يورقه إذا البرق استنارا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يورقه إذا البرق استنارا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة يورقه إذا البرق استنارا لـ السري الرفاء

يُورِّقُهُ إذا البرقُ استنارا

هوىً يقتادُ عَبْرتَه اقتسَارا

بَدا مِشْقاً تَرودُ العينُ فيه

فتَقرَأُ من لوامِعِه ادِّكارا

ونَمنمةً تُضئُ له وتَخبُو

كما طَيَّرْتَ عن زَندٍ شَرارا

وإيماضاً يَشُقُّ الجوَّ شَقّاً

كما اقْتَبَسَتْ إماءُ الحيِّ نارا

فرُحْتُ أُسائِلُ الرُّكبانَ عنه

بأيِّ جَنوبِ كاظمةَ استطارا

لأَذكرَني أعزَّ الناسِ جاراً

وأحلى الأرضِ في عينيَّ دَارا

وعِدْلَ الحبِّ من قومٍ تَعدَّى

عليَّ الشَّوقُ بعدَهُمُ فَجارا

وناعمةَ الصِّبا تسجُو فتشجُو

قلوباً من صبابَتِها مِرارا

أقولُ لها إذا سفرَتْ ومارَتْ

أَغُصْنُ البانِ أثمَرَ جُلَّنارا

أصابَهمُ وإن بَعُدُوا منالاً

على العُشَّاقِ أو بَعُدُوا مَزارا

نسيمُ الرِّيحِ ما راحَتْ جَنوباً

وصوبُ المُزْنِ ما ابتكرَتْ عِشارا

سأُعفي الدهرَ من تكديرِ عَذلي

فأَعذِرُهُ وإنْ خلعَ العِذارا

لَقِينا من حوادثِهِ جيوشاً

وخُضْنا من نَوائِبهِ غِمارا

فلم نُظْهِرْ له إلا قِراعاً

ولم نَلْبَسْ له إلا وَقارا

ومَنْ يكُنِ الأميرُ له مُجيراً

يكُنْ للكَوكبِ العَلويِّ جَارا

هو الجبلُ الأشمُّ حِمىً وعِزّاً

ترَفَّعْ أن تَرى جبلاً مُغارا

فرَرْتُ إليه من صَرْفِ اللَّيالي

فنكَّبَ جَورُها عني فِرارا

ولمَّا اختَرتُهُ ليَفُلَّ عني

شَباةَ الدَّهْرِ لم آلُ اختِيارا

وكانَ القُربُ منه جمالَ دنيا

ترى أيامَها حُسناً قِصارا

وعيشاً ناضرَ الأفنانِ غَضّاً

يَرِفُّ إذا اهتصرناهُ اهتِصارا

فَما بَرِحَ العِدا حتَّى أَعادوا

حلاوةَ نَشوَتي منه خُمارا

فعوَّضَني من الأُنسِ انحرافاً

وبدَّلَني من البِشْرِ ازوِرارا

فصِرْتُ أرى نهاري منه ليلاً

وكنتُ أرى به ليلي نَهارا

أَبِيتُ ومُقلتي تُذري نجيعاً

وقد أفنَت مدامعَها الغِزارا

تَرى الأشفارَ منه مُعَصْفَراتٍ

فتحسَبُ أنها لاقَتْ شِفارا

أبا الهيجاءِ أصبحَتِ القوافي

تَخُبُّ إليكَ حجّاً واعتِمارا

عِتاباً كالنَّسيمِ جرَى لعَتْبٍ

يُضَرِّمُ في الحَشا مني استِعارا

أُشَعشِعُه لأُطِربَ سامعيه

كما شَعشَعْتُ بالماءِ العُقارا

أَيجمُلُ أن أرى منك انحرافاً

ولا عاراً أتيتُ ولا شَنارا

ولم أَجحَدْ صنائعَ مِنْكَ جلَّتْ

ولم أسلُبْكَ مدحاً فيك سارا

ولكنِّي كَسَوْتُكَ حَلْيَ قَوْمٍ

رأيتُكَ منهم أزكَى نجارا

وأيُّ غريبَةٍ للشِّعرِ لاقَتْ

عُلاكَ فحاولَتْ عنها اصطِبارا

تَحِنُّ إليكَ أبكارُ القوافي

إذا اجتُليَت رَواحاً وابتكِارا

فتقرَبُ منك أُنساً بالمعالي

وتبعُدُ من بُعولتِها نِفارا

ويُؤثرْكَ الثَّناءُ على مُلوكٍ

تَعُدُّ مقامَها فيهم خَسارا

وكيفَ تُلامُ خَيِّرَةُ القَوافي

إذا اختارتْ من القومِ الخِيارا

تبيَّنَ زهوُها في العيدِ لمَّا

رأتْ مولىً يُتوِّجُها فَخارا

فهزَّتْ عِطْفَها طَرَباً إليه

وأَلقَتْ عن مَحاسِنها الخِمارا

فإنْ تَكُ هفوةٌ عرَضَتْ سِراراً

فقد أَصْحَبْتُها عُذراً جِهارا

وممَّا شيَّدَ الشَّرَفَ المُعَلَّى

ذُنُوبٌ صادَفَتْ منك اغتِفارا

فَضَلْتَ الناسَ فضلاً واقتصاداً

وإشراقاً من الجَدوى ابتدِارا

ولولا أن أَعوذَكَ من عدوِّي

حَسِبناهُ لنَضرَتِه نُضارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة يورقه إذا البرق استنارا

قصيدة يورقه إذا البرق استنارا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي