ألا ارتقبوا هذا الهلال الذي بدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا ارتقبوا هذا الهلال الذي بدا لـ ابن الحاج النميري

اقتباس من قصيدة ألا ارتقبوا هذا الهلال الذي بدا لـ ابن الحاج النميري

أَلاَ ارْتَقِبُوا هَذَا الهِلاَلَ الَّذِي بَدَا

مِنَ الْغَربِ مَرْفُوعاً عَلَى أُفُقِ الْهُدَى

وَبُشْرَاكُمُ بِالعِيدِ عِيدِ مَسَرَّةٍ

بِمَقْدَمهِ السَّعْدُ المُقِيمُ تَجَدَّدَا

وَلِلَّهِ شِبْلٌ قَدْ دَعَوْهُ بِيُوسُفٍ

شَبِيهٌ بِلَيْثٍ قَدْ دَعَوْهُ مُحَمَّدَا

وَبَحْرٌ أَتَاهُ النَّهْرُ لَكِنَّ ذَا أَبٌ

وَذَاكَ لَهُ ابْنٌ رَاحَ فِي البَرِّ وَاغْتَدَى

وَفَرْعٌ أَتَى أَصْلاً يُسَمَّى بِوَالِدٍ

شَبِيهٍ بِذَاكَ الأصْلِ فِي البَأْسِ وَالنَّدَى

وَقُرَّةُ عَيْنٍ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَهُ

وَبَيْنَ الَّذِي أَبْكَى الْعُيُونَ وَسَهَّدَا

إِلَى أَنْ أَتَانَا اللَّهُ بِالفَرَجِ الَّذِي

أَفَاضَ عَلَى الدُّنْيَا جَمَالاً وَأَسْعُدَا

فَعَادَ إِلَى غُصْنِ الخِلاَفَةِ زَهْرُهُ

لِيَجْمَعَ مِنْ أَنْدَائِهِ مَا تَبَدَّدَا

وَعَاوَدَ جِيدَ الْمُلْكِ أَكْرَمُ زِينَةٍ

بِأَكْرَمِ سِلْكٍ بَعْدَ حِينٍ تَقَلَّدَا

وَقَدْ عَضَدَ السَّيْفَ المُحَلَّى بِمِثْلِهِ

مِنَ الْغَرْبِ سَيْفٌ لَمْ يَزَلْ يُرْهِبُ العِدَى

وَقَالُوا وَليُّ الْعَهْدِ يَقْدُمُ عَاجِلاً

فَقُلْتُ نَعَمْ يَهْنَأْ أَبَوهُ المُؤَيَّدَا

وَمَا هُوَ إِلاَّ الْغَيْثُ سَوْفَ يَجُودُنَا

بِأَكْرَمِ مِنْ غَيْثِ السَّمَاءِ وَأَجْوَدَا

أَمِيرٌ كَأَنَّ الشَمْسَ وَالْبَدْرَ كَامِلاً

هُمَا وَالداه بِالمَحَاسِنِ مُفْرَدَا

وَمَا ظَلَمَ ابْنٌ مُشْبِهٌ خَيْرَ وَالِدٍ

غَدَا لِمُلُوكِ الأَرْضِ أَجْمَعَ سَيِّدَا

لِيَهْنِىءْ جِيادَ الْخَيْلِ أَنَّ رُكُوبَهُ

لِيُكْسِبَهَا الْمَجْدَ الرَّفِيعَ الْمُخَلَّدَا

وَيَهْنِىءْ سُيُوفَ الهِنْدِ أَنَّ ضِرَابَهُ

لِيُبْقِي لَهَا الفَخْرَ الصَّرِيحَ الْمُؤَكَّدَا

وَيَهْنِىءْ رِمَاحَ الخَطِّ أَنَّ طِعَانَهُ

لِيُورِثَهَا العِزَّ المُشِيدَ المُشَيَّدَا

وَقُلْ لِلرُّبُوعِ الآهِلاَتِ بِسَبْتَةٍ

حَوَيْتِ أَجَلَّ النَّاسِ قَدْراً وَمَحْتِدَا

وَيَا بَحْرَهَا رِفْقاً بِبَحْرٍ حَمَلْتَهُ

وَلَكِنَّهُ يَا بَحْرُ يَعْذُبُ مَوْرِدَا

وَإنْ كُنْتَ حَقّاً قَدْ جُنِنْتَ بِحُبِّهِ

فَأَصْبَحْتَ مُرْتَجَّ الْجَوَانِبِ مُزْبِدَا

فَمَا وَاجِبُ الإِنْصَافِ ذَاكَ وَإِنَّمَا

سُكُونُكَ أَوْلَى إِنْ أَرَدْتَ تَوَدُّدَا

وَكُنْ بَاسِطاً خَدًّا لَهُ فِي طَرِيقِهِ

وَاقْسِمْ عَلَى الأمْوَاجِ تَلْقَاهُ سُجَّدَا

وَدُونَكَ فَالْثمْ كُلَّ جَفْنٍ أَتَى بِهِ

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَلْثِمْ لَهُ الرِّجْلَ وَاليَدَا

وَيَا نَسَمَاتِ الرِّيحِ هُبِّي وَحَيِّهِ

بِرُوحٍ وَرَيْحَانٍ غَدَا حَلْيُهُ النَّدَى

وَرِفْقاً بِأُسْطُولٍ يَلَذُّ لَهُ السُّرَى

بِأَمْضَى بَنِي الأمْلاَكِ سَيْفاً وَأَحْمَدَا

وَلاَ تَبْرَحِي تُهْدِي لَهُ عَاطِرَ الشَّذَا

وَتَرْوي حدِيثَ النَّوْرِ مُسْنَدَا

وَحِفْظاً لَهِا حِفْظاً لَهَا مِنْ وَدِيعَةٍ

أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يَعَزَّ وَيَسْعَدَا

كَأَنِّي وَقَدْ وَافَى الأَمِيرُ وَأَقْبَلَتْ

عَسَاكِرُهُ مَثْنَى تَرُوقُ وَمَوْحِدَا

كَبَدْرِ الدُّجى حَفَّتْ بِهِ الشُّهْبُ وَانْبَرَتْ

لِتَحْرِقَ فِي الآفَاقِ مَنْ جَارَ وَاعْتَدَى

خُذِ الرُّوحَ مِنِّي يَا بَشِيرُ بِشَارَةً

وَنَفْسِيَ مِنْ رَيْبِ الزَّمَانِ لَكَ الْفِدَا

وَعِنْدِي هَنَاءٌ لِلإمَامِ مُحَمَّدٍ

سَيُحْمِدُ لِي سَعْياً وَيُنْجِحُ مَقْصِدَا

خَلِيفَةِ رَبِّ الْعَرْشِ وَالْمَلِك الَّذِي

تَعَوَّدَ مِنْهُ الجُودُ مَا قَدْ تَعَوَّدَا

كَرِيمٌ لَهُ فِي آلِ نَصْرٍ فَضَائِلٌ

بِرَوْضَتِهَا غُصْنُ الْمُنَى قَدْ تَأَوَّدَا

أَجَلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ ذَاتاً وَمَنْصِباً

وَأَمْلاَهُمُ فِي رُتْبَةِ الْمُلْكِ مَصْعَدَا

وَأَكْرَمُ مَنْ قَادَ الْجَوَادَ إِلَى الْوَغى

وَسَقَّى عِدَاهُ أَيَّ كَأْسٍ مِنَ الرَّدَى

أَمَوْلاَيَ حَالِي مَا عَلِمْتَ وَإِنَّنِي

لأَرْجُوكَ بَعْدَ اللَّهِ غَيْباً وَمَشْهَدَا

فَكُنْ مُظْهِراً لِلْعَبْدِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ

وَأَنْجِزْ لَهُ يَا أَكْرَمَ النَّاسِ مَوْعِدَا

وَعُدْ لِلَّذِي عَوَّدْتَ يَا خَيْرَ مُنْعِمٍ

وَأَفْضَلَ مَنْ فِي فَضْلِهِ جَاوَزَ الْمَدَى

بَقِيتَ قَرِيرَ الْعَيْنِ فِي عِزِّ دَوْلَةٍ

تَسُرُّكَ مَا غَنَّى الحَمَامُ وَغَرَّدَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا ارتقبوا هذا الهلال الذي بدا

قصيدة ألا ارتقبوا هذا الهلال الذي بدا لـ ابن الحاج النميري وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن ابن الحاج النميري

إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري، أبو القاسم، المعروف بابن الحاج. أديب أندلسي، من كبار الكتاب، ولد بغرناطة، وارتسم في كتاب الإنشاء سنة 734 ثم رحل إلى المشرق فحج وعاد إلى إفريقية فخدم بعض ملوكها ببجاية وخدم سلطان المغرب الأقصى، وانتهى بالقفول إلى الأندلس فاستعمل في السفارة إلى الملوك، وولي القضاء بالقليم بقرب الحضرة، وركب البحر من المرية سنة 768 رسولاً عن السلطان إلى صاحب تلمسان السلطان أحمد بن موسى، فاستولى الفرنج على المركب وأسروه، ففداه السلطان بمال كثير. له شعر جيد وتصانيف منها (المساهلة والمسامحة في تبيين طرق المداعبة والممازحة) ، و (تنعيم الأشباح في محادثة الأرواح) ، ورحلة سماها (فيض العباب، وإجالة قداح الآداب، في الحركة إلى قسنطينة والزاب) .[١]

تعريف ابن الحاج النميري في ويكيبيديا

إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري أبو القاسم المعروف بابن الحاج (713 هـ - 768 هـ / 1313-1367م) شاعر من شعراء العصر الأندلسي.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي