أراك غني الفضل تنتهر البوسا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أراك غني الفضل تنتهر البوسا لـ جرمانوس فرحات

اقتباس من قصيدة أراك غني الفضل تنتهر البوسا لـ جرمانوس فرحات

أراك غني الفضل تنتهرُ البوسا

كأنك في الوادي المقدس تقديسا

تميس به ما بين تيهٍ ولذةٍ

كآدم لما كان يسكن فردوسا

سقى اللَه وادينا المقدس إنه

منيعٌ وقد أضحى إلى الدهر محروسا

أبى اللَه إلّا أن يَتِمَّ مرادُه

بمنزله فضلاً وحبّاً وتكريسا

دعا أولّا أنطونيوسْ ذلك الرضي

إمام الهدى المختار زهداً وتدريسا

كأني به في طورسينا مُعايناً

إلهاً تجلَّى بالغمامة مكنوسا

سقطتُ به صَعقاً فأضحيتُ ذاهلاً

وإندكَّ ذاك الطور للأرض منكوسا

وشِمتُ أوارَ النار يُومضُ محرِقاً

أعاليه والأملاكَ فيه كراديسا

فلما تقدمتُ اَستميحُ شعاعَه

دعاني لقد آنستَ ناري يا موسى

تقدم ودع نعليك عنك بمعزلٍ

لأنك في الطور المقدس تقديسا

فلا تُزعَجنْ من برقه ورعوده

ولا تَهلعنْ إذ كنتَ عبداً ومأنوسا

هلم تُناجِ اللَه في زي راهبٍ

رعى الله عبداً شام مولاه قدُّوسا

فلما تناجينا خررتُ مسلِّماً

عليه وأعطاني الشريعة ناموسا

شريعة نسكٍ قد أرانا ثباتها

بألواح بِيعَتْهِ تؤسَّس تأسيسا

هبطنا إلى الوادي المقدس بعد ما

نبذنا الورى ظهراً ولو كان قاموسا

وقامت به رهبانُه فوق شاهقٍ

من العالم العقليْ لتطرح محسوسا

تَشيدُ له ديراً يضمُّ مناسكاً

تجانس فردوساً ظليلاً ومأنوسا

يُميتون أجساماً ويحيون أنفساً

لكيما ترى من مات حيّاً ومنفوسا

فلن يفزعوا في سيرهم من أبالسٍ

متى قرعوا في دُجية الليل ناقوسا

مدارعُهم ثوبُ الحداد بِرُوسِهم

قلانس سودٌ ليس ذلك تدنيسا

ثيابهم سودٌ وبيضٌ فعالُهم

وحسّادهم صفرٌ وقد طَهُروا روسا

متى قرع الأسحارَ صوتُ صلاتهم

أزال من الخاطي إياساً وتعبيسا

إذا ما تلوا الإنجيل فوق منابرٍ

يميل بهم قلبي ليحفظ ناموسا

فقلبي الحديديْ صار جسماً محدَّداً

وصوتُهُمُ النيرانَ أو مَغَناطيسا

تجاروا إلى صيد الكمال كأنهم

بِغَيرتهم صقرٌ يطارد طاووسا

ترى منهمُ عدلاً سريّاً وناسكاً

عريّا وصديقاً بريّا وقِدّيسا

لقد أخذوا من كل فنٍّ بحكمةٍ

إلهيةٍ يُخزون عنهمُ إبليسا

لقد لَطَّفوا الجزءَ الكثيف كأنهم

ملائكةٌ يَحوون ذا الجزء ملموسا

أبى اللَهُ أن يَسمُوا بأمٍّ ولا أبٍ

بلى قد سَمَوا نفساً وبالعقل مغروسا

عليك الرضا يا طُورَ لبنان فاتقد

إذا حُزتَ من مولاك فخراً وتأسيسا

ويا أيها الوادي المقدَّسُ أخبرا

فكم راهباً آوى حماك وقسيسا

متى جال طرفي في نواحيك راغباً

أهيم بسفحٍ ضم ديرَك محروسا

أغار عليه خيفةً من حواسدٍ

كغَيرة إيليا النبي كذا موسى

فلا تخشَ يا ديراً سعيداً بأهله

فإلْيَشَعُ الصنديد يرضاك ناووسا

متى كنت منوسباً إليه فإنه

يقيك فلن تُلفَى على الدهر منحوسا

فذاك قديسٌ وأنت مقدَّسٌ

لأنك في الوادي المقدس تقديسا

فيا قمراً أشرقتَ من ذُروة الهدى

بلبنانَ في فَلْكٍ يَزيدك تأسيسا

أساسك مبنيٌّ على صخرة التقى

كما شاد اَليشدَّايُ بيدرَ يابوسا

وفيك عرفت الحق والحق ناطقٌ

بأنَّ إله الخلق باشر تأنيسا

يسوع الذي قد جاء يوماً مُخلِّصاً

فأكرم به مولىً عزيزاً وقُدّوسا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أراك غني الفضل تنتهر البوسا

قصيدة أراك غني الفضل تنتهر البوسا لـ جرمانوس فرحات وعدد أبياتها أربعون.

عن جرمانوس فرحات

جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط) ، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و (الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط) ، و (إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب) ، و (المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و (بلوغ الأرب-خ) أدب.[١]

تعريف جرمانوس فرحات في ويكيبيديا

المطران جرمانوس فرحات - (1670-1732)وهو من أسرة مطر التي ارتحلت من لبنان من قرية حصرون في لبنان إلى حلب . وقد كان من الذين وضعو أساس النهضة في الشرق فكان شديد الاتصال بثقافة الغرب يعرف من اللغات العربية، الإيطالية، اللاتينية والسريانية، كما كان متضلعاً من المنطق والفلسفة وعلوم العرب والتاريخ الخاص والعام فضلاً عن العلوم الاهوتية، وكان له أيضاً مشاركات في علوم أخرى كالطب والكيمياء والفلك والطبيعيات . رحل إلى روما سنة 1711 ومنها إلى إسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب وحصل على بعض المخطوطات وقفل سنة 1712 عائداً إلى لبنان ولما كان اسقفاً على حلب أنشأ مكتبة تعرف بالمكتبة المارونية وفيها بعض المخطوطات العربية النفيسة. وقد ترك من المؤلفات ما يزيد عن المئة في النحو، الإعراب، اللغة، العروض، الأدب، المنطق والفلسفة ومن كتبه المشهورة «بحث المطالب» في الصرف والنحو الذي لطالما تكرر طبعه وظل معتمداً في المدراس حتى العهد القريب .[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جرمانوس فرحات - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي