يا ليت سجنك لم يكن بمقدر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا ليت سجنك لم يكن بمقدر لـ أحمد نسيم

اقتباس من قصيدة يا ليت سجنك لم يكن بمقدر لـ أحمد نسيم

يا ليتَ سجنكَ لم يكن بمقدَّر

فاصبر على المقدور ستة أشهر

قد جلَّ رزءُ الشعر حتى خلتُه

بعض الرثاء وأنت لما تقبر

لولا احترام الحاكمين وحكمهم

لجعلته مثل الشواظ الأحمر

أقصَرتَ في ما قلتَ حتى لم تَسَل

أمقصرا أم كنتَ غير مقصر

وتركت أقيال الدفاع فلم تعن

بالمِدرَه المشهور أو بالأشهَرِ

يكفيك عطفُ العالمين ووجدهم

من أكبرٍ يطأ الثَّرى أو أصغر

حتى لقد ماد البقيع ويثرب

وتزلزت أرض الصفا والمشعر

التاعَ قلبُ محمد لمحمد

رب المحامد والعلا والمفخر

إني نظرتك في اتهامك واقفاً

فظننتُ أنك واقف في المِنبر

لتقول شعبي أو بلادي إنني

لِهَواكُما بين اللَّظى المتَسَعِّر

ولقد رأيتك جالساً مستبسلا

خلف الشِّباك جلوس من لم يُذعرَ

فرأيتُ في هذا الشباك مَعانياً

فهي العرينُ وأنتَ أجرأ قَسوَر

ولقد لمحتك ماشياً في ثُلَّةٍ

تعتز بينهم بقدر أوفر

فسألت هل هذا المسور خالد

أم جوهر يختال بين العسكر

أفريدُ يا ابنَ الأكرمينَ تحيةً

من شاعر بسوى الأسى لم يشعر

في مصر قوم ناوأوك بشرِّهم

فاردد مكايدَهم إليهم وانحر

ذكروك في حب البلاد وأهلها

ما قيمةُ الإنسان إن لم يُذكر

لو كنتَ ممن تاجروا بضميرهم

للعبتَ لعباً بالنضار الأصفر

أو كنتَ ممن يطلبون مراتباً

لشأوت في العلياء نجم المشتري

وسبقت أجرام السماء وفُتَّها

من مظلم في ذاته أو نيِّر

أمحمدٌ كن في النوائب ضَيغماً

مستجمعاً للطارئ المتنمر

إن بتَّ أنت من الفوادح جازعاً

ما فضل مفتول الذراع غضنفر

أشرق لعلك بين سجنك مشرقا

تهدي سبيل الطارق المتنور

فالشعب بعدك بات ينتجع العُلا

وغدا مُناهُ ورود هذا الكوثر

أنعم بسؤددك العظيم ومرحبا

بك من كريم الأصل زاكي العنصُر

أعزِز علينا يا ابن أحمد حالةٌ

جاءت بعيش بالهموم مكدر

فكأنه بدرٌ يحجب نورَه

ظلماتُ غيم في السماء كَنَهوَر

أو دُرّةٍ مكنونة في زاخر

أو دمعة مخبوءة في محجر

أو زهرة فيحاء خيف ذبولُها

وضياع نفحتها إذا لم تستر

أو ناظر غمضت عليه جفونه

حذرا عليه من القذى والعثير

أو أنت سر الكائنات محجب

أو بعض مكنون القضاء المضمر

أمحمد ما أنت أولُ مبتَلىً

بالفادحات من الزمان الأكدر

إني عهدتك خير من يسدى الورى

رأياً وخير مفكر ومدبِّر

فاشهر لدى الأهوال عزماً صادقاً

فلربَّ عزمٍ كالحُسام الأبتر

ما الناس إلا اثنان ذاك ميسِّرٌ

للصالحات وذاك غير ميسر

جل الإله فقد أرانا علمه

من كل شيء في الوجود مسخر

بانت مراحمه بأكمل رونق

وبدت مآثره بأكمل مظهر

لولا الفؤاد وما أصاب دفينه

ما كنتُ عن ذكراك بالمتأخر

لولا مراس الداء صغت قصيدة

أربت على شعر الأديب المكثر

عفواً رئيسَ المخلصين فإنني

ما رمت إلَّا جل عفوك فاغفر

قد جئتُ أزجي في القريض خريدة

قد بات يحسدني عليها البحتري

عطرية فيحاء طوراً عن شذا

وَرَدٍ وطوراً عن أريح العنبر

فيها معان صاغها لك مبدع

جم البيان خياله لم يحصر

فاخلع عليها من خلالك نفحة

حتى تضوع بنفح مسك أذفر

لي فيك ملء الخافقين لآلئ

زهر تبيع بها الرواة وتشترى

فعليك مني ما حييت تحية

وسلام كسرى في الملوك وقيصر

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا ليت سجنك لم يكن بمقدر

قصيدة يا ليت سجنك لم يكن بمقدر لـ أحمد نسيم وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن أحمد نسيم

أحمد نسيم بن عثمان بك محمد. شاعر مصري. ولد وتعلم وتوفي بالقاهرة، كان يلقب بشاعر الحزب الوطني، في شعره جودة ورقة. وكان موظفاً في دار الكتب المصرية إلى أن توفي. له (ديوان شعر -ط) جزآن، و (وطنيات أحمد نسيم -ط) جزآن، وهو مجموع مقالات له نشرها في الصحف المصرية.[١]

تعريف أحمد نسيم في ويكيبيديا

أحمد نسيم، هو أحمد نسيم بك بن عثمان المصري القاهري، شاعر عربي مصري ولد في مدينة القاهرة عام 1878م وتوفي فيها عام 1938م. كان عضواً متحمساً في الحزب الوطني حتى أُطلق عليه: شاعر الحزب الوطني. وهناك من يفسر نقده للثورة العرابية على أنه انسلاخ عن الوطنية. لا يقل شعره رواء وحسن ديباجة عن شعر شوقي وحافظ وأحمد محرم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد نسيم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي