يحييك من أرض الكنانة شاعر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يحييك من أرض الكنانة شاعر لـ حافظ ابراهيم

اقتباس من قصيدة يحييك من أرض الكنانة شاعر لـ حافظ ابراهيم

يُحَيّيكَ مِن أَرضِ الكِنانَةِ شاعِرٌ

شَغوفٌ بِقَولِ العَبقَرِيّينَ مُغرَمُ

وَيُطرِبُهِ في يَومِ ذِكراكَ أَن مَشَت

إِلَيكَ مُلوكُ القَولِ عُربٌ وَأَعجَمُ

نَظَرتَ بِعَينِ الغَيبِ في كُلِّ أُمَّةٍ

وَفي كُلِّ عَصرٍ ثُمَّ أَنشَأتَ تَحكُمُ

فَلَم تُخطِئِ المَرمى وَلا غَروَ أَن دَنَت

لَكَ الغايَةُ القُصوى فَإِنَّكَ مُلهَمُ

أَفِق ساعَةً وَاُنظُر إِلى الخَلقِ نَظرَةً

تَجِدهُم وَإِن راقَ الطِلاءُ هُمُ هُمُ

عَلى ظَهرِها مِن شَرِّ أَطماعِهِم دَمٌ

وَفَوقَ عُبابِ البَحرِ مِن صُنعِهِم دَمُ

تَفانَوا عَلى دُنيا تَغُرُّ وَباطِلٍ

يَزولُ إِلى أَن ضَجَّتِ الأَرضُ مِنهُمُ

فَلَيتَكَ تَحيا يا أَبا الشِعرِ ساعَةً

لِتَنظُرَ ما يُصمى وَيُدمى وَيُؤلِمُ

وَقائِعَ حَربٍ أَجَّجَ العِلمُ نارَها

فَكادَ بِها عَهدُ الحَضارَةِ يُختَمُ

وَتَعلَمُ أَنَّ الطَبعَ لازالَ غالِباً

سَواءَ جَهولُ القَومِ وَالمُتَعَلِّمُ

فَما بَلَغَت مِنهُ الحَضارَةُ مَأرَباً

وَلا نالَ مِنهُ العِلمُ ما كانَ يَزعُمُ

أَهَبتَ بِهَذا مِن قُرونٍ ثَلاثَةٍ

وَكُنتَ عَلى تِلكَ الطَبائِعِ تَنقِمُ

وَما هَدَمَ التَجريبُ رَأياً بَنَيتَهُ

وَلا زالَتِ الآراءُ تُبنى وَتُهدَمُ

أَلا إِنَّ ذِكرى شِكسِبيرَ بَدَت لَنا

بَشيرَ سَلامٍ ثَغرُهُ يَتَبَسَّمُ

فَلَو أَنصَفوا أَبطالَهُم لَتَهادَنوا

قَليلاً وَحَيَّوا شِعرَهُ وَتَرَنَّموا

وَلَم يُطلِقوا في يَومِ ذِكراهُ مِدفَعاً

وَلَم يُزهِقوا نَفساً وَلَم يَتَقَحَّموا

لَهُ قَلَمٌ ماضي الشَباةِ كَأَنَّما

أَقامَ بِشِقَّيهِ القَضاءُ المُحَتَّمُ

طَهورٌ إِذا ما دُنِّسَت كَفُّ كاتِبٍ

وَثَوبٌ إِذا ما قَرَّ في الطِرسِ مِرقَمُ

وَلوعٌ بِتَصويرِ الطِباعِ فَلَم يَجُز

بِعاطِفَةٍ إِلّا حَسِبناهُ يَرسُمُ

أَرانِيَ في ماكبيثَ لِلحِقدِ صورَةً

تَكادُ بِها أَحشاؤُهُ تَتَضَرَّمُ

وَمَثَّلَ في شَيلوكَ لِلبُخلِ سِحنَةً

عَلَيها غُبارُ الهونِ وَالوَجهُ أَقتَمُ

وَأَقعَدَني عَن وَصفِ هَمليتَ حُسنُها

وَفي مِثلِها تَعيا اليَراعَةُ وَالفَمُ

دَعِ السِحرَ في رُميو وَجوليتَ إِنَّما

يُحِسُّ بِما فيها الأَديبُ المُتَيَّمُ

أَتاهُم بِشِعرٍ عَبقَرِيٍّ كَأَنَّهُ

سُطورٌ مِنَ الإِنجيلِ تُتلى وَتُكرَمُ

نَدِيٍّ عَلى الأَيّامِ يَزدادُ نَضرَةً

وَيَزدادُ فيها جِدَّةً وَهوَ يَقدُمُ

يُؤَتّى إِلى قُرّائِهِ أَنَّ نَسجَهُ

لِيَومٍ وَأَنَّ الحائِكَ اليَومَ فيهِمُ

كَتِلكَ النُقوشِ الزاهِياتِ بِمَعبَدٍ

لِفِرعَونَ لا زالَت عَلى الدَهرِ تَسلَمُ

فَلَم يَدنُ مِن إِحسانِهِ مُتَأَخِّرٌ

وَلَم يَجرِ في مَيدانِهِ مُتَقَدِّمُ

أَطَلَّ عَلَيهِم مِن سَماءِ خَيالِهِ

وَحَلَّقَ حَيثُ الوَهمُ لا يَتَجَشَّمُ

وَجاءَ بِما فَوقَ الطَبيعَةِ وَقعُهُ

فَأَكبَرَ قَومٌ ما أَتاهُ وَأَعظَموا

وَقالوا تَحَدّانا بِما يُعجِزُ النُهى

فَلَسنا إِذَن آثارَهُ نَتَرَسَّمُ

وَلَم يَتَحَدَّ الناسَ لَكِنَّهُ اِمرُؤٌ

بِما كانَ في مَقدورِهِ يَتَكَلَّمُ

لَقَد جَهِلوهُ حِقبَةً ثُمَّ رَدَّهُم

إِلَيهِ الهُدى فَاِستَغفَروا وَتَرَحَّموا

كَذاكَ رِجالُ الشَرقِ لَو يُنصِفونَهُم

لَقامَ لَهُم في الشَرقِ وَالغَربِ مَوسِمُ

أَضاءَ بِهِم بَطنُ الثَرى بَعدَ مَوتِهِم

وَأَعقابُهُم عَن نورِ آياتِهِم عَموا

فَقُل لِبَني التاميزِ وَالجَمعُ حافِلٌ

بِهِ يُنثَرُ الدُرُّ الثَمينُ وَيُنظَمُ

لَئِن كانَ في ضَخمِ الأَساطيلِ فَخرُكُم

لَفَخرُكُمُ بِالشاعِرِ الفَردِ أَعظَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يحييك من أرض الكنانة شاعر

قصيدة يحييك من أرض الكنانة شاعر لـ حافظ ابراهيم وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن حافظ ابراهيم

محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم. شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن. ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً. ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً. التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل. وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة. وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.[١]

تعريف حافظ ابراهيم في ويكيبيديا

ولد الشاعر المصري محمد حافظ إبراهيم في محافظة أسيوط 24 فبراير 1872 - 21 يونيو 1932م. وكان شاعرًا ذائعَ الصيت، حاملًا للقب شاعر النيل الذي لقبه به صديقه الشاعر الكبير أحمد شوقي، وأيضا للقب شاعر الشعب.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. حافظ ابراهيم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي