يحول عنها العين ثم يعيدها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يحول عنها العين ثم يعيدها لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة يحول عنها العين ثم يعيدها لـ جميل صدقي الزهاوي

يحول عنها العين ثم يعيدُها

حذار عدى تَغلي عليه حقودُها

وَيغضي خلال النظرتين محاذراً

رقيباً لها إن لم يكده يكيدها

أَبى القلب إلا حب لَيلى وإنما

يكاد الهَوى يرديه لولا وعودها

وَما العدل إلا غادة عربية

بعيدة مهوى القرط باد نهودها

جلتها يد الأحقاب فهي جميلة

وقد قل للعشاق بالوصل جودها

بدت في برود للصبا عبقرية

وقد شف عن جسم وضيء برودها

مهفهفة الأعطاف طيبة اللمى

وإن كان مراً هجرها وصدودُها

إذا نظرت بين الجماهير نحوه

وَلَو مرة في العمر فهو سعيدها

وإن هي لم تعطف عليه بنظرة

بكت منه عين لا يرجَّى جمودها

وَباتَ كئيباً يرقب النجم طالعاً

بعين له شكرَى قَليل هجودها

وَتشخص طول الليل أَبصاره إلى

سماء نأت عنه بعيد حدودها

حوت أنجماً زُهراً يقدنَ وإنما

قواها الَّتي قد ثرن فيها وقودها

تروم صعوداً نفسه في فضائها

فيعيى عليها ثم يعيى صعودها

فتطلب منه أن يحلَّ عقالها

فذلك ينفي كربها ويفيدها

ويسهل منه للسماءِ رُقيها

وتطوي مسافات ويدنو بعيدها

ترى النفع كل النفع في الموت إنما

أَضر بها بين العداة وجودها

تَقول له لا تحرصنّ سفاهةً

عَلى عيشة قد بان عنك رغيدها

تريد بعزم أن تفارق جسمه

وتلك عليه شقة لا يريدها

تنازعه حوض المنيَّة نفسه

فتطلب ورداً عنده ويذودها

وَلَو أنه خلَّى إليه سبيلها

هناك شفاها من أوامٍ ورودها

إذا هي ماتَت مات كل همومها

وأقلع عنها نحسها وسعودها

سواء على من بات في بطن حفرة

رهين البلى بيض الليالي وسودها

سقى تربة الأوطان للعدل ديمةٌ

تخفف من إمحالها وتجودها

ربوع تَغشَّاها البلى وَمنازل

تغير بعد الظاعنين عهودها

وعهدي بها للأسد قبل مرابضا

فقل لي وأفصح أين سارت أسودها

أيزرى أيزرى في أُرومة قدرها

عداءُ لئام بالشرور تكيدها

يعز على عينيّ أَن تنظرا إلى

بلاد تسوس الناس فيها قرودها

تعيث بأهليها فتغصب حقهم

وتسلب من أَموالهم وتبيدها

يعز على عينيَّ أن تريا بها

شباباً من الأحرار صفراً خدودها

تعالج هَمّاً قدَّر اللَه أنهُ

يَجُرُّ بها نحو الردى ويقودها

إذا لجأت من همها في نهارها

إلى الليل كان الليل مِمّا يزيدها

أَسارى قصارى ما تحاول أنها

تَموت بعز أو تفك قيودها

تَقَطَّعُ من وقع الهموم قلوبُها

وتنضج من نار العذاب جلودها

إذا سئلت عما تجن من الجوى

أَضر بها إقرارها وجحودها

محاطون بالأرزاء في أرض ذلة

تهائمها منحوسة ونجودها

إذا أقلعت عنهم سحابة فتنةٍ

أظلتهمُ أخرى تدوّى رعودها

حياة لهم لم يبق ضمن جسومهم

سوى شعلة منها قريب خمودها

شرح ومعاني كلمات قصيدة يحول عنها العين ثم يعيدها

قصيدة يحول عنها العين ثم يعيدها لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي