أيلام بشر بالهوى وهو الفتى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيلام بشر بالهوى وهو الفتى لـ جرمانوس فرحات

اقتباس من قصيدة أيلام بشر بالهوى وهو الفتى لـ جرمانوس فرحات

أَيُلامُ بِشرٌ بالهوى وهوَ الفتى

وقد استقام مُدجَّجاً بفَتاءِ

كم مثلهُ لَمّا تناهى في الهوى

جَهلا هوى عن شامخاتِ هَواءِ

مَن كان أشبهَ في مساعيهِ العفى

لم يدرِ ما سيكون بعد عَفاءِ

في مَوقِفٍ فيه النفوسُ على رَجا

والناس في بُؤسٍ وقطعِ رَجاءِ

يوماً يعود ممزقاً تحت الثرى

وثراؤه قد عادَ شَرَّ ثَراءِ

يضحي رميماً سائلاً تحت الصفا

يا ابن المودة أين صفوُ صَفاء

قد زال عمّا كان فيه من السَّنا

فغدا بغير سَنىً وغير سَناء

أنت البَرَى ولذا تصير إلى البَرى

لا تطمعنْ بسلامةٍ وبَراء

ما كان أحسن لو تناولتَ الخَلى

متنسكاً متوحداً بخَلاءِ

ما كان أحسن لو أصختَ إلى الوَحى

أُذُناً وكنت ملبياً بوَحاءِ

إن الدُّنا في غشِّها شبهُ السَّقى

تصطادُ عقلاً أهوجاً بسَقاءِ

يتبرقع الإنسانُ فيها بالعَمى

وعمى البصيرة مشبهٌ لعَماءِ

فانهض وتُب واستجلِ عينَك بالجلا

إن خفتَ ديّاناً ويومَ جلاءِ

وارضَ الدنِيَّ من الدُّنا قُوتَ الفنا

فمصيرُ كل مسرَّةٍ لفناءِ

من كان يرضى بالدنيِّ من الفضا

يجدِ المنى في نيّرات فضاء

فافزع إلى المولى العزيز من الذَّكا

إن كنتَ متصفاً بحسن ذكاء

فالعالم النحريرُ ضاقَ به الملا

شوقاً الى من فيه كلُّ مَلاءِ

فارغب الى مولاك تظفر بالجَدى

فالنفس من جدواهُ ذاتُ جداءِ

إن كان عَقلكَ مُقفِراً كالدَوبَرى

تُضحي ورَأيُكَ دَوبَراءُ الراءِ

كم جاهلٍ قد مالَ مع ريحِ الصَبا

وأطاعَ فيه عُنفُوانَ صَباءِ

باعَ التيقُّظَ والتحرُّزَ بالكَرى

لو شاءَ كان موازناً بكَراءِ

مُتَملمِلاً كالمَعزِ من داءِ الأَبا

متهشِّماً متحطِّماً كَأَباء

يا جائلاً قد تاهَ في عُرضِ اللِوى

وغِناهُ أخفَقُ من خُفوقِ لِواءِ

قد طالما ضلَّ الفتى بهوى الغِنى

من مُلهِيَيْ فَخرٍ وحُسنِ غِناءِ

فدَعِ الوَنى متنشِّطاً إن الإِنى

تَمضي سُدىً فَالعُمرُ رَشحُ إِناءِ

لا تَنظُرَنَّ من الرجال إلى اللِّحى

كم لِحيةٍ مشحونةٌ بِلِحاءِ

قد أَحدَقَت بِفِناك أَشراكُ العِدى

فالسيفُ لم يسبُقهُ عَدوُ عِداءِ

فاهجُرْ فديتكمُ المنازلَ والبِنى

ودَعِ التأَنُّقَ من بِنىً وبِناءِ

ودَعِ الكِبى مُتَنَمِّقاً لِذَوي الكِبى

ثم الكِباء دُخان غيرِ كِباءِ

أَوَما رَأَيتَ الماءَ في ظِلِّ الرِوى

يحتاجُ فيهِ إلى رِشاءِ رِواءِ

يا صادراً رَيّانَ عَن ماءِ الأَضا

ألآنَ ماؤُكَ ليس ماءَ أَضاءِ

تُب وابكِ نُحْ بُحْ تَمحُ من ذاك السَحا

ذَنباً دَهاكَ بِمَنظرِ اِبنِ سَحاءِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيلام بشر بالهوى وهو الفتى

قصيدة أيلام بشر بالهوى وهو الفتى لـ جرمانوس فرحات وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن جرمانوس فرحات

جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط) ، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و (الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط) ، و (إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب) ، و (المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و (بلوغ الأرب-خ) أدب.[١]

تعريف جرمانوس فرحات في ويكيبيديا

المطران جرمانوس فرحات - (1670-1732)وهو من أسرة مطر التي ارتحلت من لبنان من قرية حصرون في لبنان إلى حلب . وقد كان من الذين وضعو أساس النهضة في الشرق فكان شديد الاتصال بثقافة الغرب يعرف من اللغات العربية، الإيطالية، اللاتينية والسريانية، كما كان متضلعاً من المنطق والفلسفة وعلوم العرب والتاريخ الخاص والعام فضلاً عن العلوم الاهوتية، وكان له أيضاً مشاركات في علوم أخرى كالطب والكيمياء والفلك والطبيعيات . رحل إلى روما سنة 1711 ومنها إلى إسبانيا حيث تفقد ما بقي من آثار العرب وحصل على بعض المخطوطات وقفل سنة 1712 عائداً إلى لبنان ولما كان اسقفاً على حلب أنشأ مكتبة تعرف بالمكتبة المارونية وفيها بعض المخطوطات العربية النفيسة. وقد ترك من المؤلفات ما يزيد عن المئة في النحو، الإعراب، اللغة، العروض، الأدب، المنطق والفلسفة ومن كتبه المشهورة «بحث المطالب» في الصرف والنحو الذي لطالما تكرر طبعه وظل معتمداً في المدراس حتى العهد القريب .[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جرمانوس فرحات - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي