يا من سطا سيفها الماضي على كبدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا من سطا سيفها الماضي على كبدي لـ اسماعيل صبري

اقتباس من قصيدة يا من سطا سيفها الماضي على كبدي لـ اسماعيل صبري

يا من سَطا سَيفها الماضي على كَبدي

ما من خلاقي أن أشكُو إلى أحَدِ

أعارَكِ السِّحرُ ما أُوليهِ من رَهَبٍ

وضَمَّك الحُسنُ ضَمَّ الرُّوحِ للجَسَدِ

يا دُرةً سَحَرَت عيني محاسِنُها

وضاعَ من ولهي في حبِّها رَشَدِي

أتذكرين الليالي السالفاتِ لنا

وليلةً لستُ أنساها إلى الأبَدِ

مَرَّت كطيفِ منامٍ كَم صَبَوتُ إلى

دَوَامِهِ غَيرَ أنَّ الدهرَ لم يُرِدِ

شَرِبتُ فيها كؤوسَ الحُبِّ صافيةً

ونلتُ غايةَ آمالي يداً بيدِ

فَنَّانُ وَجهِكَ هَنَّتني محاسِنُهُ

وحُلوُ ثَغرِكِ عنِّي غيرُ مُبتَعَدِ

ملأتُ عينيَّ بالحُسنِ البديعِ وقد

أسلمتُ لله أمري في مصير غدي

خلوتُ رغمَ العُيونِ الراصداتِ لنا

وبت لا عذلا أخشاه من أحَدِ

تَهمُّ نفسيَ فيما فيهِ لذَّتها

لا شكَّ فيه رضاُ الواحدِ الصَّمَدِ

طهارةُ الحُبِّ تسمو بالنُّفوسِ إلى

عوالِمِ الرُّوح بين الشَّمسِ وَالأسَدِ

أهدى الجمالُ إلى عينيكِ بَهجَتَهُ

وأودَعَ الجفنَ ما أوهى بهِ جَلَدي

وزاد حُسنَكِ نورُ البَدرِ حينَ بدا

فأشعل النارَ في قلبي وفي كبدي

تبسَّمَ الوردُ في خدَّيكِ فانتعشت

أزاهرُ الرَّوضِ في أثوابها الجُدُدِ

وكان طيفُ المُنَى بالبِشرِ مُبتَسِماً

ترنو إليه نجومُ اللَّيلِ من صَعَدِ

تناثر الدُّرُّ واجتازت غواليه

حصنَ العقيقينِ عن صَفَّينِ من بَرَدِ

دارت أحاديثُ شَوقٍ بيننا فَسَرَت

كأنها نغماتُ الطائرِ الغَرِدِ

سِحرٌ تَمَلَّكَ قلبي فانشغلتُ بهِ

عن ألسُنِ العَذلِ أو عَن أعيُنِ الحَسَدِ

سِرٌّ سَرى في دمائي فانصَرَفت به

عن عالمِ الأرضِ أو عن مطمعِ الجَسَدِ

عيناكِ قد كاشَفَت قلبي بغايتِها

وَوِردُكِ العذبُ لم يبخل بريِّ صَدى

ناجَيتُ حتَّى لمحتُ اللَّحظَ حنَّ إلى

نجواي فيه حينَ الحُلمِ والرَّشَدِ

نجوى يُسعِّرُها ما بيننا غَزَلٌ

لو أردنا سوى هذينِ لم نجدِ

ما كنتُ أعلمُ أنَّ الحُبَّ يفتك بي

ما بين مُنسَجِمٍ مِنِّى ومُتقَّدِ

حنينُ قلبكِ للشكوى أباح دمي

وَرَوعةُ المَوتِ أدنى من فمٍ ليدِ

يشكو الفؤادُ على آثارها لَهَفاً

حتَّى يناديه صوتٌ قف ولا تزِدِ

يقول القلب إنَّ الحبَّ أشرَفُهُ

ما جَرَّدَ النَّفسَ من طُهرِ عن الرَّغَدِ

صَوتٌ هو الطُّهرُ في نورِ العفافِ بدا

والطُّهرُ خَيرُ صفاتِ النَّفسِ والجَسَدِ

سلامةُ النَّفسِ من رجسٍ يُدَنِّسُها

كنزٌ يدوم لمن وفّى إلى الأبَدِ

واللَّهوُ كالشهدِ حلوٌ في مذاقتِهِ

وأيُّ سُمٍّ ثَوَى في ذلكَ الشَّهَدِ

أرى بوجهكِ بَدراً جلَّ صانِعُه

لو حَلَّ بالأُفقِ لَم يُظلِم علَى أحَدِ

أقصَيتُ نفسيَ عن وِردٍ ظمئتُ بهِ

حِيناً وكم حاربتني النّفسُ من كَمَدِ

وإن نأيتُ بجسمي عن جناكِ فَقَد

تركتُ عندكِ قلباً غيرَ مُبتَعِدِ

وَشَت دموعي بحُبٍّ كنتُ أكتُمُهُ

وكلما رُمتُ إخفاءَ الهوى تَزِد

ما أعجبَ الحُبَّ يدعوني إلى تلفي

فأرتضي لوعةً قد مَزَّقَت كَبِدِي

يا ربَّةَ الحُسنِ كوني للوَفا مثلاً

فالقلبُ آمالهُ دَوماً لقاءُ غَدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا من سطا سيفها الماضي على كبدي

قصيدة يا من سطا سيفها الماضي على كبدي لـ اسماعيل صبري وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن اسماعيل صبري

إسماعيل صبري باشا. من شعراء الطبقة الأولى في العصر الحديث، امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه، وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية، تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسا، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظاً للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة، كان كثيراً ما يمزق قصائده صائحاً: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر، وأبى وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيساً للوزارة؛ فقال: لن أكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .[١]

تعريف اسماعيل صبري في ويكيبيديا

إسماعيل صبري باشا (1270 هـ - 1341 هـ / 16 فبراير 1854 - 21 مارس 1923)، أحد شعراء الإحياء والبعث في تاريخ الشعر العربي الحديث، ويُلقب بشيخ الشعراء.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. اسماعيل صبري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي