يممت بيروت بعد الشام في سفري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يممت بيروت بعد الشام في سفري لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة يممت بيروت بعد الشام في سفري لـ جميل صدقي الزهاوي

يممت بيروت بعد الشام في سفري

أجلو بأوجه أمجادٍ بها بصري

شاهدت من أَهلها الأجواد عارفة

ما شاهدت مثلها عيناي في عمُري

قد عاملوني بما توحي سريرتهم

إني بما عاملوني جد مفتخر

وكرَّموني وما لي ما أقابلهم

سوى ثناء على تكريمهم عطِر

آباء بيروت للأبناء قد غرسوا

فذاقَ أبناءٌ بيروت من الثمَر

رأَيت أبناءها قوماً أولي هممٍ

ما في عزائمهم شيء من الخور

يا أَهل بيروت لا أَنسى حفاوتكم

إذ جئت أدلف في بيروت من كبري

يعيش شعب إذا ما كانَ مرتقياً

في ذمة العلم بعد الصارم الذكر

حيّ الرئيس به حفت غطارفة

كما تحف نجوم الليل بالقمر

حيّ النجوم وحيّ الليل يطلعها

ما زينة الليل غير الأنجم الزهر

أماثل من ذرى بيروت قد لمعوا

في جو ليل من الأحداث معتكر

إني بحملي إلى بيروت في سفري

شعراً كمستبضع تمراً إلى هجر

ما الشعر إلا شعور المرء يعرضه

على الأنام بلفظ غير ذي عكر

جم لعمري الألى للشعر قد قرضوا

وَلَيسَ من برزوا فيه سوى نفر

لَقَد تَعاطاه ناس لا ابتكار لهم

والكل قد ضربوا منه على وتر

الشعر فن إلى ذي العلم مفتقر

وَلَيسَ للشعر ذو علم بمفتقر

إن رمت تفقه معنى الشعر مكتنهاً

فاسأل عن الشعر أَهل العلم والنظر

والشعر إن لم يفد معنى يخلده

فإنما هو معدود من الهذر

ولا يجيد سوى من كان مبتكراً

وَلَيسَ كل أخي شعر بمبتكر

أَينَ الَّذي يتقصى ما يشاهده

وينظم الشعر فيه نظم مقتدر

الشعر بحر خضم لا قرار له

ما كل من غاص فيه جاء بالدرر

لا يكبر الشعر مالم تُبق روعتُه

في نفس سامعه شيئاً من الأثر

وهذه صورة للشعر أعرضها

على الَّذين يرون الشعر ذا صور

حللت في روضة كانَ الكنار بها

مغرداً فوق غصن ناعم نضر

وَكانَ يلبس أَرياشاً مزوقةً

كأَنَّه زهرة صفراء في الشجر

وَقَد رآني أدنو منه مسترقاً

ففضَّل الصمتَ فعل الخائف الحذر

نزا يطير نفوراً فوق أيكته

فقلت ريثك لا ترهب ولا تطر

الزم مكانك لا تحذر مقاربتي

فَلَيسَ مني عليك اليوم من خطر

غرد فانت إذا غردت منفجراً

فجَّرت منِّيَ دمعاً غير منفجر

أنت المثير بأنغام ترجِّعها

للشجو في الناس والأطيار والزهر

لأنت شاعر هذا الروض أجمعه

وأنت تنطق إما قلت بالغرر

إني كما أنت للأطيار قاطبة

لشاعر قد أغني الشعر للبشر

لا بد للقلب من عطف على كلمي

إلا إذا كانَ مقدوداً من الحجر

لَيسَ الَّذي سنه من فرحة ضحكت

كمن بكى من صروف الدهر والغير

الكون للمرء يستقريه مدرسة

والكون للمرء مملوء من العبر

وَلَيسَ يُيئس أَرواحاً مفكرة

شيء كحقٍّ مضاع أَو دم هدر

لَقَد تجادل ناس حول منزلتي

من خاذل مكثر ذمي ومنتصر

كانَت حياتيَ في بغداد تسعد من

لبانة كنت أَقضيها ومن وطر

وتلك أَيامي الأولى الَّتي اختلفت

مما أُقاسيه عن أَيامي الأخر

من بعد شربيَ كأس العيش صافية

قد صرت أَشربها طيناً مع الكدر

لَقَد كفرت بنعمى كنت أَملكها

وقد يغص الفتى بالبارد الخصر

لا خير في الماء يأتيني بلا تعب

وإن كفاني عناء الورد والصدر

في البحر مد وجزر يعبثان به

والمد والجزر مفعولان للقمر

إن الحياة لحرب لا انقضاء لها

وليس إلا لأهل الصبر من ظفر

لا تهربن من النار الَّتي اضطرمت

وإن رمتك فنالَت منك بالشرر

لا يكبر الناس في عصر نعيش به

من لم يجادل ولم ينفع ولم يضر

الحازمون رأوا في السعي مسعدة

فَلَم يكونوا من الأعمال في ضجر

والجاهلون قعود في مجالسهم

فلا اعتماد لهم إلا على القدر

شرح ومعاني كلمات قصيدة يممت بيروت بعد الشام في سفري

قصيدة يممت بيروت بعد الشام في سفري لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي