يا مصر فيك الشعر مات اميره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا مصر فيك الشعر مات اميره لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة يا مصر فيك الشعر مات اميره لـ جميل صدقي الزهاوي

يا مصر فيك الشعر مات اميره

وانقض يصرخ تاجه وسريره

في الصدر منه لاعج صعب على

غير الدموع ذريفة تصويره

لا يستخف بما يعالج من اسىً

الا الذي قد مات منه ضميره

يا مصر حزنك سوف يبقى لادغا

حتى يجيئ اليك منك نظيره

قد كنت يا شوقي لمصر كوكبا

يهدي بنيها للسلامة نوره

واذا تباطأ عن طلاب حقوقه

شعب فانك انت كنت تثيره

واذا تكبل لم يعز عليك في

وقت بمالك من يد تحريره

مالي اراك قد انطفأت لغير ما

سبب بليل مطبق ديجوره

واذا اراد الله امراً لم يكن

في وسع عبد عاجز تأخيره

والمرء حين يروم نقض قضائه

لا عقله كاف ولا تدبيره

للناس من شعر تركت جمال

تشدو به من بعدك الاجيال

سيقام تمثال لشخصك رائع

فيكون شعراً ذلك التمثال

بالامس كنت لعارفيك حقيقة

ملموسة واليوم انت خيال

ولانت مبق في زوالك عندهم

لك ذكريات ما لهن زوال

لو كانت الاوقات ذات ضمائر

لبكى الغدو عليك والآصال

بقيت من الاداب او شال لنا

فوددت ان لا تذهب الاوشال

ان الحياة لمشكلات كلها

اما المنون فوحده الحلال

بعد المنية وهي غير بعيدة

لا مشكل يبقى ولا اشكال

لا ويل للميت الذي انفسحت له

من كل قلب روضة محلال

الويل كل الويل للحي الذي

في نفسه قد ماتت الآمال

كثر الألى قد انبوك دفينا

والباكيات عليك والباكونا

ما كنت تسمع يوم دفنك في الثرى

الا نشيجا خانقا وانينا

اكبر بيومك انه يوم به

قد فجر الحزن العميق عيونا

يا راحلين لغير عود اننا

لا نستطيع فراقكم فخذونا

يا واردي حوض المنية قبلنا

ما اعذب الحوض الذي تردونا

سيروا خفافا ان اردتم اوقفوا

انا على آثاركم آتونا

يا بيت آمالي انهدمت وانما

قد كنت آمل ان تكون رصينا

ما كنت اعرف قدر شعرك قبلما

وفرت في تجديده التحسينا

لك في روايات نظمت فصولها

درجات فضل هن عليّونا

قد كنت تقتحم الصعاب مغامرا

حينا وتجنح للسلامة حينا

في قلب مصر وبالجزيرة ياس

كادت به تتقطع الانفاس

اهوى من الشعراء رأس شامخ

والراس فيه الفكر والاحساس

لا ويل في موت بعضو قد طحا

بل انه في ان يموت الراس

في كل شبر قد توارى فاضل

يا ويح مصر كلها ارماس

ركب الامير يجد صهوة نعشه

ودنا الرحيل ورنت الاجراس

ومشى يشيع نعشه متلهفا

من كل حزب امة اجناس

في موكب ضخم قد اشتركت معاً

فيه الملائك خشعاً والناس

وضعوا امير الشعر في ديماسه

فحنا عليه يضمه الديماس

لهفي عليه موسداً في حفرة

معزولة ما ان لها حرّاس

وعلى الذكاء فقد خبت نيرانه

اما الرماد فانه اكداس

الزهر اكبر مصرع الصيداح

فبكت عليه شقائق واقاح

في الروض للاحزان اصبح مشهداً

ما كان قبلا منه للافراح

كم اصغت الازهار فيه للحنه

في ليلة بيضاء ذات وشاح

طافت بكرمته الجميلة برهة

شعراء عن وجد بهم ملحاح

كانت علاقتهم به في ظلها

كعلاقة الاجساد بالارواح

اطلعت صبحاً من قريضك مسفراً

والصبح اعرفه من الاوضاح

قد كنت اول شاعر بثّ الهدى

للناس فيما جاء من الواح

اما يراعك فهو معزوّله

ما تم للآداب من اصلاح

يا كوكبا قد كان يمحو نوره

صدأ الدجى احسن به من ماح

لقد انطفأت وما هنالك موجب

الا نفاد الزيت في المصباح

من كل زهر قد جمعت قليلا

وجعلت منه لقبره اكليلا

اجملته في باقة خلابة

من بعد ما فصلته تفصيلا

فتظن ابيضا اشعة كوكب

وتخال احمرها دما مطلولا

كنا سيوفا للقراع ثلاثة

نحمي فكنت الثالث المفلولا

يا نفس اورى من اساك ذبالة

فاخاف ليلك ان يكون طويلا

حملوه من قصر له فخم الا

ملحودة ما اعظم المحمولا

ولقد شجت خلف الضعائن نسوة

يملأن اجواز الفضاء عويلا

يا دافن السيف المذّرب انني

لأراك عما جئته مسؤولا

ماذا ليوم الروع عنه اعتضته

لما غمدت الصارم المصقولا

لا والذي اعطى القليل شجاعة

ما كنت خوارا ولا اجفيلا

ما الروض بعد البلبل المترنم

للناظرين اليه بالمتبسم

فكأنما نسرينه وشقيقه

وخزامه وعراره في مأتم

ان الحياة وغى وليس بظافر

في خوضها غير الكمى المعلم

اني لقد طاشت سهامي كلها

فرميت قوسي من يدى واسهمي

الموت ينظرني ويبسم كاشرا

عن نابه كالمارد المتهكم

واذا نظرت الى القبور وجدتها

كفلول جيش في العراء مخيم

راسل ذويها لو اجابوا سائلا

واجعل مدادك يا يراعي من دمى

سلهم أهم في سلوة من عيشهم

ام انهم في ضجرة المتبرم

اسعد بارواح نجون من الردى

فطلعن في عرض السماء كانجم

علمت نواميس الحياة جميعها

اما الحياة فانها لم تعلم

قد سرت بين نواظر ودموع

تجتاز ينبوعا الى ينبوع

كانت احايين الفراق شديدة

واشد منها ساعة التوديع

والشعب خلف النعش يمشي صامتا

في رعشة تنتابه وخشوع

فيد على عين له ذرافةذ

ويد على قلب له مصدوع

اما الكلام فكان همسا كله

لا شيء فيهم منه بالمسموع

من كان منهم قد تأخر خطوه

سبقته ادمعه الى التشييع

سيظل قلبي في الجوانح مزعجي

حتى تسيل مع الركاب دموعي

رجع الألى قد شيعوه كلهم

الا دموع الثاكل المفجوع

لم ادر ساعة لي نعاه نعيه

ماذا اصاب القلب تحت ضلوعي

القلب يأمر يا عيوني بالبكى

من بعد كل عشية فاطيعي

ابكي بليل حف بالظلمات

مستعبراً والليل للعبرات

ابكي اذا استذكرت شعرك مجهشا

بعد الهدوء ووقفة الحركات

ابكي حياتك آسفا لذهابها

قبلي وابكي من بقاء حياتي

قد سار قبلك حافظ فتبعته

وبقيت وحدي اليوم للنكبات

يا صاحبي قفا قليلا انني

عما قريب فانظراني آت

ان مت تحزن في العراق احبتي

حينا وتفرح في العراق عداتي

واود لو راموا انتقادي ميتا

ان لا يكون من العداة قضاتي

لم يبق من جيل تقضى عهده

الا بقايا اعظم نخرات

يا قبر شوقي انني من ادمعي

مهد اليك قصائداً عطرات

من ذا يسد على الرياض انيقة

عند الصباح منافذ النسمات

خرت لعزة شعرك الشعراء

فكأنهم ارض وانت سماء

ما كنت الا كوكبا متوقدا

قد خر منحدراً له ضوضاء

كنا نرى ما كان ضوءك فاعلا

فلننتظر ماتفعل الظلماء

من بعد در كنت تنظم عقده

برزت تريد لتلمع الحصباء

لفظ جميل فيه معنى رائع

هو في المعاني وحده العذراء

اليوم باق للقريض بحوضه

ماء واخشى ان يجف الماء

ولقد خفيت على ظهورك مدة

عن اعيني ومن الظهور خفاء

جلل مصابك انه اهتزت له

اعلام مصر وماجت الدأماء

عجلت في الترحال يا شوقي وقد

بقيت هنالك لم تقل اشياء

قالوا سينغ عبقري مثله

قلنا بلى لو انجب الآباء

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا مصر فيك الشعر مات اميره

قصيدة يا مصر فيك الشعر مات اميره لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها مائة.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي