يوم بهذي الليالي يشبه القمرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يوم بهذي الليالي يشبه القمرا لـ مصطفى صادق الرافعي

اقتباس من قصيدة يوم بهذي الليالي يشبه القمرا لـ مصطفى صادق الرافعي

يومٌ بهذي الليالي يشبهُ القمرا

فإن رأى حلكاً في أفقها سفرا

تخالها ورقاً إن خلته ثمراً

والعامُ غصنهما والأزمنُ الشجرا

ما زالَ فيهِ بريقُ التاجِ من قِدَمٍ

واللحظُ يزدادُ سحراً كلما فترا

يومٌ جلا غرّةً في المجدِ سائلةً

تناظرُ الشمس إن قاسوا بها الغُرَرا

مرآةُ فكرِ مليكٍ فوقها انعكستْ

أنوارهُ كغديرٍ مثَّلَ القمرا

يضاحكُ التاجُ منها لمعةٌ سطعتْ

من الجلالةِ يغشى ضؤُها البهرا

عبدُ الحميدِ بهرتَ الخافقينِ فما

ندري أبرقاً نرينا أم نرى قكرا

إن تغرسِ الرأيَ فالتسديدُ زهرتُهُ

وإن هززتَ القنا أَجْنَيْنَكَ الظفرا

ما بينَ سلمٍ وحربٍ أنتَ ربُّهما

تركتَ هذا الورى في مأمنٍ حذِرا

فلو تشاءُ أمرتَ النارَ فانطفأتْ

ولو تشاءُ زجرتَ الماءَ فاستعرا

ومن يكنْ قلبهُ في كلِّ حادثةٍ

عيناً لفكرتِهِ لا يخطئُ النظرا

يا ضارباً بشبا السيفِ الذي ارتعدتْ

لهُ الممالكُ أطعم سيفكَ الجزرا

لا تخشَ زلزالها إن عصبةٌ رجفتْ

فمن يكنْ معولاً لا يرهبُ الحجرا

إذا سيوفكَ ظنوها صوالحةً

فإنَّ أرؤسهم كانتْ لها أُكرا

غرستَ عندهم نعماكَ في سبخٍ

ومن يلومُ على ريِّ الثرى المطرا

وزارعُ الحبِّ لا ينفكُّ يبذرهُ

وليسَ في وسعهِ إنباتُ ما بذرا

أرى على الأرضِ جرَّاراً لهُ لجبٌ

تخالهُ الأرضُ أطواداً إذا انحدرا

كأنّهُ يوم يرتجُّ الوغى شهبٌ

تساقطَ الجو منها يرجمُ البشرا

من كلِّ ليثٍ إذا حفزتهُ قطرتْ

أنيابهُ واستطارتْ عينهُ شررا

يلقى صدى الموتِ في الآذانِ من فزعٍ

كأنما ثارَ يدعوهُ إذا زأرا

أرى العناية صفت جيشهم كلماً

حروفها قرئتْ ما زالَ منتصرا

أراهُ في الأرضِ معنى لا نظيرَ لهُ

فما أكذبُ أن أدعوهُ مبتكرا

يا عرشَ يلدزَ أنتَ النجمُ لا عطلتْ

منكَ السماءُ التي أفلاكها الوزرا

غدا بكَ الملكُ وجناتٍ موردةٍ

وأعيناً ملئتْ أجفانها حورا

لا زلتَ تشرقُ بالنورِ الذي اقتبستْ

منهُ العروشُ نجومَ الحكمةِ الزُّهرا

كذاكَ يلقي شعاعُ الشمسِ بهجتهُ

على القواريرِ حتى تشبهُ الدُّرَرَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة يوم بهذي الليالي يشبه القمرا

قصيدة يوم بهذي الليالي يشبه القمرا لـ مصطفى صادق الرافعي وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر. أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول. وله رسائل في الأدب والسياسة. له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب -ط) ، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط) ، (حديث القمر -ط) ، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها[١]

تعريف مصطفى صادق الرافعي في ويكيبيديا

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي. تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي