يا ملك الشرق عمدة الدول
أبيات قصيدة يا ملك الشرق عمدة الدول لـ بديع الزمان الهمذاني

يا ملك الشرق عمدة الدولِ
ويا علا المكرمات لا الحيل
يا أسد الملك لا الغياض ويا
سيف السنا والسناء لا الخِلل
ويا سحاب العقيان لا بلل ال
قطر عُقاب الملوك لا الحجل
أصبح منك الزمان في وجل
ومن نداك الغمام في خجل
طلعت للناس مبتدا أمل
وللمعادين منتهى أجل
بنت لك المكرمات منزلة
أسس أركانها على زحل
فامدد إلى الشعريينِ منك يداً
مخلوقة للعطاء والقبل
إذا هَمَت راحتاك يوم ندى
فالغيم والبحر نطفتا وشل
وإن طمَى عسكراك يوم ردى
فالسيل والليل واردا فشل
يا من يرى الحرب منتحى قنص
والضرب والطعن مجتنى عسل
رسمت لي أن أجرّ في صفة ال
سيف وأسمائه مدى الطول
فانكدر النجم دون ظنك بي
وانتقل الفرض دون أمرك لي
ومن سمت في العلا همته
يخطب ما خطبت من قبلي
لا جرم اجتبت كل مخترق
فيه وادّخلت كل مدّخَل
وشِمتَ دون السيوف سيف فمي
وقلت لا ذا عمى ولا شلل
فسفت بالقلب أين أنت وبال
صدر تشمّر وبالطبع حَيَّهَلِ
له أسامٍ شتى فأشهرَها ال
سيف فقد سار سائر المثل
والسيف من لفظه السُّواف قدِ اش
تق ففيه الرداء للرجل
والصارم النافذ الشَبا الْجُرا
ز المقاطع الحد غير منتصل
والمنصل السيف واستفيد له ال
نعت من النصل أو من النصل
والمِقضب الكاسر الشَّبا وكذا ال
مِفصل معناه هاشم البطل
والمفصل السيف وهو من فَ
صَل العظم إذا قده على عجل
والمقضب الفاصل العظام كما ال
قَضّاب يفري مفاصل الجمل
والمقصل السيف لا يصان عن ال
أشجار فهو البطيء في العمل
وفي السيوف الكهام هو الذي
يفتك لكن بالقرع والبصل
وفي السيوف المِجذ والجد معن
نىً سواء في الرعب والوجل
وقد يقال المهز وهو الذي
يهتز كالغصن ساعة العمل
وهو مِقَدّ إن خاض في مفرق ال
رأس مِقطّ لها من الكفل
ثم القَساسي وهو منتسب
إلى قساسٍ مدينة العمل
والمشرفيّ انتَمى إلى حِلل
قالوا من الريف عذبة الحلل
والأبرص السيف لا سواد به
كأنه شعلة من الشعل
والأبيض السيف راع منظره
كأنه من سناك في حلل
والْمُرهَفُ السيف رق جانبه
حتى كأني أعرته غَزَلي
والمِبعج السيف واللسان له
رأس طويل كهامة الأسل
والباضع السيف من بَضَعْت يدَ ال
خصم بضعت غارب الجمل
وبعض أسمائه الْمُبَضِّعُ وه
و القاطع العظمَ عند مقتتل
وقد يسمونه المطبّق وهو
و الضارب العظم ساعةَ الوَهَل
والباتر السيف وهو من بتر ال
عمر إذا نادت الكماة هلِ
والمهر سيف بمتنه ربد
والقضب ما لم يقف على فلل
وبعض أسمائه المذكر وه
و إن رمتَ علمَه فسل
تلك سيوف شفارها ذكر
من عمل الجزيرة النمل
والباهر السيف نور منظره
يبهر نور العيون والمقل
والمخذَم السيف إن خذمت مدى ال
عمر وأفنيت مدة الْمَهل
شرح ومعاني كلمات قصيدة يا ملك الشرق عمدة الدول
قصيدة يا ملك الشرق عمدة الدول لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.
عن بديع الزمان الهمذاني
أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]
تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا
أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ بديع الزمان الهمذاني - ويكيبيديا