يا عاذرا لامرئ قد هام في الحضر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا عاذرا لامرئ قد هام في الحضر لـ عبد القادر الجزائري

اقتباس من قصيدة يا عاذرا لامرئ قد هام في الحضر لـ عبد القادر الجزائري

يا عاذراً لامرئٍ قد هام في الحضر

وعاذلاً لمحبّ البدو والقفر

لا تذممنّ بيوتاً خفّ محملها

وتمدحنّ بيوت الطين والحجر

لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني

لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر

أو كنتَ أصبحت في الصحراء مرتقياً

بساط رملٍ به الحصباء كالدرر

أو جلتَ في روضةٍ قد راق منظرها

بكل لونٍ جميل شيّق عطر

تستنشقنّ نسيماً طاب منتشقاً

يزيد في الروح لم يمرر على قذَر

أو كنت في صبح ليل هاج هاتنه

علوت في مرقبٍ أو جلت بالنظر

رأيت في كلّ وجهٍ من بسائطها

سرباً من الوحش يرعى أطيب الشجر

فيا لها وقفة لم تبق من حزن

في قلب مضنى ولا كدّا لذي ضجر

نباكرُ الصيد أحيانا فنبغته

فالصيد منّا مدى الأوقات في ذعر

فكم ظلمنا ظليما في نعامته

وإن يكن طائراً في الجو كالصقر

يوم الرحيل إذا شدّت هوادجنا

شقائق عمّها مزنٌ من المطر

فيها العذارى وفيها قد جعلن كوىً

مرقعاتٍ بأحداقٍ من الحور

تمشي الحداة لها من خلفها زجلٌ

أشهى من الناي والسنطير والوتر

ونحن فوقَ جياد الخيل نركضها

شليلها زينة الأكفال والخصر

نطارد الوحش والغزلان نلحقها

على البعاد وما تنجو من الضمر

نروح للحيّ ليلا بعدما نزلوا

منازلاً ما بها لطخٌ من الوضر

ترابها المسك بل أنقى وجاد بها

صوب الغمائم بالآصال والبكر

نلقى الخيام وقد صفّت بها فغدت

مثل السماء زهت بالأنجم الزهر

قال الألى قد مضوا قولا يصدّقه

نقلٌ وعقلٌ وما للحق من غير

الحسن يظهر في بيتين رونقه

بيتٌ من الشعرِ أو بيتٌ من الشعَر

أنعامنا إن أتت عند العشيّ تخل

أصواتها كدويّ الرعد بالسحر

سفائن البرّ بل أنجى لراكبها

سفائن البحر كم فيها من الخطر

لنا المهارى وما للريم سرعتها

بها وبالخيل نلنا كل مفتخر

فخيلنا دائما للحرب مسرجةٌ

من استغاث بنا بشّره بالظفر

نحن الملوك فلا تعدل بنا أحداً

وأيّ عيشٍ لمن قد بات في خفر

لا نحمل الضيم ممن جار نتركه

وأرضه وجيمع العزّ في السفر

وإن أساء علينا الجار عشرته

نبين عنه بلا ضرٍّ ولا ضرَر

نبيت نار القرى تبدو لطارقتنا

فيها المداواة من جوع ومن خصر

عدوّنا ما له ملجا ولا وزرٌ

وعندنا عاديات السبق والظفر

شرابها من حليبٍ ما يخالطه

ماء وليس حليب النوق كالبقر

أموال أعدائنا في كلّ آونة

نقضي بقسمتها بالعدل والقدر

ما في البداوة من عيب تذمّ به

إلّا المروءة والإحسان بالبدرِ

وصحّة الجسم فيها غير خافيةٍ

والعيب والداء مقصورٌ على الحضَر

من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى

فنحن أطول خلق اللَه في العمر

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا عاذرا لامرئ قد هام في الحضر

قصيدة يا عاذرا لامرئ قد هام في الحضر لـ عبد القادر الجزائري وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن عبد القادر الجزائري

عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري. أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين. وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و (ديوان شعره-ط) و (المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.[١]

تعريف عبد القادر الجزائري في ويكيبيديا

الأمير عبد القادر بن محي الدين المعروف بـ عبد القادر الجزائري ولد في قرية القيطنة قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 1808 الموافق لـ 15 رجب 1223 هـ هو قائد سياسي وعسكري مجاهد عرف بمحاربته للاحتلال الفرنسي للجزائر قاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عاما أثناء بدايات غزو فرنسا للجزائر، يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي، نفي إلى دمشق حيث تفرغ للتصوف والفلسفة والكتابة والشعر وتوفي فيها يوم 26 مايو 1883.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي