يا لأيام قطعنا في حمى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا لأيام قطعنا في حمى لـ سليم عنحوري

اقتباس من قصيدة يا لأيام قطعنا في حمى لـ سليم عنحوري

يا لأَيامٍ قطعنا في حِمى

فاتنٍ والدهرُ غافٍ يرقدُ

بين لهوٍ ونعيم وصفا

وحديثٍ كاللآلي تُنضدُ

منطقٌ عَذبٌ كلامٌ لينٌ

لهجةٌ تحلو غناءٌ أغرَدُ

تفتن الالباب ظرفاً غادةٌ

مذ تجلَّت للبرايا تعبَدُ

اينَ منها الروض حسناً والسما

بهجةً بالنور اين الفرقدُ

هي تمثال لُجينٍ صدرهُ

كُرتا عاجٍ عليهِ العسجدُ

عنبريُّ الخال عطريُّ للمى

قَدُّهُ الكافور غصنٌ أملد

بجبينٍ عاهليٍّ ابيضٍ

عمَّهُ بالفَرعِ تاجٌ اسودُ

ليس بدعاً انني بعت النهى

فبها باعتهُ قبلي الخرَّد

تستطيرُ العقلَ مني طرباً

وعجيبٌ كونهُ لا يفقدُ

وجهها مِرآة هذا الكون فيه

معاني الحسن طرَّا توجدُ

يبعث الارواحَ من اجدثها

منهُ عكس الشمس يشفى الارمدُ

والذكا يرشق من احداقها

شُهُباً تصلى بهنَّ الاكبدُ

كم ليالٍ جمعتنا والسهى

غيرةً صاغٍ الينا يشهدُ

اذ تناجي صبَّها مخمورةً

بالهوى والصبُّ وجداً يسجدُ

لائماً من حيرةٍ اقدامها

وبها منهُ المقيمُ المُعدُ

تنحني نحو الثرى تنهضهُ

فيعمُّ الخدَّ لثمٌ يُحمَدُ

فاذ لامسهُ معصمها

كَهَربت انفاسهُ منها اليدُ

فيصوغ اللثمُ حالاً دملجاً

رَصَّعَتهُ ادمعٌ لو تجمد

تتلظى لوعةً احشاؤه

كأتونٍ نارهُ لا تخمدُ

وهيَ يعلو وجهها الزاهي سنى

شفقٍ جَمرٌ بماءٍ يُوقدُ

ثمَّ تبدي أنَّةً تفسيرها

فلنكن مجموعةً لا تُفردُ

تتمنى وَهوَ وَجداً آدَمٌ

وهيَ حوَّ عدنهِ لو تخلدُ

يجذب الاثنين للوصل الهوى

وعفافُ النفسِ صاحٍ يرصدُ

فهما في القرب والبُعدِ على

لهفٍ شوقهما لا ينفد

غادر الرَوحين روحاً واحداً

انما الاجسام قد تبتعدُ

يا ملاكاً في غرامي حارسي

لك عندي منَّةٌ لا تُجحدُ

أنتِ يا عفَّة نفسي عصمتي

حيث لا يُعصم إلا الجلدُ

ليتَ اهل الأرض تغدو عصبةً

لعهودٍ بالخنا لا تُعقد

هل ترى أعذَب او اطيب من

عيش حبٍّ حرُّه لا يبردُ

أو ترى اشرف في شرع الحجى

من غرامٍ عن حرامٍ يبعدُ

يصعدُ الوجدُ بهم مجداً الى

الفلك الاعلى فيسمو المصعدُ

فهناكَ العيش صافٍ وِردهُ

كيف هذا الحبُّ فينا يُسعدُ

فالهوى العذريُّ فردوسٌ بهِ

يجتني الرَغدَ اللبيب الارشدُ

يتلهَّى الناس باللَّذات عن

غِرَّةٍ والعُمر مرٌّ انكدُ

وبنو الاخلاص اباءُ الوفا

بنعيمٍ فيهِ ينمو السؤددُ

مُنجدٌ حبُّ الغواني للعلى

للعلى حبُّ الغواني مُنجدُ

سلَّمٌ يرقى بهِ ربُّ النهى

لمقامِ هوَ فيهِ السيّدُ

مَربعٌ سامٍ وفخرٌ ثابتٌ

مَرتَعٌ نامٍ ومَجدٌ سَرمَدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا لأيام قطعنا في حمى

قصيدة يا لأيام قطعنا في حمى لـ سليم عنحوري وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن سليم عنحوري

سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. أديب، من الشعراء، من أعضاء المجمع العلمي العربي، مولده ووفاته في دمشق، تقلد بعض الوظائف في صباه. وزار مصر سنة 1878م، فتعرف إلى السيد جمال الدين الأفغاني واتصل بالخديوى إسماعيل، وأنشأ مطبعة "الاتحاد" وصحيفة "مرآة الشرق" ولم يلبث أن أقفلهما، وعاد إلى دمشق، فتولى أعمالاً كتابية، وأكثر من مطالعة كتب "الحقوق" واحترف المحاماة حوالي سنة 1890 ثم كان يقضي فصل الشتاء من أكثر الأعوام في القاهرة، فأصدر فيها مجلة "الشتاء" وكان كثير النظم، قليل النوم، أخبرني بدمشق (سنة 1912) أنه منذ ثلاثين عاماً لم ينم أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، تتناوب بناته السهر معه، يخدمنه ويكتبن ما يملي من نظم وغيره. له: (كنز الناظم ومصباح الهائم-ط) الجزء الأول منه، و (آية العصر-ط) نظم، ومثله (الجوهر الفرد-ط) ، و (سحر هاروت-ط) ، و (بدائع ماروت-ط) ، وله (كتاب الجن عند غير العرب-ط) ، و (حديقة السوسن) نشرها في مجلتي الضياء والشتاء.[١]

تعريف سليم عنحوري في ويكيبيديا

سليم عَنْحُوري (1272 - 1352 هـ / 1856 - 1933 م) هو أديب سوري. هو سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. ولد في دمشق، وطوّف بين جهات من بلاد الشام، ومصر، والأناضول، والآستانة، وتوفي في دمشق.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. سليم عنحوري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي