أيها الركب على رمل الحما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيها الركب على رمل الحما لـ حسين الدجيلي

اقتباس من قصيدة أيها الركب على رمل الحما لـ حسين الدجيلي

أيها الركب على رمل الحما

وقفة أقضى بها حق الغرام

ثم حيوا من مغانيه الربى

فبه مرت لييلات الصبا

زمن إتخذ الراح أبا

ونديمي في الدجى إن أظلما

قمر يجلو حناديس الظلام

أغيد قد زارني بعد الجفا

كمعين فاض من قلب الصفا

غفل السمار والواشي غفا

فأتى يمحض وداً بعدما

كان قد شح على رد السلام

أحور أحوى رشيق أهيف

كاد من مر الصبا ينقصف

إن أرباب الهوى لو أنصفوا

يمموا نجداً إذا ما يمما

وإذا أتهم فالمسرى تهام

ثمل رنحه خمر الدلال

ينثني منه يميناً وشمال

ما سلاه القلب هجراً ووصال

كيف يسلو القلب معسول اللما

خضل الأعطاف ممشوق القوام

فغدا يجلو الطلى مثل العروس

زفها صرفا بتبرّيب الكؤوس

نفست حتى وهينا ها النفوس

تشمل الشمل وتبري السقما

وحري مثلها يبري السقام

هي تبر والجمان الحبب

بل شهاب في الدجى ملتهب

قد سقانيها أغن ربرب

فغدت تدبو إلى العقل كما

دب لص الحي في جنح الظلام

هي روح الخمر لا جسم لها

فكأن الكأ قد مثلها

سلسبيل والهنا عللها

تنعش الحي وتحي الرمما

مقعد لو كان يحسوها لقام

قد سقانيها على تلك البطاح

طرزت في جلنار واقاح

مثلنا من شاء أن يشرب راح

ينثني الساقي الينا كلما

اصدروا جاما له أورد جام

زمن مر على سفح الغضا

قد زعمناه تولى وانقضى

عاد لي غضا كما كان مضى

حيث زفت من تسامت كرما

من بني طه بني المجد الكرام

لخدين المجد في رتبته

شب إذ شب وفي حوزته

قصب السبق وفي قبضته

سلم يرقى به أوج السما

وكذا أهلوه شيخ وغلام

بيث مجد ظاهر فيه الفخار

كظهور الشمس في قلب النهار

كم أقالوا عن بني العلم عثار

وجلوا عن مقلة الدين للعما

حكموه من حلال وحرام

لهم في كل عصر معجزات

بفروع نشروها غامضات

شملوا شمل الهدى بعد الشتات

فضلاء أتقياء علما

يرتقى فضلهم عاما فعام

رتبة شامخة في الرتب

في سماء المجد مثل الكوكب

لو يكن قام بنا اليوم نبي

وثب القوم إلى ذاك فما

فيهم من أحد إلا وقام

لو ترى المهدي ما كنت ترى

غير من عليه الخنصرا

يملأ السمع علا والبصرا

فهو في الجلى عماد وحما

وعصام لبني حام وسام

أبحراً فاض لمن أم الندى

ما صدى إلا وكان الموردا

طود علم طال أطواد الهدى

في ذري شامخها قد خيما

وله في ذروة المجد خيام

سير العلم كتاب فكتاب

محكما أبوابه بابا فباب

ألمعي فكره مثل الشهاب

ثاقب ما طاش سهما إن رمي

ولأهل الفضل كم طاشت سهام

كم يد بيضاء قد طوفها

عنقا ولامن لن يطرقها

حاز من خيل الندى أسبقها

يخجل الغيث إذا الغيث هما

فله في الفضل يجثى ويقام

دمتم عمر الليالي والدهور

لكم العيش المهنى والسرور

كلما غنت على الدوح والطيور

نشرت أيدي التهاني علما

لكم بالبشر في كل مقام

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيها الركب على رمل الحما

قصيدة أيها الركب على رمل الحما لـ حسين الدجيلي وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن حسين الدجيلي

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين. من مشاهير عصره في العلم والأدب. ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر. له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى. زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي