم العذرا

صيرتما القراء حائرة

أفهامهم لم يملكوا صبرا

وتساءلوا والشك يغلبهم

النهى نتبعه أمِ الأمرا

حتى إذا اختلفت طرائقهم

بعثوا إلي بكتبهم تَتْرى

ماذا ترى فاحكم لتهدينا

فلأنت فينا الحاذق الأدرى

الخمر تمتحن الطباع بها

فتبين منها الحلو والمرّا

تزداد أخلاق الأغر بها

لطفاً وتخزي الجاهل الغرا

تُشقي وتُسعدُ فهي مشبهةٌ

في حكمها السلطان والدهرا

ما كل مشغوف بها بطل

يعصي الهوى ويغالب السكرا

هذا يبيع لها هدايته

ويبيح ذاك البيض والصفرا

ويصون هذا عن غوائلها

شرف المقام وعرضه الحرا

يا ناهياً عنها غدرتَ بها

ما كان مثلك يعرف الغدرا

أنسيتَ ليلتنا وقد سدلت

بالرمل هندٌ دوننا السترا

والشوق يجذبنا ويدفعنا

وقلوبنا بيمينه أسرى

حتى استعنّا بالرحيق على

ليل أخاف ظلامُه الفجرا

فاستنهضتنا نشوة أخذت

بين الجوارح تضرم الجمرا

وقد استهنا عند ذاك بأن

نرد الحتوف ونركب الوعرا

هجنا بلا سيف نذود به

عنا الوشاة ونأمن الشرا

فتعرض الحراس واحتدموا

لما رأونا نطرق الخدرا

ماذا جرى هل أرهبوا أحداً

منا فأدبر منهمُ ذعرا

صحنا بهم فتفرقوا جزعاً

وتخيلونا عسكراً مَجْرا

بتنا نطوف بقصرها شغفاً

نصف الغرام ونشتكي الهجرا

حتى أطلَّت وهي قائلة

من في الدياجي ينشد الشعرا

نحن اللذان ملكتِ رقَّهما

بيد الجمالِ فقاسيا الضرّا

نحن اللذان جعلت دمعهما

يجري على خديهما نهرا

فترفقت بعد الجفاء بنا

لما رأتنا نعلن السرا

ومشت إلينا في ترنحها

تسبي الغزال وتخجل البدرا

واستقبلتنا وهي باسمة

تلقي السلام نخالُهُ سحرا

بتنا كما يهوى العفاف فلم

نطع المدام ونرتكب وزرا

لم نجن غير حديثها ثمراً

يروى ويشفى المهجة الحرى

واستحكمت بين القلوب عرى

للحب يبقى عهدها العمرا

ولبثتَ مفتتناً بها كلفاً

ونظمتَ في أوصافها الدرا

وملكتَ مجداً بالبيان زكا

بين البرية ذكره نشرا

لم تبتَ عن بنت الكروم أما

أهدت إليك الرتبة الكبرى

لولا رياضتُها لعقلك ما

سُمِّيتَ ربَّ الشعر والشعرى

فَاجْلُ الكؤوس وعاود السكرا

ما دام عودك ناعماً نضرا

إني لأشربها وإن جمعوا

فيها العيوب وأكثروا الزجرا

ويسرني أني اتهمت بها

لا زلت متهماً بها مغرى

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا شاعرين تساقيا الشعرا

قصيدة يا شاعرين تساقيا الشعرا لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها أربعون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي