أمانا لقلب طال فيه اعتناؤه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمانا لقلب طال فيه اعتناؤه لـ جرمانوس فرحات

اقتباس من قصيدة أمانا لقلب طال فيه اعتناؤه لـ جرمانوس فرحات

أماناً لقلبٍ طال فيه اعتناؤهُ

وتبّاً لعقلٍ زال عنه اتقاؤهُ

ورعياً لمرءٍ ظن دنياه إنَّها

منكَّرَةٌ والنقصُ فيها جزاؤه

فإن سمحت يوماً بنعمة مُفرطٍ

فكان كما نَسْخَ الصباحَ مساؤه

فلا خير في حظٍّ يكون مؤجَّلاً

كتأجيل عُمرٍ آن منه انقضاؤه

ذرِ الدهرَ لا تحفل به فهو ماكرٌ

ولن يخدع الإنسان إلّا صداؤه

ولا تعمُرَنْ في الدهر داراً فإنها

عفاءٌ وهل ميتٌ يرجَّى شفاؤه

وزحزحَ جِرمَ القلب عن شمس إفكها

فمركزُها دوماً يحولُ لواؤه

كفى حشدُك الأموالَ إن طريفَها

وتالدَها يغدو ويفنى بقاؤه

وأصغ لما أبديه عقلاً وناظراً

ووَجِّهْ سماعاً لا يضيق وِعاؤه

ونُط نفثاتِ الدرّ في جيد حازمٍ

وناهيك من درٍّ يزين حِلاؤه

فمن كان معواناً على الدهر إنه

أخو ثقةٍ والحرُّ يزهو بَهاؤه

ومن يك جوَّاداً بكل نفسيةٍ

سوى العرض لا يخشى الإلهَ لقاؤه

ومن يك ذا سلمٍ يعشْ وهو سالمٌ

من الدهر إن الدهر يكدُرُ ماؤه

ومن يك ذا عقلٍ رصينٍ فإنه

عن البؤس في حصن مكينٍ علاؤه

ومن يك طمّاحاً إلى الفحش طرفه

يُغَضَّ على شوكٍ أليمٍ قَذاؤه

ومن يختلط بالناس يشمله بؤسُهم

كما يهلك اليعقوبَ يوماً مُكاؤه

ومن يأمن الأشرار يوماً فإنه

يبيت له قلبٌ تُشَبُّ لَظاؤه

وكن طَلِقاً فالبِشرُ في الوجه يا أخي

دليلٌ كما قد دل عنه جفاؤه

ولا تعجلن فيما تروم صنيعَه

وسر في طريق شفَّ فيه صفاؤه

ولا تغترر بالحظِّ عند وروده

فكم غادرٍ وافى يهُبُّّ رخاؤه

وقابل ببشر حين تلمحُ ناظراً

عدوَّك ذا وجهٍ يَهِلُّ ضياؤه

ومن يَسبُرِ الإخوان يلق أجلَّهم

خؤوناً وأي الناس بادٍ خفاؤه

وصن حُرَّ ماء الوجه منك صيانةً

فلا خير في وجهٍ يُرقرَقُ ماؤه

ومُدَّ لبذل الجود كفّاً ومعصماً

وحسبُك جودٌ لاح منك ذكاؤه

فلا البَسطُ مفنيه ولا القبض جامعٌ

لأشتاته والمالُ شينٌ ثواؤه

وإن بني الدنيا تميل لموسرٍ

وتعرضُ عن خلٍّ أُذيعَ شقاؤه

فسَحبانُها في العسر باقلُ عصرِه

وباقِلُها في اليسر بادٍ رُواؤه

ولا تنظمِ الأسرارَ في غير سلكها

ونُطها بشخصٍ جل فيه ذَكاؤه

وإن كان نوع الخلق في الخلق واحداً

فإن ذكي العقل عَسْرٌ لقاؤه

فما كل برقٍ لاحَ بالغيث هاملٌ

ولا كل ماءٍ راق منه صفاؤه

ولا تخدشنَّّ البرَّ منك بمطله

فكم ماطلٍ قد عيبَ منه نَداؤه

ولا تستشر في الخطب إلّا مهذَّباً

خبيراً بما يقضيه يَقْظاً حِجاؤه

وإرْضَ بنزر العيش واقنع ببَرْضِه

فكم نَهِمٍ قد أهلكته مِعاؤه

ولا ترض يا هذا بجهلٍ يحطُّه

أخو الرأي عن قدرٍ رفيعٍ ذُراؤه

وإن كنت مظلوماً فربك عادلٌ

وإن كنت ظلّاماً عليك بلاؤه

سرورك يا هذا بأنك مقلعٌ

عن الخطأ المذموم منك جَناؤه

فنفس الفتى تزهو بتوبةِ ناصحٍ

متى شامها العقل استهلَّ بكاؤه

ونهنهَ عنه عبءَ إثمٍ أقلَّهُ

لقد كان يوهيه أسىً إقواؤه

ويا لابساً بُرْدَ الشباب بزهوةٍ

فبُردُك يا هذا يَرِثُّ بهاؤه

عساك تُعبِّي في الشبيبة أنعماً

تقيك إذا ما العمر حان ذَواؤه

فما عذرُ شيبٍ لاح في لمَّةِ الفتى

فحوَّلها بيضاً فملَّّ قِواؤه

وأرفع أعمال الفتى في حياته

أمانته والوُدُّ ثم رجاؤه

وكن ماسكاً في حبل دينِ ابن مريمٍ

ومذهبِه المرفوعِ يوماً لواؤه

وخذ بالذي أنشاه أنصارُهُ وما

أيِمَّتُهُ نصّوه لا خُصماؤه

مقرّاً بأربعة المجامع أنها

محققةٌ والحق هم شهداؤه

وثامنِها المنبثِّ في الأرض ذكرُه

فسَقياً لمرءٍ كان فيه اعتناؤه

أخي وابن عمي هاك مني نصيحةً

مهذبةً والنصح يعلو علاؤه

فما ضرها والإثم غلَّلَ ربَّها

إذاً لن يَعيبَ الدرَّ يوماً وِعاؤه

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمانا لقلب طال فيه اعتناؤه

قصيدة أمانا لقلب طال فيه اعتناؤه لـ جرمانوس فرحات وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن جرمانوس فرحات

جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط) ، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و (الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط) ، و (إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب) ، و (المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و (بلوغ الأرب-خ) أدب.[١]

تعريف جرمانوس فرحات في ويكيبيديا

المطران جرمانوس فرحات - (1670-1732)وهو من أسرة مطر التي ارتحلت من لبنان من قرية حصرون في لبنان إلى حلب . وقد كان من الذين وضعو أساس النهضة في الشرق فكان شديد الاتصال بثقافة الغرب يعرف من اللغات العربية، الإيطالية، اللاتينية والسريانية، كما كان متضلعاً من المنطق والفلسفة وعلوم العرب والتاريخ الخاص والعام فضلاً عن العلوم الاهوتية، وكان له أيضاً مشاركات في علوم أخرى كالطب والكيمياء والفلك والطبيعيات . رحل إلى روما سنة 1711 ومنها إلى إسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب وحصل على بعض المخطوطات وقفل سنة 1712 عائداً إلى لبنان ولما كان اسقفاً على حلب أنشأ مكتبة تعرف بالمكتبة المارونية وفيها بعض المخطوطات العربية النفيسة. وقد ترك من المؤلفات ما يزيد عن المئة في النحو، الإعراب، اللغة، العروض، الأدب، المنطق والفلسفة ومن كتبه المشهورة «بحث المطالب» في الصرف والنحو الذي لطالما تكرر طبعه وظل معتمداً في المدراس حتى العهد القريب .[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جرمانوس فرحات - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي