أذاك روض بفيض المزن ممطور
أبيات قصيدة أذاك روض بفيض المزن ممطور لـ صالح القزويني البغدادي

أذاك روض بفيض المزن ممطور
أم جنة خالست ولدانها الحور
أم أنجم بالبدور التم محدقة
على حدائق يغشي نورها النور
أم لؤلؤ من بيان الأحمدي على
صحائف من بيان اللَه منثور
أم ذاك روح المعاني حين قدرها
لجسم ألفاظه في اللوح تقدير
فرائد كالنجوم الزهر أبرزها
للناس بحر بموج العلم مسجور
وعالم ساغ الوراد مورده
فالكل من بحره المورود مصدور
سعى لها سعي مشكو فأصبح مح
مود الفضيلة والمحمود مشكور
كملت فابن كمال ناقص وأبو ال
بقاء فإن وصدر الدين مصدور
بها افول لنجم الدين حل وبد
ر الدين نقص وشمس الدين تكوير
والفخر في الكشف كالكشاف مستترا
والواسطي كمحي الدين مثبور
سبقت أهل النهى في كل سابقة
علماً فمعروفهم بالعلم منكور
أزريت رازيهم فيما فتحت به
أقفال رمز عليه الفتح معسور
عني لفضلك بيضاويهم وله
فضلاً عن كل من بالفضل مشهور
برعت مقتبساً لمح الكناية با
ستخدام من هو بالابداع مشهور
قرنت تجريد قلب في مزواجه
لحل عقد به الملفوف منثور
رصعت بالجمع تصريع الجناس وبا
لتفريق طابق ما أرصدت تعبير
فصرت ممدود ظل الفضل في مدد
فكل ممدود فضل فيك مقصود
وطلت آخرهم فضلاً كأولهم
فللمقدم فضلاً عنك تأخير
أنسيت ذكراهم بالحمد ذكرهم
فما سوى ذكرك المحمود مذكور
وان هم استأثروا علماً فانت على
أثيرهم وابنه بالعلم مأثور
سحرت ألبابهم فيما سحرت بهم
فكل لب بما سخرت مسحور
وقرت آذانهم بالعلم فانتحلوا
به الوقار فمنك الوقر توقير
وصنت ثغر الهدى فافتر ناجذه
بشراً وثغر الهدى بالشرك مثغور
فللفضائل شمل فيك مجتمع
وللفواضل ربع فيك معمور
وليس بدعا إذا ما الذكر قربه
طرفا وللدين طرف فيه مقرور
فكم كشفت عن الرمز الخفي به
ستراً وما فيه رمز عنك مستور
جبرت بالجود كسر المجتدين فما
كسر لهم بسوى جدواك مجبور
خفرت بذلاً ذمام المال محتفظاً
على ذمام المعالي وهو مخفور
إن شمته شمت جيش الفخر طاف على
ملك عليه لواء النصر منشور
يزينه برد حلم في مهابته
محبر ذيله بالعز مجرور
وتاج علم على العلياء منعقد
وجيب فضل على المعروف مزرور
آنست من نوره بالكرخ نار هدى
كأنما الكرخ من لألائه الطور
وإنما الآمر الناهي لدعوته
بالأمر والنهي منهي ومأمور
نظرت فوق الذي قد كنت اسمعه
عنه فبورك مسموع ومنظور
وكيف أحصر فضلاً غير منحصر
له بلؤلؤ نظمي وهو محصور
قصرت مدحي لما في الباع من قصر
عنه وما في قصور الباع تقصير
تقتاد جامح أشعاري لمدحته
مكارم من نداها الدهر مغمور
وكيف اترك ميسور الثناء له
وليس يترك بالمعسور ميسور
فما تطاول منظومي إلى ملك
عنه تقاصر منظوم ومنثور
شرح ومعاني كلمات قصيدة أذاك روض بفيض المزن ممطور
قصيدة أذاك روض بفيض المزن ممطور لـ صالح القزويني البغدادي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.
عن صالح القزويني البغدادي
صالح بن مهدي بن رضا بن مير بن علي الحسيني القزويني. ولد في النجف، ونشأ فيها على أبيه، فاعتنى بتربيته وغذاه بأخلاقه، ودرس على علماء النجف الكبار. ودرس ديوان العرب لاهتمامه بالشعر والأدب، فكان له مراسلات مع أدباء عصره. انتقل إلى بغداد عام 1259هـ وتوفي فيها، ونقل جثمانه إلى النجف. له ديوان الدرر الغروية، وديوان آخر جمعه الشيخ إبراهيم صادق العاملي.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب