أما وجفونك المرضى الصحاح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أما وجفونك المرضى الصحاح لـ ابن الدهان

اقتباس من قصيدة أما وجفونك المرضى الصحاح لـ ابن الدهان

أَما وَجُفونَكَ المَرضى الصِحاحِ

وَسَكرَة مقلتيكَ وَأَنتَ صاحِ

وَما في فيكَ من بَرَدٍ وَشُهد

وَفي خَديك مِن وَردٍ وَراحِ

لَقَد أَصبَحتُ في العُشّاقِ فَرداً

كَماأَصبحتَ فَرداً في المِلاحِ

فَما أَسلو هَواكَ لِنَهي ناهٍ

وَلا أَهوى سِواكَ لِلحي لاحِ

وَلا فَلَّ المَلامُ غرارَ غيىٍ

وَلا ثَلَمَ العِتابُ شَبا جِماحي

أَما للائِمي عَليك شَغلٌ

فَيَشتَغِلوا بِعُشّاقِ القِباحِ

أَطَعتَ هَوى المِلاح طِوالَ دَهري

وَمَن يُطعِ الهَوى يَعصَ اللَواحي

فَيا سَقَمي بِذي طَرَفٍ سَقيمٍ

وَيا قَلَقي مِن القَلِقِ الوِشاحِ

يَهزّ الغصنَ فَوقَ نَقىً وَيَرنو

بحدّ ظبىً وَيَبسِمُ عَن أَقاحِ

مَليحُ الدل مَعشوق المِزاحِ

وَحُلوُ اللَفظِ مَعسولُ المزاح

يُحب الراحَ رائِحَةً بِكأسٍ

وَيَهوى الكأس كاسيَة بِراحِ

وَقَد غَرسَ القَضيبَ عَلى كَثيبٍ

فَأَثمَرَ بِالظَلامِ وَبِالصَباحِ

وَمالَ مَع الوِشاةِ وَلا عَجيبٌ

لِغُصنٍ أَن يَميلَ مَع الرياحِ

أُلام عَلى اِفتِضاحي في هَوى مَن

يُقيمُ عِذارُهُ عُذرَ اِفتِضاحي

أَلَيس لحاظُه جَرَحت فُؤادي

فَلا بَرأت وَلا اِندملتِ جِراحي

إِذا ما زادَ تَعذيبي وَهَجري

يَزيدُ اليهِ وَجدي وَاِرتياحي

وَكَم بِهَواهُ مِن عانٍ مُعنّى

يَبيتُ يَخافُ اطلاقَ السراحِ

وَلَيلَةَ زارَني بَعد اِزورارٍ

عَلى حُكمي عَلَيهِ وَاِقتِراحي

فَبِتنا لا الدَنو مِن الدنايا

نَراهُ وَلا الجنوحُ الى الجناحِ

يُديرُ كُؤوسَ فيهِ وَمُقلَتيهِ

فَيُسكِرُني مِن السُكرِ المُباحِ

وَكانَت لَيلَةً لا حوبَ فيها

عَليَّ وَلا اِجتِراءَ عَلى اِجتِراحِ

وَما مِن شيمَتي خَلعي عِذاري

وَلا لِبس الخَلاعَة مِن مزاحي

قَطَعنا اللَيلَ في شَكوى عِتابٍ

إِلى أَن قيلَ حيّ عَلى الفَلاحِ

وَلاحَ الصُبحُ يَحكي في سَناهُ

صَلاحَ الدين يُوسُفَ ذا الصَلاحِ

هو الملك الَّذي أَورى زِنادي

وَفازَت عِندَ رؤيته قِداحي

يُقرّب جُودُه أَقصى الأَماني

وَيَضمَنُ بِشرُه أَسنى النَجاحِ

وَمَبسوطٌ بِنائِلِهِ يَداهُ

اذا قَبِضَت بِهِ أَيدي الشِحاحِ

وَلَمّا ضاقَ حَدٌّ عَن مَداهُ

لَقَيناهُ بآمالٍ فِساحِ

فَمَن هَرِمٌ وَكَعبٌ وابنُ سَعدٍ

رِعاءُ الشاءِ وَالنَعَمِ المُراحِ

جَوادٌ بالبِلادِ وَما حَوته

اذا جادوا بأَلبانِ اللِقاحِ

وَأَبلج يَستَهينُ المَوتَ يَلقى

بِصَفحةِ وَجهِهِ حَدَّ الصِفاحِ

وَيَخشى مِن دنوّ العارِ مِنه

وَلا يَخشى مِن الأَجَلِ المُتاحِ

وَقَوّال اذا الأَبطالُ فَرَّت

مَكانَك ثَبتة ما مِن مَراحِ

إِذا ما دَبَّ في خَمرٍ ذَليلٌ

سَعى سَعيَ الأعزَّةِ في السَراحِ

بِبأسٍ مُذهلِ الأُسدِ الضَواري

وَسَيبٍ مُخجِلٍ سَيل البِطاحِ

فللاجين وَالراجينَ مِنهُ

أَعَزَّ حمىً وَأَكرَمُ مُستَماحِ

مِن النَفرِ الَّذين إِذا تَحلّوا

أَعادوا اللَيلَ أَحلا مِن صَباحِ

أَضاءَ الدَهر بعد دُجاه نُوراً

يَلوحُ عَلى وجوهِهم الصَباحِ

تَفيضُ بُطونُ راحَتِهم نَوالاً

وَيَستَلِمُ المُلوك طهورَ راحِ

اذا ما لاقوا الأَعداءَ عادوا

مآي النَصرِ وَالظَفَر الصُراحِ

بِأرِماحٍ محطَّمةٍ وَبيضٍ

مُثلّمَةٍ وَأَعراضٍ صِحاحِ

ليفدِ حَياءَ وَجهكَ كُلُّ وَجهٍ

اذا سُئِلَ النَدى جَهمٍ وَقاحِ

مُلوكٌ جُلَّهم مُغرىً بظلم

وَمَشغولٌ بُلَهوٍ أَو بُراح

اذا ما جالَتِ الأَبطالُ وَلّى

وَيقدمُ نَحوَ حامِلَة الوِشاحِ

يَرى الانفاق في الخَيراتِ خُسراً

وَأَنتَ تَراهُ مِن خَيرِ الرباح

هُمُ جَمَعوا وَقَد فَرَّقتَ لَكِن

جَمعتَ بِهِ الرِجالَ مَع السِلاحِ

وَبونٌ بَينَ مالِكِ بَيتِ مالٍ

وَمالِكِ رقِ أَملاكِ النَواحي

وَباغٍ أَن يُدال بِلا رِجالٍ

كَباغٍ أَن يَطيرَ بِلا جَناحِ

قَرنتَ شَجاعَةً وَتُقىً وَعِلماً

إِلى كَرَمِ الخَلائِقِ وَالسَماحِ

وَقَد أَثنَت عَلَيكَ ظُبى المَواضي

كَما تُثنى بألسنَةِ الرِماحِ

وَكَم نَتَجَت حُروبٌ أَلقحَتها

سيوفُكَ وَالنتاجُ عِن اللِقاحِ

وَكَم لِظُباكَ من يَوم اِغتِباقٍ

مِن الأَعداءِ أَو يَوم اِصطِباح

وَكَم ذَلَّلتَ مِن مُلكٍ عَزيزٍ

وَكَم دَوَّختَ مِن حَيٍ لَقّاح

تُبيحُ حِمى المُلوكِ وَتَستَبيهِ

وَما تَحميهِ لَيسَ بِمُستَباحِ

وَما خَضَعَ الفرنجُ لَدَيكَ حَتّى

رأوا مالا يُطاقُ مِن الكِفاحِ

وَما سَألوكَ عَقد الصُلح ودّاً

وَلَكِن تَحتَ غاباتِ الرِماحِ

مَلأت بِلادَهم سَهلاً وَحزناً

أُسوداً تَحتَ غاباتِ الرِماحِ

عَلى مُعتادَةٍ جَوبَ المَوامي

دواح بالمَلا بيض الأَداحي

فَحَلّوا أَرضَ نابُلسٍ وَفيها

نَواحٍ لَيسَ تَخلو مِن نَواحِ

فَكانوا هَولوا بالحشدِ جَهلاً

وَما تَخشى الأُسود مِن النِباحِ

وَهُم في قَولِهم أنّا نُلاقي

صَلاحَ الدين أكذبُ مِن سَجاحِ

أَلا يا سَيل مخجل كُلَّ سيل

تظل المحجراتُ لَهُ ضَواحي

وَيا غَيثَ البِلادِ اذا اِقشعرَّت

وَضَنَّ الغَيثُ في شَهري قماح

تَرَكتُ بَني الزَمانِ فَلَم أَسلهُم

وَلَم أَرَ أَهلَهُ أَهلَ اِمتِداحِ

وَقُلتُ للاغياتِ العيسِ رَوحي

الى بابِ ابنِ أَيوبٍ تُراحي

وَلَم أُنكَح لَئيماً بنت فِكري

وانكاحُ اللِئام مِن السِفاحِ

وَقَد جاءَتك يا كفوءاً كَفيّاً

تزفّ اليكَ طالِبَة اِمتياح

اذا اِستَشفعتَ أَورى الناسِ زَنداً

فَما أَبغي مِن الزند الشِحاحِ

وَقَد يَمَّمتُ بحرَ نَدىً فُراتاً

فَما طَلبي لأوشالٍ ملاح

سألتُك أَنَّ عودَ جَديب حالي

فأمرع مَرتَعي واخضرّ ساحي

وَلَولا جود كفّكَ كلَّ وَقتٍ

يُروي غُلَّتي وَجَوى التياحي

غَبرتُ مَدى الزَمانِ حَليف فَقرٍ

خَميصاً عارياً ظَمآن ضاحي

وَما أَشكو الزَمانَ وَأَنتَ فيهِ

وان أَصبحتَ مَحصوص الجِناحِ

وَقَد ضاعَت عُلومٌ طالَ فيها

غُدوّي واستمَر لَها رَواحي

أَرى المتقدّمينَ اليَومَ دوني

فَيؤلمني خُموليَ واطِّراحي

وَأَشجى مِن ضَياعِ العُمرِ حَتّى

أَغَصُّ بِبارِدِ الماءِ القَراحِ

وَأَعجَبُ مِن صُروف الدَهرِ حَتّى

أَكادَ أَقولُ ما زَمَني بِصاحِ

أَيَظهَر في السَماءِ ضُحىً نُهاها

وَتَخفى وَهيَ طالِعَةٌ بِراحِ

عَسى نُعماكَ تُسكِنُني دِمَشقاً

وَذاكَ لِكُلِّ مالاقَيتُ ماحي

أَعيشُ أُعاشِرُ الفُضَلاءَ عُمري

وَأَربابَ المَحابِر وَالشياح

بَقيتَ مُنَعَّماً أَبَداً وَأَضحَت

بِكُلِّ ضاحيَةٍ أَضاحي

شرح ومعاني كلمات قصيدة أما وجفونك المرضى الصحاح

قصيدة أما وجفونك المرضى الصحاح لـ ابن الدهان وعدد أبياتها واحد و ثمانون.

عن ابن الدهان

عبد الله بن أسعد بن علي أبو الفرج مهذب الدين الحمصي. شاعر من الكتاب الفقهاء ولد في الموصل وأقام مدة بمصر ثم انتقل إلى الشام. فولي التدريس بحمص وتوفي بها. قال فيه ابن خلكان كان فقيهاً فاضلاً أديباً شاعراً لطيف الشعر مليح السبك حسن المقاصد غلب عليه الشعر واشتهر به. ولديوانه أهمية تاريخية أدبية: أما التاريخية: حيث كانت في عصره الحروب الصليبية التي هزت العالم الإسلامي وانتصار صلاح الدين الأيوبي عليهم فسجلها ديوانه أعظم تسجيل. الأدبية: شعره لا تكلف فيه وصرف شعره في كل الأوجه من مديح وفخر ورثاء وشكوى وغزل. وديوان شعره مطبوع. له كتاب (شرح الدروس -خ) .[١]

تعريف ابن الدهان في ويكيبيديا

ابن الدَّهَّان البَغْدَادي (494-569ه‍ = 1100-1174م), سعيد بن المبارك بن علي الأنصاري، أبو محمد، المعروف بابن الدهان: عالم باللغة والأدب. مولده ومنشأه ببغداد. انتقل إلى الموصل، فأكرمه الوزير جمال الدين الأصفهاني. فأقام يقرئ الناس. تصانيفه كثيرة وكان قد أبقاها في بغداد، فطغى عليها سيل، فأرسل من يأتيه بها إلى الموصل، فحملت إليه وقد أصابها الماء، فأشير عليه أن يبخرها ببخور، فأحرق لها قسماً كبيراً أثر دخانه في عينيه فعمي ! ولم يزل في الموصل إلى أن توفي. من كتبه ( تفسير القرآن ) أربع مجلدات، و ( شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي ) أربعون جزءاً، و ( الدروس ) في النحو، بدار الكتب، مصوراً عن شهيد علي وعليه شرح له من تأليفه، و ( الأضداد) رسالة في اللغة ( في نفائس المخطوطات ) و ( النكت والإشارات على ألسنة الحيوانات ) و ( ديوان شعر ) و ( ديوان رسائل ) و ( العروض) ( الغرة ) في شرح اللمع لابن جني، و ( سرقات المتنبي ) و ( زهر الرياض ) سبع مجلدات.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الدهان - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي