يقول أبو سفيان أودى محمد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يقول أبو سفيان أودى محمد لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة يقول أبو سفيان أودى محمد لـ أحمد محرم

يقول أبو سُفيانَ أودى مُحمدٌ

قتيلاً ويأبى الشيخُ إلا تماديا

فلما أراد الحقَّ أقبل سائلاً

فأبدى له الفاروقُ ما كان خافيا

وقال له لا يَعْلُ صوتُك إنّه

لَيسمعُه مَن جاءَ بالحقّ هاديا

كذلك ظنّ القومُ إذ طاحَ مُصعَبٌ

فراحوا سُكارى يُكثرون الدعاويا

وَريعتْ قلوبُ المؤمنين فأجفلوا

يخافون من بعد النبيِّ الدواهيا

وزُلزِلَ قومٌ آخرون فأدبروا

سِراعاً يَجرُّونَ الظُّبَى والعواليا

يقولون ما نبغي وهذا نبيُّنا

تردَّى قتيلاً ليته كان باقيا

فما أقبلوا حتّى انبرت أُمُّ أيمنٍ

وقد جاوزَ الغيظُ الحشا والتراقيا

تُدافِعُهم غضبَى وتحثو ترابها

تُعفِّر منهم أوجُهاً ونواصيا

تقول ارجعوا ما بالمدينة منزلٌ

يُبارِكُ منكم بعد ذلك ثاويا

أمِن ربّكم يا قومُ تبغون مهرباً

فيا ويحكم إذ تتَّقون الأعاديا

ألا فانصروا الدّينَ القويمَ وجاهدوا

جِهاداً يُرينا مصرعَ الشِّركِ داميا

فَمن خاف منكم أن يعودَ إلى الوغى

فذا مغزلي وليعطني السَّيفَ ماضيا

لكِ الخيرُ لو تدرينَ ما قال معتبٌ

لأرسلتِ شُؤبوباً من الدمعِ هاميا

جزى الله ما قدَّمتِ يا أمَّ أيمنٍ

من الخيرِ تقضينَ الحُقوقَ الغواليا

تَطوفينَ بالجرحَى تُواسِينَ شاكياً

يَمُجُّ دماً منهم وتسقين صاديا

سعَى بك من إيمانِك الحقِّ دائبٌ

يَفوتُ المدى الأقصى إذا جدَّ ساعيا

عَجِبتُ لمن يَرمِيك ماذا بدا له

أطاشتْ يداهُ أم رمى منك غازيا

ألم ير هنداً يرحم السَّيفُ ضعفَها

فَيَصدف عنها وافِرَ البرِّ وافيا

تَورَّعَ عنها مُؤمنٌ ليسَ دينهُ

كدينِ حُبابٍ إنّه كان غاويا

جَزاهُ بها سعدٌ إساءَة ظالمٍ

فأمسى رسولُ اللهِ جذلانُ راضيا

وإذ أنزل الله النعاس فأمسكت

جوانح لولا الله ظلت نوازيا

كذلك إيمان النُّفوسِ إذا رَسَتْ

قَواعِدُه أمستْ ثِقالاً رواسيا

يَنامُ الفتَى والموتُ يلمس جَنبَه

ويَرجِعُ عنه واهنَ الظّفرِ واهيا

يُجانِبُهُ حتّى إذا جاءَ يَومُه

فأبعدُ شيءٍ أن يُرَى منه ناجيا

فما اسطعتَ فاجعل مِن يقينك جُنَّةً

كفى بيقينِ المرءِ للمرءِ واقيا

هَوتْ من عيونِ الهاجِعينَ سَناتُها

ولاحتْ عُيونُ الحربِ حُمراً روانيا

وهبَّ أميرُ الغيلِ يدفعُ دونه

ويُولِعُ بالفتكِ اللّيوثَ الضواريا

يُزلزِلُ أبطالَ الكريهةِ مُقدماً

ويَصرعُهم في حَوْمَةِ البأسِ داميا

توالت جراحاتُ الكَتومِ فأسأَرتْ

بهم أثراً من ساطعِ الدّمِ باديا

تضِنُّ بنجواها وتكتُم صوتَها

لِيَخْفى من الأسرارِ ما ليس خافيا

تظلُّ شظاياها تَطايَرُ حوله

وللرّمْيِ ألهُوبٌ يُواليه حاميا

هو القائد الميمونُ ما خاض غمرةً

فغادرها حتَّى يَرى الحقَّ عاليا

أبا طلحةَ انْظُر كيف يرمِي وجارِهِ

قضاءً على القومِ المناكيدِ جاريا

ويا سعدُ لا ترفَقْ بقوسكَ وَارْمِها

سِهاماً أصابت من يدِ اللّهِ باريا

ودونك فاضربْ يا سهيلُ نُحورهَم

ودعني أصِفْ للنّاسِ تلك المرائيا

وعينَك فَاحْمِلْ يا قتادةُ عائذاً

بمن لا ترى مِن دونه لك شافيا

ألا ليتني أدركتُ أمَّ عمارةٍ

فألثُم منها مَوطِئَ النّعلِ جاثيا

وأشهدُ من حولِ النبيِّ بلاءَها

وأُنشِدُها في اللّهِ هذي القوافيا

وأجعلُ من وجهِي وَقاءً لوجهها

إذا ما رماها مُشرِكٌ من أماميا

ويا ليتَ أنّي قد حملتُ جِراحَها

وكنتُ لها في المأزقِ الضّنكِ فاديا

تَفِيضُ على الجرحى حناناً وتَصطلِي

من الحربِ ما لا يصطلي اللّيثُ عاديا

كذلك كان المسلمونَ وهذه

سجايا اللواتي كنَّ فيهم دراريا

إذا الحادثاتُ السّودُ عبَّ عُبابها

كَففنَ البلايا أو كشفنَ الدياجيا

مَناقِبُ للدنيا العريضةِ هِزَّةٌ

إذا ذُكِرتْ فَلْيَشدُ من كان شاديا

لها من معاني الخُلدِ كلُّ بديعةٍ

فيا ليتَ قومي يفهمون المعانيا

ووأسفي إن لم تَجِدْ من شُيوخِهم

حَفِيظاً يُلقَّاها ولم تُلْفِ واعيا

إذا ما رأيتَ الهدمَ للقومِ دَيْدَناً

فوارحمتا فيهم لِمَنْ كان بانيا

شرح ومعاني كلمات قصيدة يقول أبو سفيان أودى محمد

قصيدة يقول أبو سفيان أودى محمد لـ أحمد محرم وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي