يا صاحب القصر الذي شاده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا صاحب القصر الذي شاده لـ مصطفى لطفي المنفلوطي

اقتباس من قصيدة يا صاحب القصر الذي شاده لـ مصطفى لطفي المنفلوطي

يا صاحبَ القصرِ الذي شادَهُ

فاستنفد المذخورَ من وُجدِه

أقمته كالطودِ في هَضبةٍ

تَردُّ عادي الدهرِ عن قَصدِه

أزرتَهُ الأَبراجَ في جَوِّها

فانتظمَ الأنجمَ في عِقدِهِ

أطلعتَ فيه كَوكباً دانِياً

أغنى عن الشاسِع في بُعده

قَلَّصتَ ظلَّ اللَّيلِ عنه وَمَا

رعيتَ حقَّ اللَهِ في مَدّه

أنشأتَ روضاً زاهراً حَولَهُ

يُعطِّرُ الكونَ شَذا رَندِه

ورُحتَ بالرتبةِ في صَدرِهِ

تُدِلُّ دَلَّ المَلكِ في جُندِه

كأَنَّما الرُتبةُ كلُّ الذي

يُنِيلهُ الكوكبُ مِن سَعدِهِ

هَب أنَّه اللوفَر في حسنه

أو قصر يوكنهامَ في جده

وهبكَ روكفيلر تحوى الذي

يُضلِّلُ الحاسبَ في عَدِّه

فالمالُ إن أجهده ربه

فالفقرُ والعُدمُ مدى جَهدِه

والمالُ كالطائِر إن هومت

حُراسه طار إلى فنده

والمجدُ للمالِ وكلُّ الذي

تراهُ من مَجدٍ فَمِن مَجدِه

هذا شِهابٌ ساطِعٌ مُشرِقٌ

والليلةُ الليلاءُ من بَعدِه

بنيتَ للبنك فأغنيته

بجدك المبذول عن جَده

بنيت ما لو قدروا قدره

لقيل هذا الميتُ في لَحدهِ

وأدتَ فيه الأمل المرتجى

حيا ولم تأس على وأدِه

أغمدت فيه صارماً طالما

تثلم الدهرُ على حده

واريت فيه ولداً ليته

قضى قرير العينِ في مهدِه

وليته ما شبَّ في زُخرِفٍ

يبكي يد الدهرِ على رَغده

فليسَ من يأسى على مطلبٍ

ناءٍ كمن يأسى على فقدِه

غدرت بالبيت الذي بثك ال

وُدَّ فلم تُبقِ على وُدِّه

هدمته والمجد ظلٌ لَهُ

فما بَقاءُ الظلِ من بَعدِه

قد كنتَ مِن كُوخِكَ في نِعمةٍ

تُذيبُ قَلب الدهرِ من حِقدِه

وكانَ يَنتابُكَ مُستَرفِداً

مِن بِتَّ مُحتاجاً إلى رِفده

فاليوم لا القصرُ كما تَرتجى

منه ولا الكوخُ على عَهدِه

واليومَ رَبُّ القصرِ يُذرِي دَماً

مِن جَفنِهِ آناً ومِن كِبدِه

يَدعو إليه الموتَ مِن بَعدِ مَا

نَالت يَدُ الأيامِ مِن أَيدِه

واسوَدَّ ذاكَ الجونُ من جِلده

وابيضَ ذاك الجَونُ من فَودِه

هل يعلمُ الشرقيّ أَنَّ الردَى

سِرٌّ بصدر الدهرِ لم يُبده

وأنه يفجؤنا بالأَسى

يوماً خروجَ السيف مِن غمدِه

وأَنَّ هذا الدهرَ في هَزله

يَغُرُّ بالكاذِبِ من وَعدِه

فهزلُه أَنفذُ مِن جَدِّه

ورَهوُه أَسرَعُ مِن وَخده

ويحٌ لمصرٍ ولأَبنائِها

مما يَريغُ الدهرُ مِن كيدِه

نعيشُ بالهمِّ ونرضى به

عيشاً ونقضى العمرَ في نقده

كشَارِب الكَأسِ يُرَى عابِساً

مِنه ولا يَقوى على رَدِّه

فإِن لَمحنا بارقاً خاطفا

لا نسمعُ القاصفَ من رَعدِه

نُسرِعُ خوضَ البحر في جَزرِه

وجزرُهُ يُنبئ عَن مَدِّه

والكلُّ ظمآنُ يُرَى صادِراً

وما قضى الإِربةَ من وِردهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا صاحب القصر الذي شاده

قصيدة يا صاحب القصر الذي شاده لـ مصطفى لطفي المنفلوطي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن مصطفى لطفي المنفلوطي

مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي. نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، ولد في منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف، تعلم في الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف مع محمد عبده مطلعها: قدوم ولكن لا أقول سعيد وعود ولكن لا أقول حميد وابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة المؤيد من المقالات الأسبوعية تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف سنة 1909 ووزارة الحقانية 1910 وسكرتارية الجمعية التشريعية 1913 وأخيراً في سكرتارية مجالس النواب، واستمر إلى أن توفي. له من الكتب (النظرات - ط) ، و (في سبيل التاج-ط) ، و (العبرات-ط) ، و (مختارات المنفلوطي-ط) الجزء الأول، وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها وإنما كان بعض العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الإنشائي، وينشرها باسمه.[١]

تعريف مصطفى لطفي المنفلوطي في ويكيبيديا

مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن حسن لطفي أديب وشاعر مصري نابغ في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته، له شعر جيد فيه رقة، قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ، وصياغة عربية في غاية الروعة. لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بأصحابه الذين كانوا يترجمون له الروايات ومن ثم يقوم هو بصياغتها وصقلها في قالب أدبي. يعتبر كتاباه النظرات والعبرات من أبلغ ما كتب في العصر الحديث.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي