أماطت عن محاسنها الخمارا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أماطت عن محاسنها الخمارا لـ الحراق

اقتباس من قصيدة أماطت عن محاسنها الخمارا لـ الحراق

أَماطَت عَن مَحاسِنِها الخِمارا

فَغادَرَتِ العُقولَ بِها حيارى

وَبَثَّت في صَميمِ القَلبِ شَوقاً

تَوَقَّدَ مِنهُ كُلُّ الجِسمِ نارا

وَأَلقَت فيهِ سِرّاً ثُمَّ قالَت

أَرى الإِفشاءَ مِنك اليَومَ عارا

وَهَل يَسطيعُ كَتمَ السِّرِ صَبٌّ

إِذا ذُكِرَ الحَبيبُ إليهِ طَارا

بِهِ لَعب الهَوى شَيئاً فَشَيئا

فَلَم يَشعُر وَقَد خَلَعَ العذارا

إِلى أَن صارَ غَيباً في هَواها

يُشيرُ لِغَيرِها وَلَها أَشارا

يُغالِطُ في هَواها الناسَ طُرّاً

وَيُلقي في عُيونِهِمُ الغُبارا

وَيَسأَلُ عَن مَعارِفِها التِذاذاً

فَيَحسَبُهُ الوَرى أَن قَد تَمارا

وَلَو فَهِموا دَقائِقَ حُبِّ لَيلى

كَفاهُم في صَبابَتِهِ اِختِبارا

إِذا يَبدو اِمرؤٌ مِن حَيّ لَيلى

يَذلُّ لَهُ وَيَنكَسِرُ اِنكِسارا

وَلَولاها لَما أَضحى ذَليلاً

يُقَبِّلُ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا

وَما حُبُّ الدِّيارِ شَغَفنَ قَلبي

وَلكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِّيارا

وَلَمّا أَن رَأَت ذُلّي إِلَيها

وَحُبّي لَم يَزِد إِلّا اِنتِشارا

وَأحسَب في هَواها الذُلُّ عِزّاً

وَحقري في مَحَبّتِها اِفتِخارا

أَباحَت وَصلَها لكِن إِذا ما

غَدَونا مِن مُدامَتِها سُكارى

شَرِبناها فَلَمّا أَن تَجَلَّت

نَسينا مِن مَلاحَتِها العقارا

وَكَسَّرنا الكُؤوسَ بِها اِفتِتاناً

وَهِمنا في المُدير بِلا مُدارا

وَصارَ السُّكرُ بَعدَ الوَصلِ صَحواً

وَأَينَ السُكرُ مِن حُسنِ العَذارا

فَدَعني يا عَذولي في هَواها

كَفى شَغفي بِمَن أَهوى اِعتِذارا

أَتَعذِلُ في هَوى لَيلى بِجَهلٍ

لِمَن في حُبِّها بَلَغَ القصارا

فَذا شَيءٌ دَقيقٌ لَستَ تَدري

لِدِقَّتِهِ المُشير وَلا المُشارا

بِهِ صارَ التَّعَدُّدُ ذا اِتِّحادٍ

بِلا مَزجٍ فَذا شَيءٌ أَحارا

فَسَلِّم وَاِترُكن مَن هامَ وَجداً

وَما أَبقى لِصَبوَتِهِ اِستِثارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أماطت عن محاسنها الخمارا

قصيدة أماطت عن محاسنها الخمارا لـ الحراق وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.

عن الحراق

أبو عبد الله محمد بن محمد الحراق بن عبد الواحد بن يحيى بن عمر بن الحسن بن الحسين الحسيني. شاعر وإمام جليل، متضلع في علم الظاهر انتهت إليه فيه الرياسة، مشاركاً في فنونه من تفسير وحديث وفقه وفتوى ومعقول. وكان أديباً شاعراً كاد ينفرد به في عصره مع كثرة وجوده. وقد كان تلميذاً للقطب الرباني العربي الدرقاوي. مات ودفن بزاويته المشهورة بثغر تطوان بباب المقابر.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي