يا لسهل بيد الحذق استدار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا لسهل بيد الحذق استدار لـ سليم عنحوري

اقتباس من قصيدة يا لسهل بيد الحذق استدار لـ سليم عنحوري

يا لسهلٍ بيد الحذق استدَار

اكسَبت اطرافُهُ الدَوحَ اخضرار

مذ بدت شمسُ المسا ترمقهُ

عينها الحمراءُ ولَّت باصفرار

كيف لا تهجرهُ أُم الضياء

وهي غَضبَى نالها فرطُ الحياء

كيف لا ينظرها الرآي وقد

ادركَ الحقَّ بعين الازدراء

وقويمُ الطَبعِ قد عَلَّمَهُ

انَّ كل الفضلِ في نبذ الرياء

وهي لا تفخر الا بالسنا

وهو يحوي جلَّ اسبابِ الفخار

فارقتهُ الشمسُ لكن زارَهُ

الفُ شمسٍ قد توازت نسقَين

لَعَلَعت من ضمن بلوَّرٍ صفا

ألسُناً تبدي شعاعاً من لُجين

اشرَفَ البدرُ عليها دهشةً

ليراها وهو قد اغمض عين

يا لهُ من اعورٍ لما بدا

عاد ليلُ السهلِ بالنُور نهار

حُشدت فيهِ جموعٌ جمَّةٌ

كلَّ يومٍ من بنين وبنات

زُمَرٌ من كلّ اجيال الورى

فيهم الازياءُ طُراً واللغات

مشهدٌ ما ان ترى مثلاً لهُ

في عكاظ العُرب او في عَرَفات

ماج بالخلق كبحرٍ مزبدٍ

فيه تبدو الابل كالسفن الكبار

كم وكم من نعش ميتٍ قابلتهُ

عروسٌ بين شدوٍ وطَرَب

هي تمضي للاماني والمنى

وهو يمضي ليوارَى في الترَب

وقبيحٍ يتصبَّى غادةً

هي منهُ بين لَهوٍ ولَعِب

وبليدٍ همُّهُ التحشيش قد

ضيَّع العقل فغنَّى خنفشار

مركباتٌ بسموطٍ الكهربا

اياتٌ رائحاتٌ في حشاه

حاملاتٌ كلَّ ريمٍ فاتنٍ

راج نحوَ الوَجدِ يعدو من رآه

ما رأت عيني نساء التركِ من

شرفات القطر الا صحتُ آه

هي حُورٌ قد ثوت في غرفٍ

وسط عَدنٍ انما دونَ قرار

قد تلونا الكتب لكن لم نجِد

غُرَفَا تجري سراعاً كالوميض

تنقل الحُور الى روض الفرج

وسط سهلٍ هو كالروض الاريض

طالَ منهنَّ قوامٌ وشعو

رٌ لرمي الناس في هّمٍ عَرِيض

لا وربي ليس في الوحي كذا

ضلَّ هذا العقلُ في الامر وحار

شيَّدُوا فيه لأسلاك الحديد

حمًى يصفعُ بالهَول الهَرم

تنطحُ الجوزاءَ منهُ رايةٌ

عُلّق المصباحُ فيها كالعَلم

بين ركنَيه تبدَّت ساعةٌ

سوف تحصي كلَّ أعمارِ الامم

ولسان الحال منها مُعرِبٌ

عن مواقيتٍ لتسيير البُخار

سارت الأَرتالُ كالريح تطير

حوَت ضدَّين ماءً وسعير

تنهب الارضينَ سَيراً مُعجزاً

بين نَوحٍ وأَنينٍ وزفير

ليس بدعاً ان تراها أعولَت

حينما تبدأ من مِصرَ المسير

كم وكم ركبها من عاشقٍ

فارق الأحبابَ رغماً لاضطرار

حَلَّ في البوسفور منهم ذوهوًى

أثَّرَت فيهِ تباريح الجوى

عن بلادِ الشام أمسى راحلاً

يَدَفَعُ السُقمَ بتغييرِ الهوا

زاد في الفسطاط وجداً وضنًى

اذ رآه قد حوَى ما قد حوى

عادَ من حيثُ اتى مستعجلاً

قائلاً في نفسهِ اينَ الفرار

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا لسهل بيد الحذق استدار

قصيدة يا لسهل بيد الحذق استدار لـ سليم عنحوري وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن سليم عنحوري

سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. أديب، من الشعراء، من أعضاء المجمع العلمي العربي، مولده ووفاته في دمشق، تقلد بعض الوظائف في صباه. وزار مصر سنة 1878م، فتعرف إلى السيد جمال الدين الأفغاني واتصل بالخديوى إسماعيل، وأنشأ مطبعة "الاتحاد" وصحيفة "مرآة الشرق" ولم يلبث أن أقفلهما، وعاد إلى دمشق، فتولى أعمالاً كتابية، وأكثر من مطالعة كتب "الحقوق" واحترف المحاماة حوالي سنة 1890 ثم كان يقضي فصل الشتاء من أكثر الأعوام في القاهرة، فأصدر فيها مجلة "الشتاء" وكان كثير النظم، قليل النوم، أخبرني بدمشق (سنة 1912) أنه منذ ثلاثين عاماً لم ينم أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، تتناوب بناته السهر معه، يخدمنه ويكتبن ما يملي من نظم وغيره. له: (كنز الناظم ومصباح الهائم-ط) الجزء الأول منه، و (آية العصر-ط) نظم، ومثله (الجوهر الفرد-ط) ، و (سحر هاروت-ط) ، و (بدائع ماروت-ط) ، وله (كتاب الجن عند غير العرب-ط) ، و (حديقة السوسن) نشرها في مجلتي الضياء والشتاء.[١]

تعريف سليم عنحوري في ويكيبيديا

سليم عَنْحُوري (1272 - 1352 هـ / 1856 - 1933 م) هو أديب سوري. هو سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. ولد في دمشق، وطوّف بين جهات من بلاد الشام، ومصر، والأناضول، والآستانة، وتوفي في دمشق.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. سليم عنحوري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي