يعنفني أن أطلت النحيبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يعنفني أن أطلت النحيبا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة يعنفني أن أطلت النحيبا لـ السري الرفاء

يُعنِّفُني أنْ أطَلْتُ النَّحيبَا

وأسكُبُ للبَيْنِ دمعاً سَكوبا

وَأَدْنَى المُحبِّين مِنْ نحبِه

مُحِبٌّ بكى يومَ بَيْن حَبيبا

دعا دمعَه ودعَتْ دمعَها

فبَّللَ منها ومنه الجُيوبا

فتاةٌ رمتْه بِسَهْمِ الجفونِ

ومدَّت إليه بَناناً خَضيبا

فعاينَ منهم غزالاً رَبيباً

وبَدراً مُنيراً وغُصْناً رَطيبا

وعَهْدي بها لا تُديمُ الصدودَ

ولا تتجَّنى عليَّ الذُّنوبا

لياليَ لا وَصلُنا خِلسةً

نراقبُ للخوفِ فيها الرَّقيبا

ولا برقُ لذَّاتِنا خُلَّبٌ

إذا ما دعَونا لوصلٍ قُلوبا

وكم لي وللبَيْنِ من مَوقفٍ

يُميتُ بِلَحْظِ العيونِ القُلوبا

إذا شَهَرَ اللَّحْظُ أسيافَهُ

تدرَّعْتُ للصِّبرِ بُرداً قَشيبا

كأنِّيَ في هَبْوَتَيْه ابنُ فَهْدٍ

إذا اليومُ أصبحَ يوماً عَصيبا

فَتىً يَستَقِلُّ جَزيلَ الثَّوابِ

سَماحاً لمن جاءه مُستَثيبا

ويُربي على سُنَنِ المكرُماتِ

فيُظْهِرُ فيهنَّ مجداً غَريبا

وتَلقاه مبتسماً واضحاً إذا

ما الحوادثُ أبدَتْ قُطوبا

كريمٌ إذا خابَ راجي النَّدى

حَمَتْنا مكارمُه أن نَخيبا

رأى لحظُه ما تُجِنُّ الصُّدورُ

فخِلناه يعلمُ منها الغُيوبا

بعيدٌ إذا رُمْتَ إدراكَهُ

وإن كانَ في الجُودِ سهلاً قريبا

نَمَتْهُ من الأزدِ صِيدُ المُلوكِ

وما زال يَنْمِي النَّجيب ُالنَّجيبا

سَلِمتَ سلامَةُ للمَكْرُماتِ

وما زِلْتَ تَبسُطُ باعاً رَحيبا

تَزُفُّ إليك تِجارُ المديحِ

عَذارى تَروقُكَ حُسْناً وطِيبا

فكمْ لك من سُؤدُدٍ كالعبيرِ

أصابَ من المدحِ ريحاً جَنوبا

ورأيٍ يُكشِّفُ ليلَ الخٌطوبِ

ضياءً إذا الخَطْبُ أعيا اللَّبيبا

ومُشتمِلٍ بنِجادِ الحُسامِ

يَفُلُّ شبا الحربِ بأساً مَهيبا

ملأتَ جوانِحَه رَهبةً

فأطرقَ والقلبُ يُبدي وَجيبا

كسوْتَ المكارمَ ثوبَ الشَّبابِ

وقد كُنَّ ألبِسْنَ فينا المَشيبا

ضرائبُ أبدَعْتَها في السَّماحٍ

فَلسْنا نرى لك فيها ضَريبا

تَخلَّصْتَني من يَدِ النَّائباتِ

وأحلَلْتَني منك رَبعاً خَصيبا

ومُلِّكْتَ مَدحي كما مُلِّكَتْ

بنو هاشمٍ بُرْدَها والقَضيبا

وأنَّي لواردِ بحرِ القريضِ

إذا وردَ المادحون القَليبا

ولسْتُ كمَنْ يَستردُّ المديحَ

إذا ما كساه الكريمَ المُثِيبا

يُحلِّي بمَدْحَتِه غيرَه

فيُمْسي محلّىً ويُضحي سَليبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة يعنفني أن أطلت النحيبا

قصيدة يعنفني أن أطلت النحيبا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي