يروع هجرها قلبا مروعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يروع هجرها قلبا مروعا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة يروع هجرها قلبا مروعا لـ السري الرفاء

يُرَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا

صَديعُ الشَّيْبِ يملوُّه صُدُوعا

أَرَتْها الأَبعونَ هَشيمَ رَوْضٍ

وقبلَ الأربعينَ رَأَتْ رَبيعا

هَزيعُ شَبيبَةٍ طَلَعَتْ عليه

كواكِبُه فرصَّعَتِ الهَزيعا

ألا فاعجَبْ لِما صَنَعَ الغَواني

فقد أَفسَدْنَ بالغَدْرِ الصَّنيعا

كَفَرْنَ بذلك الصَّنمِ المُفَدَّى

وكُنَّ له سُجوداً أو رُكوعا

يَرَيْنَ بُعادَه قُربَ الأماني

وضِيقَ عِناقِه العيشَ الوَسِيعا

لياليَ يُخجِلُ الرَّيحانَ ريحاً

إذا اتَّشَحَتْهُ غانيةٌ ضَجيعا

أَأَبناءَ الطَّريقِ دَعُوا طريقاً

سبقْتُ ذَوي السِّباقِ به جَميعا

فلستُ مُجاوِراً إلا جَواداً

ولستُ مُقارِعاً إلا قَريعا

أنامُ على قوارصِكُم وعندي

قوارصُ تسلُبُ المُقَلَ الهُجوعا

أَهُزُّ بها على قَوْمٍ سُيوفاً

وأجعلُها على قَوْمٍ دُروعا

إذا سارَتْ مُشنِّعَةً عليكم

فرُدُّوا ذلك الخَبَرَ الشَّنيعا

أَزَفَّاَن المُخرَّمِ إنَّ شِعْري

بحُرِّ الشِّعْرِ أحرَى أن يَشيعا

تركْتَ الدُّفَّ تَنقُرُهُ اكتساباً

ومِلْتَ عليَّ تَنفُرُني وُلوعا

إذا الشَّيخُ الخَليعُ هفَا اغترارً

تَيمَّمَ بالأذى الصِّلَّ الخَليعا

سيَذهَلُ عن فُنونِ الرَّقْصِ هَمّاً

إذا رقَّصْتُ منه حَشَاً مَرُوعا

ويَفضَحُ نابَه سَجَحاتُ نابي

إذا استُودِعْنَ سِرَّ فتىً أُذيعا

لقد خلَعَتْ بتوبتِكَ المَلاهي

ثيابَ الكِبْرِ واكتسَتِ الخُشوعا

تركْتَ بها المَعازِفَ ضائِعاتٍ

وعَزَّ على المَعازِفِ أن تَضيعا

فقد نُتِفَتْ لِحاكَ بها ولاقَت

صُنوجُكَ بعدَها خَطْباً فَظيعا

وكيفَ نَسَكْتَ بعدَ مَقالِ قَوْمٍ

إذا نَسَكَ المُخَّنثُ ماتَ جُوعا

وكنتَ إذا الزِّقاقُ رَأَتْكَ تَشدُو

بألحانِ الغَرِيضِ بَكَتْ نَجيعا

أما تشتاقُ من عَرَصاتِ غُمَّى

مَغاني الجاشريَّةِ والرُّبُوعا

فقد نَبَشَتْ شآبيبُ الغَوادي

عليهِنَّ النمارِقَ والقُطوعا

هَجَرْتَ الهُجْرَ إلا نَظْمَ شِعْرٍ

بَهَرْتَ بسِحْرِهِ السِّحْرَ البَديعا

وَعِفْتَ العارَ إلا عَيْرَ أُنْسٍ

تَخُرُّ له إذا أَدلى صَريعا

يَزورَكَ والدُّجى سِتْرٌ عليه

فيرقَعُ منكَ مأبوناً رَقيعا

أَفارسُ هل تَكونُ غداً شَفيعي

إذا أنا فيكَ عادَيْتُ الشَّفيعا

دَعَوْتَ إلى الضَّلالِ دُعاءَ غاوٍ

فلم يكنِ السَّميعُ له سَميعا

أَأَرغَبُ عن وَدادِ أبي تُرابٍ

وقد شحَنَ التَّرائبَ والضُّلوعا

وأُعْرِضُ بعدَ وَخْطِ الشَّيْبِ عنه

وقد أحببْتُه طِفْلاً رَضيعا

أَقِلُّوا قَبلَ غِشْيانِ القَوافي

بذكرِكُمُ المحافلَ والجُموعا

نصَحْتُ لكم فلا تَرِدوا المَنايا

ولا تَستَمْطِروا السَّمَّ النَّقيعا

إذا لم تَتْبَعوا أبداً رَشادي

فلستُ لغيِّكُم أبداً تَبيعا

ألا مُتَجَرِّدٌ للهِ نَدْبٌ

يُقَرِّبُ منكُمُ الحَيْنَ الشَّنيعا

فَيَخْضِبُ من دمائِكُمُ العوالي

ويَنقَعُ من صديدِكُمُ الجُزوعا

أُحاكِمُكُمْ إلى السَّبعِ المَثاني

وتلكَ الشَّمسُ أَغشَتكُمْ طُلوعا

فقَدْ حَفِظَتْ صَحائِفُهُنَّ حقّاً

ولستُ لما احتفَظْنَ به مُضِيعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة يروع هجرها قلبا مروعا

قصيدة يروع هجرها قلبا مروعا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي