يفديك كل جبان في ثياب جري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يفديك كل جبان في ثياب جري لـ الأعمى التطيلي

اقتباس من قصيدة يفديك كل جبان في ثياب جري لـ الأعمى التطيلي

يَفْديكَ كلُّ جبانٍ في ثيابِ جَرِي

نازَعْتَهُ الوِرْدَ واستأثرتَ بالصَّدَرِ

لما رأى الخُبْرَ شيئاً ليسَ يَنْكِرُهُ

أحالَ بالدينِ والدنيا على الأثر

ولِّ السُّهى ما تولَّى من تكذُّبه

إن المزيَّة عند الناس للقمر

وهيَ الشِّفارُ إذا الإقدامُ جرَّدَها

ألوتْ بما تَدَّعِيهِ العينُ للسَّهَر

والناسُ كالناسِ إلا أن تجرِّبَهُمْ

وللبصيرةِ حكمٌ ليس للبصر

كالأيْكِ مُشْتَبِهاتٌ في منابتها

وإنما يقعُ التفضيلُ بالثَّمر

ولَّى رجالٌ غضاباً حين سُدْتُهُمُ

لا ذنبَ للخيل إذ لا عُذْرَ لِلْحُمُر

واستشرفوا كلما أحرزتُ طائلةً

وللسنان مجالٌ ليسَ للإبر

طُوْلُوا وإلا فَكُفُّو من تطاولكمْ

إن المآثرَ أعوانٌ على الأثر

مَلِلْتُ حمصَ وَمَلَّتني فلو نَطَقَتْ

كما نطقتُ تَلاَحَيْنَا على قَدَر

وَسَوَّلَتْ ليَ نَفْسي أنْ أُفارِقَها

والماءُ في المزن أصْفَى منه في الغُدُر

هيهاتِ بل ربّما كان الرحيلُ غداً

كالمالِ أُحْيِي به فَقْراً من العمر

كم ساهرٍ يستطيلُ الليلَ من دَنَفٍ

لم يدرِ أن الرَّدَى آتٍ مع السحر

أمَا اشْتَفَتْ منِّيَ الأيامُ في وطني

حتى تُضَايِقَ فيما عَنَّ من وطر

ولا قَضَتْ من سوادِ العين حاجَتَها

حتى تَكُرَّ على ما كانَ في الشَّعَر

كم ليلةٍ جُبْتُ ثِنْييْ طُولها بفتىً

شتَّى المسالكِ بين النفع والضرر

حتى بدا ذنبُ السرحانِ لي وله

كأنما هو زَنْدٌ بالصَّبَاحِ يَرِي

في فتيةٍ يُنْهِبُونَ الليل عَزْمَتَهم

فليس يَطْرُقُهُمْ إلاَّ على حذر

لا يَرْحَضون دُجَاه كلما اعتكَرَتْ

إلا بمالٍ ضياعٍ أو دمٍ هَدَر

لهم همومٌ تكادُ العيسُ تعرفها

وربَّما اشتملتْ بالحادث النكر

باتت تَخَطَّى النجومَ الزُّهْرَ صاعدةً

كأنَّما تَفْتَليها عن بني زُهُر

القائلي اقْدُمي والأرضُ قد رَجَفَتْ

إلاَّ رُبىً من بقايا البيضِ والسُّمُر

والهامُ تحتَ الظُّبا والبيضُ قد حَمِيَتْ

فما تَطَايَرُ إلاَّ وهي كالشَّرر

أثناءَ كلِّ سنان عُلَّ في زَرَدٍ

كأنه جدولٌ أفْضَى إلى نَهَر

والخيلُ شُعثُ النَّواصي فوقها بُهَمٌ

حُمْسُ العزائمِ والأخلاقِ وَالمِرَر

شابت من النقع فارتاب الشباب بها

فَغُيِّرَتْ من دمِ الأبطالِ بالشَّقَر

والشَّيبُ مما أظنُّ الدهرَ صحَّفَهُ

معنىً من النّقصِ عمّاهُ عن البشر

لو يعلمُ الأفْقُ أن الشيبَ مَنْقَصةٌ

لم تَسْرِ أنجمه فيه ولم تَسِر

وليس للمرء بعد الشيبِ مُقْتَبَلٌ

نهايةُ الروضِ أن يعتمَّ بالزّهرِ

أما ترى العِرْمِسَ الوجناء كيف شَكَتْ

طولَ السّفار فلم تَعْجِزْ ولم تَخُرِ

تسري ولو أنَّ جَوْنَ الليلِ معركةٌ

من الرّدى كاشراً فيها عن الظُّفر

باتتْ تَوَجَّى وقد لانت مواطئها

كأنَّها إنّما تخطو على الإبر

من كلِّ ناجيةِ الآمال قد فَصَلَتْ

من الرّدَى فحسبناها من البُكُر

تَخشى الزمام فتثني جِيدَها فَرَقاً

كأنَهُ من تثنّي حَيَّةٍ ذكر

تجري فللماءِ ساقاً عائمٍ دَرشبِ

وللرياحِ جَنَاحا طائرٍ ذكر

قد قَسّمتْهَا يدُ التدبيرِ بينهما

على السَّواءِ فلم تَسْبَحْ ولم تطر

أمْلَلْتُها فاستبانتْ نصفَ دائرةٍ

لو كُلِّفَتْ شَأوَهَا الأَفلاك لم تَدُرِ

بهيمةٌ لو تُوَفَّى كنه شِرَّتها

لفاتتِ الخيلَ بالأَحْجَالِ والغُرَرِ

أما إيادٌ فحازتْ كلَّ مَكْرُمَةٍ

لولا مكانُ رسولِ اللهِ منْ مُضَر

وأوقدوا ونجومُ الليل قد خَمَدَتْ

في لجِّ طامٍ من الصنَّبْرِ مُعْتَكر

ألقى المراسيَ واشتدتْ غَيَاطِلُهُ

على ذُكَاء فلم تَطْلُعْ ولم تَغُرِ

وَأتْرَعَ الوَهْدَ من إزبادِ لجته

كالترس يَثْبُتُ بين القَوْسِ والوتر

فالأرض مَلساءُ لا أمْتٌ ولا عِوَجٌ

كنقطةٍ منْ سَرَابِ القاعِ لم تَمُر

أفَادني حُبُّكَ الإبداعَ مكتهلاً

وربما نَفَعَ التعليمُ في الكبر

أين ابنُ بابَكَ أو مهيارُ من مِدَحٍ

نَسَقْتُها فيك نَسْقَ الأنجم الزهر

إذا رَمَيْتُ القوافي في فرائصها

لم أرْمها مُتْلِجاً كفَّيَّ في قُتَر

أبا العلاءِ وحَسْبي أن تُصيخَ لها

إقرارَ جانٍ وإن شئتَ اعتذار بري

أنا الذي أجتني الحرمانَ من أدبي

إنّ النواظرَ قد تُؤتَى من النظر

شرح ومعاني كلمات قصيدة يفديك كل جبان في ثياب جري

قصيدة يفديك كل جبان في ثياب جري لـ الأعمى التطيلي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن الأعمى التطيلي

أحمد بن عبد الله بن هريرة القبيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون في بني الأفطس.[١]

تعريف الأعمى التطيلي في ويكيبيديا

التُطَيْلِي الأعمى أو أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي الأعمى التطيلي، وله كنيتان هما «أبو جعفر» و«أبو العباس»، هو شاعر ووشاح أندلسي عاش في عصر المرابطين، عُرف بالأعمى وبالأُعَيمى لعاهته، وبالتُّطِيْليّ نسبة إلى مسقط رأسه تُطِيلة، كما لقبه بعض مؤرخي الأدب بمعري الأندلس.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الأعمى التطيلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي