أيا صاح قدم للرحيل الركائبا
أبيات قصيدة أيا صاح قدم للرحيل الركائبا لـ المؤيد في الدين

أيَا صَاح قَدِّم للرحيل الركائبا
نجُوبُ إلى شيرَاز هَذِي السَبَاسِبا
نُقَضِّى بها أفْكارَنا عن قلوبنا
سِراعاً ونَقْضِي للنفوس مآربا
نُجَدِّدُ عَهْداً للحبائب إنه
حَبِيبٌ إلَيْنَا أن نزور الحبائبا
غدا الصبر بعد اليوم منفصم العرى
فَسِرْ واطّرحْ عنك التَعَلُّلَ جانِبا
متى ليت شعري أشتفى بلقائهم
وأشكو إليهم ما لقيت مصاعبا
وأخْبرُ أن البين هَدَّ لي القوى
وغَادَرَ رأسي في الشَّبيبة شائبا
إلى كم أراني للأحبة تاركا
وفي الأرض ذات الطُّول والعرض ضاربا
أما ساعة تأتي فتقضى تودعا
ويومٌ يُواتى لا يُريني المَتَاعِبَا
هو الدهر ما صافي بنيه وما صفت
مَشَاربُه يوما لمَن جاء شاربا
تَرَى عُرْفَه نُكْراً وجِدَّتَه بِلى
وأقوله خبَّا وراجيه خائبا
فلا تَفْرحنْ إنْ كان يَوْماً مقاربا
ولا تَجْزَعنْ إن كان يوما مجانبا
وصاحِبْهُ معروفا بجسمك واخش أن
تكون له من حيث نَفْسِك صاحبا
فجسمك من دار الطبيعة بَدْؤه
ويُمْسِى إليها بالتحلل سَائِبا
ونَفسُك من دار البسيطة بَدْؤها
وتلك لِعَمْرو الدين أعْلى مَرَاقِبَا
وكلٌ ليبْغى ما يكون مناسبا
له القرب لا ما لا يكون مناسبا
فجسمك مما تُنْبت الأرض يغتدى
ونفسك من نور يُجَلِّى الغَياهِبا
شرح ومعاني كلمات قصيدة أيا صاح قدم للرحيل الركائبا
قصيدة أيا صاح قدم للرحيل الركائبا لـ المؤيد في الدين وعدد أبياتها ستة عشر.
عن المؤيد في الدين
هبة الله بن أبي عمران موسى بن داؤد الشيرازي. ولد في شيراز سنة 390 وقد كان باكورة أعماله اتصاله الملك البويهي أبو كاليجار الذي أعجب به واستمع إليه، وحضر مجالس مناظرته مع العلماء من المعتزلة والزيدية والسنة. خرج المؤيد إلى مصر سنة 439. وقد كان من ألمع الشخصيات العلمية والسياسية التي أنتجها ذلك العصر، فقد كان عالماً متفوقاً، قوي الحجة في مناظرته ومناقشاته مع مخالفيه. قال عنه أبو العلاء المعري: والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه. وقد تمكن من إحداث إنقلاب عسكري على الخليفة العباسي القائم بأمر الله سنة 450 وأجبره على مغادرة البلاد ورفع راية الدولة الفاطمية فوق بغداد. ومن ذلك كله استحق لقب داعي دعاة الدولة الفاطمية.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب