يا من أناجيه فينطق قائلا
أبيات قصيدة يا من أناجيه فينطق قائلا لـ السلطان الخطاب

يا من أُناجِيه فينطق قائِلاً
بي لي وإِنِّي لَلنَّطوقُ القائِلُ
وإِذا سأَلْتُ أَجابني عن حاجتي
منّي فأَفْهَمُ والمُجِيبُ السائِلُ
مُتَجلِّياً لي بي فعَقْلي عالِمٌ
بسناءِ نِحْلَتِهِ وفكري جائلُ
لا أَدَّعى الإِدراك لكنْ لُحْن لي
منِّي علىَّ شواهِد ودلائِل
فلِصُورِتي منها لها في ذاتها
عَقْلٌ ومعقولٌ يُعَدُّ وعاقِلُ
رَدّا لِطامِحِها إِليها ما لَها
إِلا بها في الفِكْر فِكْرٌ جائِلُ
حُجِبَتْ بها عن أَنْ ينال سِوى الذي
حُجبَت به من ذاتِها المُتَناوِلُ
ما إِنْ يُحَصِّلُ صورةً يبْقَى بها
بالوهْم إِلا وَهْيَ ذاك الحاصِلُ
كالماءِ يُقْبضُ بالأَكُفِّ وإِنَّما
ضُمَّتْ إِلى راحاتِهنّ أَنامِلُ
هو أَصدق الأَمثال مضروباً لها
مَثَلاً يُقابِلُهُ بذاك مُقابِلُ
هذا على أَنَّ الكثافة قد حَوَتْ
جِنْسَ الكِلَيْن فذا لذاك مُشاكِلُ
ما القول فيما ليس يجمعها به
جِنْسٌ يُشابِهُها به ويُماثِلُ
هي غاية الغَرَض الذي يرقى لها
مُتَطاوِلاً من ذاته المُتَطاوِلُ
فإذا جَرَى وَصْفٌ أَوِ اسْمٌ مطلقٌ
باللَّفْظ فَهْوَ بها إِليه مُواصِلُ
طَلَبَتْ فكانت ذاتُها مطلوبَها
لا ما تَوَهَّمَهُ الغبي الغافِلُ
لا تستطيع تَصَوُّراً إِلا بها
منه ومُدْرَكُها سِواها باطِلُ
فإِذا ارْتَقَتْ عنها بوَهْمٍ أُرْجِعَتْ
والعَجْزُ أَغْلالٌ لها وسَلاسِلُ
محصورةً فيها بها منها لها
حُجُبٌ ومُحْتَجَبٌ لديها ماثِلُ
فَلَها بها منها إِذا تسمو إلى
إِدراك غيب الغيب شُغْلٌ شاغِلُ
نُورٌ مُنِيرٌ حين يلحظ ذاتَها
من ذاتها في ذاتها مُتَواصِلُ
حتَّى إِذا إِدراكَ مُبْدِعِها رَجَتْ
رَجَعَتْ ونَيِّرُها ظَلامٌ شاملُ
أَنا ذلك العبد الذي سَلَفَتْ له
فَرَطاتُ زَلاَّتٍ سَبَقْنَ أَوائِلُ
قد جِئْتُ مُنْقاداً إِليك وليس لي
في العَفْوِ إِلا أولياك وَسائِلُ
فَانْظُرْ إلىَّ بَعْينِ رحمتك التي
أَنا منك يا مولايَ راجٍ آمِلُ
أَدْعُوك والدَّاعيِك بي مِنِّي الذي
أَلْهَمْت ما هو عنه ساهٍ ذاهِلُ
وأَرَيْتَهُ القصد الذي هو قاصِدٌ
منه إِليه وعن سِواه عادِلُ
فَهَّمْتَهُ منه بما عَلَّمتَهُ
منه ومُعْطيه العَطاءَ القابِلُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة يا من أناجيه فينطق قائلا
قصيدة يا من أناجيه فينطق قائلا لـ السلطان الخطاب وعدد أبياتها سبعة و عشرون.
عن السلطان الخطاب
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري. أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه: دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر، واختلف مع أخيه الأكبر (أحمد) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب