يمم جياد القول خير ميمم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يمم جياد القول خير ميمم لـ محمود قابادو

اقتباس من قصيدة يمم جياد القول خير ميمم لـ محمود قابادو

يمّم جيادَ القولِ خيرَ ميمّم

هَذا مجالٌ للهناءِ الأعظمِ

وَاِنشُر مِنَ التنويهِ كلّ مفوّف

وَاِجرُر منَ التأميلِ كلّ مسهّمِ

وَاِنظر محيّا الأنسِ من روضِ الرضى

بزرَ المحاسنِ لَيس بالمتثلّمِ

وَاِنشق أزاهيرَ السرورِ فإنّما

مَحيا النفوسِ بعرفها المتنسّمِ

فَالوردُ من تيه يصاعرُ خدّه

مُستبدلاً دينارهُ بالدرهمِ

وَالنرجسُ الراني الجفون مغازلٌ

للأقحوانِ المُزدهي بتبسّمِ

وَالسروُ قد هُزّت مَعاطف دلّهِ

طَرباً لشدوِ هزاره المترنّمِ

وَالدوحُ حيثُ تشبّكت عَذَباتهُ

فَالشمسُ بينَ سُطورهِ كالأنجمِ

سَحبَ النسيمُ بها بليلَ جناحهِ

سحبَ البغاثِ أسفّ تحت القشعمِ

عَطرت رياحينُ البشائِر ذيلهُ

فَغَشى عَرانينَ القلوبِ بمفعمِ

حيّاكَ مِن بردِ النسيمِ بهبّةٍ

هبّت لَها مُقل الأماني النوّمِ

حَيثُ الفواضلُ والمكارمُ واللّهى

لا يُستطار غرابُها من مجثمِ

فاِرتد هناكَ مِن الرياضِ أريضها

وَمن الغمائِم كلّ صوب مسجمِ

فَاليومَ كلّ مؤمّلٍ مِن دهرهِ

عَرفَ الطلاقةِ بعدَ طولِ تجهّمِ

إنّ الخليفةَ دامَ وارفُ ظلّه

للدينِ وَالدنيا مقيل تنعّمِ

ما زالَ حسنُ بلائهِ وغنائهِ

يُجري الفعالِ على السبيل الأقومِ

ما أَعمل التدبيرَ في مستبهمٍ

إلّا وطبّق مفصل المستبهمِ

يختصّ بالرتبِ الكرامِ ويصطفي

لِذرى المَعالي أكرماً عن أكرمِ

يَجتابُ أخلاقَ الرجالِ تفرّساً

كَالجوهرِيِّ يغوصُ لجّ الخضرمِ

قَد خصّ جيدَ كريمةٍ لوزيرهِ

بِفريدةٍ ما إن لها من توأمِ

فَاِعجَب منَ السعدينِ كيفَ تقارنا

في بيتِ عزٍّ بالجلالةِ مدعمِ

جيدٌ يُزان بِعقده ويزينهُ

ما أحسَنَ الكُفأينِ عند تنظّمِ

إن حقّ تهنئة الحريّ برتبةٍ

فَلسائرِ الرتبِ الهناء برستمِ

أَمّا إِذا ذُكرَ الكرامُ فإنّه

بَحرٌ يحدّثُ عنه كلّ مترجمِ

ما شِئتَ مِن جودٍ لوِ اِغترف الحيا

منه لسحّ الدهر غير منجّمِ

وَتُقىً تهلّل في شبابٍ أدهمٍ

فَجلا دَياجي الغيّ باِبن الأدهمِ

وَإبانةٍ ببنانهِ ولسانهِ

طَلعت بهِ شُهباً حروف المعجمِ

وَرحوبِ صدرٍ موقعُ الدنيا به

وَقع الهباءةِ مِن محيطِ العيلمِ

قَد وطّأ الإلهام منهُ للتقى

ما لا يوطّئهُ مقال معلّمِ

ما ظاهرُ الدنيا لهُ بمولّهٍ

عَن باطنِ الأخرى ولا بموهّمِ

فَتراهُ أوسعَ ما يكونُ تشاغلاً

بِالخطبِ أذكر ما يكون لمنعمِ

طَلبَ الأمورَ بربّه فتيسّرت

وَعَصى الهَوى فأطاعَ دونّ تجسّمِ

لَبسَ السيادَةَ وهو ناسجُ بُردها

وَالفخرُ لبس بقيّةٍ مِن أعظمِ

وَالقطعُ للفولاذِ ليسَ بمعتزٍ

إِن هو لَم يُطبع بصورة مخذمِ

أَرخى ذَوائبهُ الوزيرُ المصطفى

أَكرِم بذلكِ منتمى للمنتمي

ما زالَ يبعثُ للتكاملِ فضلهُ

وَالفضلُ إِن يكُ في السجيَّة ينجمُ

ويربّه ربّ الحكيم مدبّراً

إِكسيره حذوَ الطبيعة يأتمِ

لَم يعدُهُ بيت الرئاسةِ واسماً

أَعقابَ كلّ متوّج ومعمّمِ

حتّى تَقاضَته مَيادين العلى

سَبقاً فَحازَ رِهانها بمطهّمِ

فَإِذا اِحتبى فَالفضلُ ثني ردائهِ

وَإِذا سعى فالمجدُ حبل المعصمِ

يَملا النديِّ سماحةً ورجاحةً

وَفصاحةً وفكاهةً بتحشّمِ

حَسَنُ السماعِ وَإِن أفاد فَمُظهراً

علمَ اليقينِ بهيأةِ المستعلمِ

يَنبو عنِ العوراءِ لَيس لهفوةٍ

مِنهُ مساغٌ في اللّحاظ ولا الفمِ

ما نالَ قدحَ القدحِ في مستهدفٍ

أَبداً لديهِ إجالة المستقسمِ

شِيمٌ تَروم إحاطةً في وصفها

فَترومُ أسباب السماء بسلّمِ

جمعت لفردٍ بالمعلّى فائزٍ

خُلقاً وخَلقاً أحسنا في أعظمِ

ثقفٌ إِذا اِستعلى بصهوةِ سابحٍ

عايَنتَ برقاً يَستطيرُ بضيغمِ

وَإِذا لَوى وجهاً لِكشفِ ظلامةٍ

شاهَدت بدرَ التمّ ضاء بمظلمِ

مُستنطقٌ بِالحمدِ كلّ مشاهدٍ

لِكمالهِ مِن مُفصحٍ أو أعجمِ

مُستحمل من برّه ووفائهِ

ذِممَ الثنا وَالشكر أثقل مغرمِ

يَفترّ بارقُ وعدِه متألّقاً

عَن عضبِ عزمٍ في الفعال مصمّمِ

وَتسابقُ الهبّات من نفحاته

متّ الوليّ له وأمّ المعدمِ

يا أبيضَ الشيمِ الّتي أبداً على

طُررِ الليالي مثلها لم يرقمِ

شِعري يديرُ بكأس ذِكرك للنهى

راحاً بِروضٍ للثناء منمنمِ

يُثني عَليك ثَنا الحدائقِ نُمّقت

صَفحاتها بطرازِ نوء المرزمِ

اللّه يَشهدُ أنّ حبّك قَد جرى

مَجرى الحياةِ من الحريص مع الدمِ

كُفؤاً بحسنِ شمائلٍ لو أنّها

في البدرِ لم يكلف لِنيل تتمّمِ

وَمكارمٍ لولاك لَم يطرق بها

سَمعٌ ولا كحل العيان بميسمِ

فَليَهن دستورَ الوزارةِ غرسهُ

تلكَ الصنائعُ في القرار المطعمِ

فَلقَد تفتّح رَوضُها عن مزهرٍ

داني الجنى عَطر الشذا المتنسّمِ

وَلِمثله مَن ليس يخفق ظنّه

وَلمثلِ وسمكِ بغيةُ المتوسّمِ

يا أوحداً حازَ الفضائلَ ثانياً

فَضلَ العنانِ وعطفه عن مأثمِ

مَهلاً بِضمّارِ الفضائلِ برهةً

قَد بدّ شأوُك سَبقَ وصفي المسهمِ

غَلغلتُ فِكري في غِمار غطمطمٍ

أَجني اِنعكاسَ أشعّة للأنجمِ

رفقاً بِهِ يرجع إليّ وحسبهُ

وَلَقد تهدّف بالقصور لأسهمِ

وازَنتُ بينَ حُلاكمُ ونسيجه

وَهو الصنيعُ فكان دون الألزمِ

فَعَساكَ تقبلُ ما اِعتثمتُ غنيمةً

ما شبّ مَجدٌ عَن تميمةِ معظمِ

يُكفأ بِها عينُ الكمال وتكتفي

مِنها العداةُ بِغيظها المتضرّمِ

زَعمَ الحسودُ اليومَ أنّك عاتبٌ

لِيروع أَحشائي وَلَو بِتوهّمِ

باءَ الحسودُ بِما يقولُ ولا ذوى

غَرسُ الولاءِ المثمرِ المتنعّمِ

وَلَقد أَقول تفادياً عن خدعهِ

وَتمسّكاً بِولائكِ المستحكمِ

قَسَماً بما عوّدت نفسي من رضى

لَيست تكدّره دلاء اللوّمِ

وَلَطيفِ نصحٍ ضمنَ عتبٍ لو جرى

بِمدارجِ الأنفاسِ لم أتألّمِ

وَتحابُبٍ في اللّه أَضحى في الورى

لَولاكَ أغربَ مِن غرابٍ أعصمِ

ما كانَ تَأخيري لمدحكِ مريةً

في أنّكَ الأحرى بكلِّ تقدّمِ

إنّي وحظٌّ مِن مديحكِ مُربئي

عَن حظّ فَضلكَ مِن رداء المعلمِ

لَيسَت ببارقةِ التبرُّض تكتفي

هِممي فكيفَ بِأوبها عن مغنمِ

أنّى تطيقُ العينُ هجرَ سوادها

وَالروضُ هجر عهادهِ المتسجّمِ

أَم كيفَ أَجحد نعمةً أُوليتها

وَلِسانُها بالحالِ أصدق معلمِ

لا شيمَ لي شرفٌ إِذا لم أكسها

شُكراً لأيدي الدهرِ غير مكتّمِ

تَأبى المكارمُ وَالمروءةُ وَالوفا

وَشوافعُ الإحسانِ كفر المنعمِ

أَخّرتُ وسطى حانَ وقتُ أدائِها

لأَداءِ نفلٍ إن يؤخّر يحرمِ

ثِقةً بأنّ العذرَ عندك واسعٌ

وَتزاحُم الغرضين غير مسلّمِ

فَلئن هَفا أدَبي سما بقوادمٍ

مِن حسنِ عهدٍ ليس بالمتصرّمِ

أَنتَ الّذي أحمدتَ مورد همّتي

وَكَفيتني في الدهرِ كلّ تهمّمِ

كَم قَد صدعتَ بمدحتي سمع العلى

وَوسعتَ هضماً مَن أراد تهضّمي

أَجنيتَ كفّي مِن صنيعك روضةً

وَالشكرُ شادٍ في رياض الأنعمِ

هَذي مَآثِركم قَصيدٌ بيتهُ

هرمُ الدهورِ فما له من مهرمِ

رُسِمَت بِه غررُ الصنائعِ عبرةً

لِلغابرينَ وآية للمرجمِ

قد شادهُ ذو الحِكمتينِ مجلّياً

في حكمةِ اليونانِ حكمة جرهُمِ

بيتٌ بنصفيهِ الهناء مؤرّخٌ

وَبمهملِ النصفين ثمّ بمعجمِ

عِقدٌ بِأسمى جيد مجدٍ خالصٍ

عقدٌ أجلّ به الهناء لرستمِ

يا أيّها المحيي الفضائل بادياً

أَحرارها من أسرِ دهرٍ مغشمِ

المكتسي بردَ المحامد سابغاً

وَإِن اِكتسى بالجود برد ملوّمِ

مَغناكَ موفد عائٍد لعوائدٍ

أَو رائد لفرائد لم تتأمِ

لَك همّةٌ تقفُ المعالي دونَها

وَتقول هذا مبلغي فتقدّمِ

خُذها مِنَ السحرِ المحلّل نفثةً

تَنضو الوقارَ عنِ الوقور الأحلمِ

أَمضى وَأفعل في القلوبِ حديثُها

مِن سهمِ لحظٍ في حشاشة مغرمِ

لَفظٌ أنمّ من الزجاجةِ ضمنهُ

مَعنىً أرقّ من النسيم الأنعمِ

نَشرت حلاكَ بحيث أصبحَ حملها

أَسنى بضائعَ منجد أو متهمِ

فَأزِح براحِ الجودِ عن إِكرامها

حجبَ المعاذرِ عن أناة تلوّمِ

وَاِضرب لَها خدرَ الصيانَة إنّها

عذراءُ يَصبغها الحياء بعندمِ

وَاِسلم وَدم دهراً فكلّ فضيلةٍ

مَهما سلمتَ وَدمت فينا تسلمِ

تَجري إِلى الغاياتِ ليس بواسمٍ

إلّا سبيل المكرمات بمنسمِ

تَسمو بجدٍّ لا يزال عنانهُ

في كفّ جدّ بالنجاح مختّمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يمم جياد القول خير ميمم

قصيدة يمم جياد القول خير ميمم لـ محمود قابادو وعدد أبياتها مائة و خمسة.

عن محمود قابادو

محمود بن محمد قابادو أبو الثنا. نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة. برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين. ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.[١]

تعريف محمود قابادو في ويكيبيديا

محمود بن محمد قابادو (1230هـ=1815م - 3 رجب 1288هـ= 7 سبتمبر 1871م) مصلح تونسي. كان كاتبًا وباحثًا في الدراسات القرآنية، وعالمًا إسلاميًا، ومدرسًا من الطبقة الأولى في مدرسة جامع الزيتونة. عمل الشيخ محمود قابادو قاضيًا ثم مفتيًا في تونس. ولد محمود بن محمد قابادو في تونس سنة ونشأ في أسرة أندلسية الأصل لجأت إلى تونس في بداية العهد العثماني في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، ثم نزح والده إلى العاصمة تونس حيث كان يعمل في صناعة الأسلحة. تنقل لطلب العلم بين مصراتة في ليبيا وإستانبول ومكث في الأخيرة أربع سنوات عاد بعدها إلى تونس وعين مدرسا بمدرسة باردو الحربية (المكتب الحربي). كان يحبب تلاميذه للترجمة من الفرنسية. انتقل قابادو إلى جامع الزيتونة حيث عين مدرسا من الطبقة الأولى، عين قاضيا لباردو عام 1277 هـ ثم عين في منصب الإفتاء عام 1285 هـ. له ديوان شعر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمود قابادو - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي