يد الدهر جارحة آسيه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يد الدهر جارحة آسيه لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة يد الدهر جارحة آسيه لـ ابن حمديس

يدُ الدهرِ جارحةٌ آسيَهْ

ودنْيَاكَ مُفْنِيَةٌ فانيَهْ

وربّكَ وارثُ أربابها

وَمُحيي عظامِهمُ الباليه

رأيتُ الحِمامَ يبيدُ الأنامَ

وَلَدْغَتُهُ ما لها راقيه

وأرواحنا ثَمَرَاتٌ له

يَمُدّ إليها يداً جانيَه

وكلّ امرئٍ قد رأى سمْعُهُ

ذهاباً منَ الأمَمِ الماضيه

وعاريةٌ في الفتى روحُهُ

ولا بدّ من رَدّة العاريه

سقى اللّه قبر أبي رحمةً

فسقياهُ رائحةٌ غاديه

وسيّرَ عن جِسمه روحه

إلى الرَّوْحِ والعيشة الرّاضيه

فكم فيه من خُلُقٍ طاهرٍ

ومن همّةٍ في العُلى ساميَه

ومن كَرَمٍ في العُلى أوّل

وشمسُ النّهارِ لهُ ثانيَه

ولوْ أنّ أخلاقَهُ للزّمانِ

لكانتْ مواردُهُ صافيه

أتاني بدارِ النوَى نَعْيُهُ

فيا روعةَ السمع بالداهيه

فحمّرَ ما ابيضّ من عَبرتي

وَبَيّضَ لِمّتيَ الداجيه

بدارِ اغترابٍ كأنّ الحياةَ

لذكر الغريب بها ناسيه

فمثّلتُ في خلدي شخْصَهُ

وَقَرّبْتُ تربته القاصيه

ونُحْتُ كثكلى على ماجدٍ

ولا مُسْعِدٌ لي سوى القافيه

قديمُ تراثِ العلى سَيّدٌ

على النّجْمِ خُطّتُهُ ساميه

مضى بالرّجاحةِ من حِلمِهِ

فما سَيّرَ الهضبَةَ الراسيه

وما أنْسَ لا أنْسَ يوْم الفراق

وأسرارُ أعيننَا فاشيَه

ومَرّتْ لتوديعنَا ساعةٌ

بلؤلؤ أدْمُعِنَا حَاليَه

ولي بالوقوفِ على جمرها

وإنْضاجه قَدَمٌ حافيَه

ورحتُ إلى غربةٍ مُرّةٍ

وراحَ إلى غُرْبَةً ساجيَه

وقَدْ أوْدَعَتني آراؤهُ

نجوماً طوالعُها هاديه

سمعتُ مقالَةَ شيخي النّصيحِ

وأَرضِيَ عَنْ أرضِهِ نائيه

كأنّ بأذني لها صرخةً

أرادَ بها عُمَرٌ ساريه

مَضَى سالكاً سُبْلَ آبائهِ

وأجدادِهِ الغُرَرِ الماضيه

كرامٌ تولوا بريب المنونِ

وأبقوْا مفاخرَهُمْ باقيَه

مَضَى وهو منّي أخو حَسرَةٍ

تُمازِجُ أنفاسَهُ الرّاقيَه

تجودُ بدفع الأسى والرّدى

على خدّه عينُهُ الباكيه

وإني لذو حَزَنٍ بعده

شؤونُ الدمعِ لهُ داميَه

بكيتُ أبي حقبَةً والأسى

عليّ شَواهدُهُ باديه

وما خمدتْ لوعةٌ تلتظي

ولا جَمَدَتْ عَبرةٌ جاريه

ونفسي وإن مُدّ في عُمرِها

لما لقيَتْ نفسُه لاقيه

شرح ومعاني كلمات قصيدة يد الدهر جارحة آسيه

قصيدة يد الدهر جارحة آسيه لـ ابن حمديس وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي