يحكى لنا في سالف الأزمان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يحكى لنا في سالف الأزمان لـ صالح السويسي القيرواني

اقتباس من قصيدة يحكى لنا في سالف الأزمان لـ صالح السويسي القيرواني

يُحكى لَنا في سالف الأَزمانِ

عَن حال سُلطانٍ عَظيمِ الشانِ

ذُو صَولةٍ في مُلكِهِ وَبَأسِ

وَقَد سَرى اِستبداده في الناسِ

يَبدي اِحتِقاراً لِلضَعيف العاني

وَالظُلم طَبعٌ في بَني الإِنسانِ

وَلَم يَزَل ظُلمُ المَليك فاشي

مُؤيداً مِن سائرِ الحَواشي

وَكُلّ مَن يُبدي لَهُ النَصيحةْ

جَزاؤهُ عَن نَصحهِ الذَبيحةْ

قَد يَزدَري مِن سُنة الأَكوانِ

وَلَيسَ يَخشى سَطوَةَ الدَيانِ

فَفَكَّرَ المَغرورُ ذات يَومِ

إِن يَجمَعَنَّ أَنصارهُ في الظُلمِ

فَاِجتَمعوا في مَنزلٍ رفيعِ

وَاِعتَصِموا في حِصنهِ المَنيعِ

فَقَبَّلوا الأَرضَ إِمام الظالمِ

وَعَظَمُّوهُ كَالإِلهِ الحاكمِ

قالوا جَميعاً كُلَنا عَبيدُ

فَامرْ بِما تَشاءُ أَو تُريدُ

هَل تَبتَغي إِن نَنسِفَ الأَطوادا

وَنَملُك الأَمصارَ وَالبِلادا

فَالجُندُ تَواقفوا بِالبابِ

وَالبَحر بِالأسطول في إِعجابِ

وَهَذِهِ خَزائنُ الأَموالِ

بِالأَصفرِ الرَنان في كَمالِ

فَقالَ إِني الآنَ قَد دَعَوتَكُم

في مَنزِلي مِن بَعدِ ما اِختَبَرتَكُمْ

إِني أَرى تَمزيقَ كُلِّ العُلماء

وَصبغ هَذي الأَرضِ مِن لَونِ الدما

لِأَنَّهُم قَد شَدَدوا النَكيرا

عَن فعل سُلطانٍ غَدا كَبيرا

فَصارَ كُلّ الشَعبِ في هَياجِ

وَجلّهُ لِلسَيف في اِحتِياجِ

مَهما أَخَذنا قِطعةً غَنيمة

في الأَرض قالوا فعلة ذَميمة

وَينسُبون فِعلَنا لِلحيفِ

وَيَطلُبونَ الرفق بِالضَعيفِ

قُوموا امروا الجُند بِقَتل الكُلِّ

وَاِسقوا جَميع الشَعبِ كأسَ الذُلِّ

فَاِمتَثل الكُلُّ لِأَمر الآمرِ

وَهَكَذا أَعوانُ كُل جايرِ

وَقالوا سَمعاً أَيُّها السُلطانُ

فَلَيسَ إِلا السَيفُ وَالسِنانُ

فَقالَ هَيا فَاِنَهَضوا لِلأَمرِ

وَالتَهَبَت عَيناهُ مِثل الجَمرِ

وَمِن عَظيمِ الحقد وَالحرارة

قَد قامَ فَوراً أَشعَل السيقارة

وَبَعد القى شُعلةَ الكبريتِ

في مَخدَعٍ مِن وَسَط ذاكَ البيتِ

فيهِ سِلاحِ الملِك الحَقودِ

وَمَعَهُ صَندوقٌ مِن البارودِ

فَطارَ ذاكَ القَصرُ في الفَضاءِ

وَصارَ ذاكَ الجَميعُ كَالهَباءِ

وَحاقَ بِالسُلطانِ وَالأَعوانِ

حُكم الإِلهِ القاهرِ الدَيّانِ

فَهَذِهِ عُقبى المَليكِ الظالمِ

فَاِعَتَبِروا يا أَهَل هَذا العالمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يحكى لنا في سالف الأزمان

قصيدة يحكى لنا في سالف الأزمان لـ صالح السويسي القيرواني وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن صالح السويسي القيرواني

صالح السويسي القيرواني. أديب، له شعر، مولده، ومنشؤه ووفاته بالقيروان، انتقل إلى تونس وقرأ فيها في جامع الزيتونة. وكان ظريفاً حاضر النكتة، يعد في أوائل من طرقوا الموضوعات الاجتماعية والوطنية من أدباء تونس. عاش في عصر وصف بالجمود الفكري، ولكن القيرواني تعرف على كل الطبقات الاجتماعية، وتأثر بالمصلحين، وكان يعتمد على الحجج التاريخية والعلم الذي اعتبره الركيزة الأساسية للنهضة. له كتب، طبع منها: (منجم التبر في النظم والنثر) ، و (دليل القيروان) و (جامع اليتامى) ، وغيرها. وهو واضع أول رواية في الأدب التونسي، سماها (الصفاء) ، وسراج الليل، نشرت في مجلة خير الدين بتونس.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي