يا نفس صبرا وإلا فاهلكي جزعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا نفس صبرا وإلا فاهلكي جزعا لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة يا نفس صبرا وإلا فاهلكي جزعا لـ بديع الزمان الهمذاني

يا نفس صبراً وإلا فاهلكي جزعاً

وقلَّ أن تتشظي في الهوى قِطعا

أفضت دمعاً ولو أنصفتِ فضت دماً

ولو عدلتِ لفاضت مقلتاي معاً

وَيْبَ الليالي لقد ألفيتها غدراً

ويل الأماني لقد لاقيتها خدعا

للهدم ما شيد الباني وللرد ما

سعى المجدّ وللتفريق ما جمعا

دعا الزمان ولا لَبَّيه حين دعا

وإن أجبت ولا سَعْدَيْه حين سعى

ولا كرامة بالبرد التي طرأت

ولا مسرة بالنجم الذي طلعا

أيعلم الليل ما أهدى الصباح لنا

من النكير أيدري الدهر ما صنعا

أيعلم الناعيان استكَّ سمعهما

بأيّ داهية أسماعنا قرعا

وفيم لم تعم عين الدهر إذ لحظت

وكيف لم يخرس الناعي غداة نعى

خطب ترفَّع عن شق الجيوب له

وقد شققنا له الأضلاع لو نفعا

خطب أفاض ولا أهلاً بخلعته

على الملوك لباس الثكل مدَّرَعا

يا بؤس مقْدَمها من نكبة طرقت

وشؤم مُصْبحه من حادث وقعا

لا غرو إن فضتُ تأساءً وتعزية

بما أفيض ولا كفرانَ إن أدَعا

فإن نطقت فإن الوجد أنطقني

وإن سكت فعظم الرزء ما صنعا

يا من به يُقتدى في كل صالحة

وينتحى في المعاني راية تبعا

أفضى أخوك لما أفضى النبي له

وصنوه أفلا ترضاه متبعا

قد شرف اللّه مثواه وعرّفه

ونال من درج الجنات مفترعا

إن تحمد اللّه شكراً عند نعمته

فراقب اللّه صبراً عند ما رجعا

أو كنت تعلم أن العالمين غدوا

فيما مُنيتَ به من حادث شرعا

فالصبر أجمل إلا أن يكون أسى

يرده فإذَنْ لا تأتلي جزعا

شر ألم فلم تملكك نكبته

على الإله فبشر منه ما دفعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا نفس صبرا وإلا فاهلكي جزعا

قصيدة يا نفس صبرا وإلا فاهلكي جزعا لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها واحد و عشرون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي